تراجعت العملة الإيرانية لمستوى قياسي يوم السبت، بعد فشل الجهود المتجددة لإحياء الاتفاق النووي في إحراز تقدم. وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 يوم الجمعة وتم تأجيلها، بحسب وكالة "رويترز".
وأعرب مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب الحكومة الإيرانية الجديدة المتشددة والتي وصفوها بـ"الكاسحة". وقالت واشنطن إن طهران "لا تبدو جادة".
وتنعقد الجولة السابعة من المحادثات في فيينا وهي الأولى مع مندوبين أرسلهم الرئيس الإيراني المناهض للغرب إبراهيم رئيسي حول كيفية إحياء الاتفاق الذي قيدت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وكان انتخاب رئيسي في يونيو (حزيران) قد تسبب في توقف المحادثات لمدة خمسة أشهر، مما زاد من الشكوك بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين بأن إيران تلعب دورها في كسب الوقت أثناء تطوير برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لـ "رويترز": "إيران في الوقت الحالي لا تبدو جادة بشأن القيام بما هو ضروري للعودة إلى الامتثال، ولهذا السبب أنهينا هذه الجولة من المحادثات في فيينا".
وأضاف من دون الخوض في التفاصيل "إذا تبين أن الطريق إلى العودة إلى الامتثال للاتفاق هو طريق مسدود، فسنسعى وراء خيارات أخرى". وقال دبلوماسيون إن الوفد الإيراني اقترح تغييرات شاملة على النص الذي تم التفاوض عليه بشق الأنفس في الجولات السابقة.
الريال والعقوبات الأميركية وكورونا
في إيران، تم بيع الدولار الأميركي بما يصل إلى 302.200 ريال في السوق غير الرسمية يوم السبت، ارتفاعاً من 294000 ريال يوم الجمعة، وفقاً لموقع الصرف الأجنبي "بونباست دوت كوم".
وقالت "رويترز" إن السوق تلقت صدمة أولى من (محادثات) الاتفاق النووي". وقالت إن الدولار صعد ستة آلاف ريال إلى 299500 قبل أن يرتفع فوق 300 ألف يوم السبت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، سجل الريال مستوى قياسياً بلغ نحو 320 ألفاً للدولار، حيث أدى انخفاض أسعار النفط إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد التي تعاني بالفعل من العقوبات الأميركية وأعلى حصيلة وفيات بفيروس كورونا في الشرق الأوسط.
خيبة أمل أوروبية
وقال مسؤولون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "منذ أكثر من خمسة أشهر، أوقفت إيران المفاوضات. ومنذ ذلك الحين، قامت إيران بتقديم برنامجها النووي بسرعة. وقد تراجعت هذا الأسبوع عن التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازه"، وأن إيران تطالب "بتغييرات كبيرة" في النص. وأضافوا أنه "من غير الواضح كيف يمكن سد هذه الفجوات الجديدة في إطار زمني واقعي".
وعبرت القوى الأوروبية الثلاث عن "خيبة أملها وقلقها" من مطالب إيران التي قالت إن بعضها يتعارض مع شروط الاتفاق أو يتجاوزها.
وكان اتفاق 2015 قد فرض قيوداً صارمة على أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى تمديد الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية.
من جانبها تنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية قائلة إنها تريد فقط امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
في مقابل القيود النووية، رفعت صفقة عام 2015 التي أبرمتها إيران وست قوى كبرى - بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة - العديد من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على إيران.
بعد أكثر من عامين من التزام إيران بالقيود الأساسية، سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة من الصفقة في عام 2018، واصفاً إياها بأنها متساهلة للغاية مع طهران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية أميركية مؤلمة على طهران.