Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تباطؤ مفاجئ في أكبر نهر جليدي في غرينلاند وتزايد في سماكته بطريقة تحيّر العلماء

يزيد نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي بمعدل عشرين مترا في السنة

لغز معلّق بين اليابسة في جزيرة "غرينلاند" ومصب أضخم نهر جليدي فيها (رويترز)

لم يتعرض أكبر نهر جليدي في "غرينلاند" خلال السنوات الأخيرة لتباطؤ في سرعة جريانه فحسب، بل ازدادت سماكته أيضاً، ما فاجئ العلماء الذين يدرسون تأثير ارتفاع درجات الحرارة عالمياً في الجليد عند النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

تحتوي الجزيرة على ثاني أضخم غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية، ويؤثر الاحترار المتسارع للنصف الشمالي من الأرض بشكل رئيسي على الارتفاع المتزايد لمستوى المياه في البحار عالميّاً.

ونتيجة لذلك، تعرض نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي الواقع في ساحل غرينلاند الغربي إلى لخسارة كميّات من الجليد أكثر من كل مكان آخر في البلاد.

يُشتهر ذلك النهر بالكتل الجليدية الضخمة التي يرمي بها في خليج "ديسكو" وتتابع مسارها حتى تصل إلى المحيط الأطلسي. ويُعتقد أن النهر قد جرف الجبل الجليدي الذي أغرقَ سفينة "تايتانك".

بين عامي 2000 و2010، أسهم نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي في تفكك أضخم كتل جليدية صلبة في كل الغطاء الجليدي لـ"غرينلاند"، ويُقدّر أنه مسؤول عن ارتفاع منسوب المياه في بحار العالم بحوالى 1 ميللمتر.

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة السائد، لم يعد النهر هو المكان الذي تفقد فيه تلك المنطقة معظم الجليد فيها.

منذ عام 2013، عندما كان ذوبان الجليد في ذلك النهر يجري بأسرع وتيرة، لم يعد ارتفاع الجليد يتناقص عند مصبّه، بل أخذ يزداد سماكة.

تظهر قياسات ارتفاع النهر الجليدي عند مجراه الضيق أنه بدل أن ينقص ارتفاعه بمعدل 20 متراً في العام كما كان يحدث سابقاً، أصبحت سماكة النهر الجليدي الآن تزداد 20 متراً سنويّاً.

وأوردت "وكالة الفضاء الأوروبية" إن تقنيات جديدة في معالجة البيانات طُبقت على معلومات جمعتها الأقمار الصناعية، وقد أعطت صورة أوضح عن مدى عودة الجليد الذي يعود إلى النهر الجليدي.

 

ولاحظت آنا هوغ الباحثة في "مركز المراقبة والنَمْذجة القطبيّة" في "جامعة ليدز"، أن "التسارع الديناميكي لنهر "جاكوب شاون إيشبريه" الذي لوحظ منذ أواخر عام 2000 وحتى عام 2013 ناجم عن مياه المحيط الدافئة في خليج "ديسكو"، التي كانت تدخل إلى مضيق "جاكوب شاون" وتُذيب الجليد في مصب النهر الجليدي... على كل حال، تُظهِر قياسات درجات الحرارة في السنوات الأخيرة أنّ درجة مياه المحيط المتجمعة في خليج "ديسكو" كانت تبرتد باستمرار، بل انخفضت درجة مئوية أقل من معدلات حرارتها سابقاً. وأدى ذلك إلى انخفاض معدل ذوبان الثلوج في نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي".

على العموم، ليس ما يحصل في ذلك النهر مؤشّراً على استقرار أوسع نطاقاً في الغطاء الجليدي بشكل عام. إذ يعمل على تصريف 7 في المئة من إجمالي كتل الجليد في "غرينلاند".

وعلِم العلماء خلال ندوة بعنوان "الكوكب الحي" عُقدت في ميلانو الإيطاليّة، أن حوض التصريف في ذلك النهر الجليدي يفقد بصورة إجماليّة كمية من الجليد الذي يذهب إلى المحيط، تفوق كثيراً ما يكسبه من تساقط الثلوج عليه.

ولذا، ما زال ذلك النهر الجليدي يُسهم في ارتفاع مستوى البحار عالميّاً، وإن صار ذلك يجري بوتيرة أبطأ.

وأوضحت الدكتورة هوغ أن "السؤال الجوهري الذي نحتاج إلى الإجابة عنه هو إذا كان التباطؤ في "جاكوب شاون إيشبريه" مرحلياً أو أقرب إلى أن يكون دائماً؟ سنستعين بأرصاد الأقمار الصناعية التابعة لـ"وكالة الفضاء الأوروبية" ونجمعها مع النماذج المصنوعة على الكومبيوتر، كي نراقب ذلك التغيّر ونتوصّل إلى معرفة مآل ذلك النهر الجليدي الهائل في المستقبل".

وذكر مارك درينووتر من "وكالة الفضاء الأوروبية" أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، مشيراً إلى "أن التباين الكبير عبر الفصول وكذلك وبين عام وآخر، في ديناميكية نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي، بإمكانه أن يخفي بسهولة الآثار الناجمة من خسارة الجليد على المدى الطويل".

ويبدو أن تلك الدراسة تتواءم مع دراسة أخرى نُشرت في وقت سابق من هذه السنة، تشير إلى أن الغطاء الجليدي في "غرينلاند" يذوب الآن بسرعة تفوق أربع مرات المعدل المُسجل في عام 2003.

لكنها وجدتْ أيضاً أن الخسارة الكبرى في الجليد كانت تحدث بعيداً عن الأنهار الجليدية في البلاد.

"أياً كانت هذه الخسارة، ليس من الممكن تفسير حدوثها بالأنهار الجليديّة، إذ لا توجد أنهار كثيرة هناك"، بحسب تصريح مايكل بيفيس المؤلّف الرئيس لتلك الدراسة في يناير(كانون الثاني). وأضاف، "لا بد أن تكون [الخسارة] في الكتلة السطحيّة بمعنى أن الجليد يذوب على اليابسة في الشريط الساحلي. وأساساً، إنّ الجو هناك أكثر دفئاً".

وتناولت دراسة أخرى تناولت نهر "جاكوب شاون إيشبريه" الجليدي مشيرة إلى أن الزيادة غير المتوقعة في سماكته تدل على أن فترة البرودة سوف تنتهي مع ارتفاع درجات حرارة المحيط، مما سيؤدي لاحقاً إلى تراجع النهر الجليدي بصورة أسرع مما كان عليه الأمر من قبل.

© The Independent

المزيد من بيئة