حالة من الذعر سيطرت على جميع الأسواق خلال تعاملات الجمعة، مع ظهور متغيرات جديدة لكورونا التي تضرب العالم في الوقت الحالي.
وجرى اكتشاف المتحور الجديد في جنوب أفريقيا وبوتسوانا وهونغ كونغ وإسرائيل، ما دفع بعض الدول إلى فرض حظر على الطيران. وخلال فصل الصيف، أثار متغير "دلتا" قلق المستهلكين، وأثقل كاهل قطاعات مثل الترفيه والضيافة. والآن، يشعر المستثمرون والاقتصاديون بالقلق من أن هذا البديل الجديد يمكن أن يفعل الشيء نفسه.
وامتدت الخسائر من أسواق الأسهم التي نزفت بشدة إلى جميع الأسواق، حيث تكبد النفط خسائر حادة وعنيفة، كما سيطر اللون الأحمر على منصات العملات المشفرة، ما دفع المستثمرين إلى الهروب إلى الأصول والملاذات الآمنة، ما عزز من مكاسب الذهب والدولار الأميركي.
وفي مذكرة بحثية حديثة للعملاء، يقول كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار وكبير استراتيجيي السوق في "تراست إدفيسوري سيرفيسز"، "تظل متغيرات الوباء واحدة من أكبر المخاطر على الأسواق، ومن المرجح أن تستمر في ضخ التقلبات خلال العام المقبل أو حتى بعد ذلك". وأضاف، "من الصعب في هذه المرحلة تحديد مدى استمرار أو تأثير هذا البديل الأخير في الأسواق".
وقال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في "سي أف أر إي" للأبحاث، "الأمر قد يستغرق أياماً أو أسابيع، لتقييم شدة المتغير الجديد، لذلك قد لا تكون عمليات البيع المكثفة يوم الجمعة فرصة فورية لانتقاء الأسهم بسعر رخيص".
النفط الأميركي يفقد 10 دولارات في جلسة واحدة
وبعيداً من خسائر أسواق الأسهم، فقد عانت فئات الأصول الأخرى أيضاً، حيث هوت أسعار النفط، على سبيل المثال. وانخفضت العقود الآجلة للنفط الأميركي بأكثر من 12 في المئة، أو ما يقرب من 10 دولارات، إلى مستوى 68.82 دولار للبرميل في وقت قريب من إغلاق سوق الأسهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت متأخر من تعاملات الجمعة، نزل خام برنت 8.77 دولار، بما يعادل 10.7 في المئة، إلى مستوى 73.45 دولار للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 9.12 دولار بما يعادل 11.6 في المئة، إلى مستوى 69.27 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الخميس. ويتجه الخامان إلى تسجيل خسائر للأسبوع الخامس على التوالي وأكبر تراجعات على الإطلاق منذ أبريل (نيسان) 2020.
وتحركت السلطات حول العالم بقلق بالغ الجمعة، بعد أنباء اكتشاف السلالة الجديدة في جنوب أفريقيا، وكان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من بين المناطق التي شددت إجراءات السفر إليها، بينما سعى الباحثون لمعرفة ما إذا كانت تحورات السلالة الجديدة مقاومة للقاحات.
كيف تحركت أسعار العملات الرئيسة؟
وفي سوق العملات، انخفض الدولار الأميركي، الذي يقاس بمؤشر "ICE" بالدولار، الذي يثبته مقابل منافسيه الرئيسين، 0.6 في المئة عند إغلاق الأسهم. وارتفع الين الذي يعد ملاذاً آمناً، بينما هبط الراند الجنوب أفريقي، مع توخي المستثمرين الحذر بعدما دقت بريطانيا ناقوس الخطر، بسبب سلالة جديدة من كورونا تنتشر في البلد الأفريقي.
وقفز الين 0.56 في المئة إلى مستوى 114.68 للدولار، في حين تراجع الراند إلى أدنى مستوى في أكثر من عام إلى مستوى 16.17 للدولار، مع تصاعد المخاوف إزاء السلالة بي 1.1.529 التي قد تجعل اللقاحات أقل فعالية.
ونزل الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطر 0.33 في المئة إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.71265 دولار، متجاهلاً زيادة أكبر بكثير من المتوقع في مبيعات التجزئة. كما تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.3305 دولار، مسجلاً من جديد أدنى مستوى في 11 شهراً.
أمّا اليورو فقد ارتفع 0.12 في المئة إلى 1.12185 دولار، ليستقر بعدما بلغ أدنى مستوى في نحو 17 شهراً في وقت سابق هذا الأسبوع عند 1.1186 دولار. وابتعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة تشمل الين واليورو والجنيه الاسترليني، أكثر عن مستوى 96.938 نقطة، الذي سجله الأربعاء، أعلى مستوى في نحو 17 شهراً. وسجل في أحدث التعاملات 96.715، لكنه كان مرتفعاً 0.73 في المئة خلال الأسبوع، وما زال متجهاً نحو تسجيل خامس مكسب أسبوعي.
المستثمرون يهرعون إلى الملاذات الآمنة
في سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب أكثر من واحد في المئة، خلال تعاملات الجمعة، وعاد للارتفاع فوق 1800 دولار، إذ تسبب اكتشاف السلالة الجديدة من كورونا في مسارعة المستثمرين للجوء للملاذات الآمنة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2 في المئة إلى 1810.10 دولار للأوقية (الأونصة). وقفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.7 في المئة إلى 1813.80 دولار.
وامتدت موجة الخسائر إلى سوق العملات المشفرة، إذ انخفضت في جميع المجالات، وهوت عملة الـ"بيتكوين" بأكثر من 8 في المئة، وفق بيانات "كوين ديسك".
في غضون ذلك، يدفع المستثمرون إلى استثمارات الملاذ الآمن. وأصبحت سندات الخزانة الأميركية ذات العشر سنوات أكثر تكلفة، وانخفضت العائدات بأكثر من 0.1 نقطة مئوية إلى 1.51 في المئة، مع إغلاق سوق الأسهم على خسائر حادة وعنيفة. كما قفزت أسعار الذهب.