Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشركات البريطانية تلوم كورونا وسط تداعيات بريكست

حذر استطلاع من انتشار نقص الموظفين في قطاعات النقل والزراعة والضيافة

ثقة الأعمال في المملكة المتحدة عند أعلى مستوى لها (أ ف ب)

حذر رئيس مجموعة "وينغكانتون"، إحدى أكبر مجموعات الخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة، من صعوبة تأمين سائقي الشاحنات في ذروة موسم البيع بالتجزئة، وتوقع أن يستمر نقص العمالة حتى العام المقبل.

وقال جيمس وروث، الرئيس التنفيذي للمجموعة، لـ "فايننشال تايمز"، التي تتخذ من تشيبنهام مقراً لها وتوظف حوالى 5000 سائق، إن السوق الضيقة للعمل ستجعل فترات التسليم القصوى لهذا العام في الجمعة السوداء وعيد الميلاد صعبة للغاية.

وبحسب "وينغكانتون"، التي توفر خدمات النقل والمخازن، فقد كان المقاولون من الباطن من سائقي الشاحنات الثقيلة  يتقاضون رواتب تزيد بنحو 40 في المئة على العام الماضي، في حين ارتفعت أجور أولئك الذين توظفهم بنسبة منخفضة إلى عالية. وقال وروث إن المشكلات كانت نتيجة "عاصفة بريكست، وكوفيد-19".

وتعاني المملكة المتحدة من نقص يقدر بنحو مئة ألف سائق شاحنة. ما أدى إلى ثغرات في أرفف السوبر ماركت، وأسهم في حدوث تأخيرات في الموانئ.

مع ذلك، كان وروث أكثر تفاؤلاً في شأن التوقعات للعام المقبل، قائلاً "الدعاية بخصوص الراتب تجتذب مزيداً من المرشحين. نحن أكثر تفاؤلاً، سيستغرق الأمر برمته من ستة إلى 12 شهراً للتدفق للحصول على موارد كافية".

وقال وروث إن ديف لويس، المدير التنفيذي السابق لشركة "تيسكو" لمتاجر بيع الأغذية الذي عُين لإدارة المجموعة الاستشارية لسلسلة التوريد الحكومية في أكتوبر (تشرين الأول)، كان له دور فعال في تسريع اختبار السائقين.

مبالغة

وأبلغت مجموعة "وينغكانتون" عن زيادة بنسبة 40 في المئة في أرباح نصف العام قبل الضرائب إلى 27 مليون جنيه استرليني (36.6 مليون دولار). وزادت الإيرادات بنسبة 20 في المئة، لتصل إلى 690 مليون جنيه استرليني (927.7 مليون دولار).

وارتفعت الأسهم في المجموعة بنسبة 3 في المئة يوم الجمعة، وقال ستيف وولف، المحلل في "نيوميس"، إن الأسهم تعرضت للاكتئاب بسبب نقص العمالة على مستوى الصناعة، لكن هذه المخاوف "مبالغ فيها"، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن معظم عقودها تسمح بتمرير تكاليف إضافية للعملاء.

مع ذلك، رجح وروث من استمرار التكاليف في الارتفاع في سوق العمل الضيقة. وقال "أعتقد أن معدلات الأجور وضغوط التكلفة ستستمران من أجل ضمان وجود عدد كاف من الناس". وأضاف "أمامنا ثلاث إلى خمس سنوات لحل هذه القضايا".

وكانت "ديلويت إنسايت" قد قالت، في تقرير لها في أغسطس (آب)، إن جائحة كورونا عطلت بشكل كبير سوق العمل، إذ استمر العمل الأساسي عن بعد خلال الوباء في عديد من مناطق العالم، بينما اختفت إلى حد كبير الوظائف التي تتطلب التفاعل الشخصي، في وقت تحول كثيرون من العاملين في الصناعات القليلة إلى وظائف أخرى.

وأظهر استطلاع في يناير (كانون الأول) الماضي، بحسب "ديلويت إنسايت" التي تقدم تحليلاً للأعمال، أن ثلثي العاطلين من العمل "يفكرون بجدية في تغيير مهنهم أو مجالات عملهم"، وأن ثلثهم بدأ إعادة تشكيل مهاراتهم للقيام بذلك.

نقص العمالة ينتشر

في حين حذر استطلاع من انتشار نقص الموظفين في قطاعات النقل والزراعة والضيافة إلى جميع أجزاء الاقتصاد تقريباً، ما يضع "ضغطاً شديداً" على الأعمال التجارية متوسطة الحجم في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وقال أكثر من ربع الشركات الـ 500 التي شملها الاستطلاع، إن نقص الموظفين يضغط على قدراتها على العمل بالمستويات العادية، مع انخفاض المخزون بسبب اضطراب سلسلة التوريد الناتج من ذلك، مما أضر بأعمالها.

وعلى الرغم من أن ثقة الأعمال في المملكة المتحدة عند أعلى مستوى لها في أربع سنوات، إلا أن نقص الموظفين يثير القلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما كانت هناك شركات فكرت في خفض الإنتاج، كانت شركات أخرى تخطط لرفع الأسعار، ما أدى إلى مخاوف في شأن ارتفاع التضخم مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، وقال حوالى خمس الشركات، إنها كانت ترفع الأجور لجذب موظفين جدد، بينما قدم آخرون مزايا إضافية لجذب العمال.

وورد في الاستطلاع الذي أصدرته شركة المحاسبة والاستشارات "بي أو دي"، في أكتوبر، أن التأثيرات غير المباشرة على المستهلكين يمكن أن تكون "كبيرة"، مع قول حوالى ثلث الشركات، إن ثمة حاجة إلى رفع الأسعار خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة لتعويض الخسائر.

وقال أكثر من ثلث الشركات في الاستطلاع، إنها خفضت أنواع المنتجات والخدمات المعروضة، مع خطط ثلث أخرى للقيام بالمثل خلال الشهر المقبل، إذ لم يتحسن الوضع بشكل جذري، وتتوقع نسبة مماثلة أن تتأثر نطاقات المخزون على المدى الطويل.

اللوم على بريكست وكورونا

وألقت الشركات باللوم على الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في النقص في العمال الأجانب، إذ قال 38 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، إن الافتقار إلى المواهب الإقليمية يضر بالقدرة على تعيين موظفين هي في أمس الحاجة إليهم. وقال إد دوان، الشريك في شركة "بي دي أو"، إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقضايا سلسلة التوريد العالمية والتداعيات الطويلة لـ "كوفيد-19" خلقا عاصفة مثالية للشركات البريطانية".

وأضاف دوان، "بعد تجاوز تحديات الوباء والأمل في بعض الراحة، وجدت الشركات نفسها تواجه مزيداً من الاضطرابات الكبيرة، إذ أبلغت الشركات في جميع القطاعات تقريباً عن نقص في الموظفين"، وقال دوان، "هذا عصر من الاضطرابات والتحديات التي تواجه الطبقة المتوسطة في المملكة المتحدة (محرك الاقتصاد البريطاني)، سيكون طريق الاضطرابات طويلاً".

ويوضح الاستطلاع التحديات التي تواجه جميع فئات الأعمال البريطانية، إذ أدى النقص في سائقي الشاحنات الثقيلة إلى نقص الوقود في جميع أنحاء البلاد، في حين حذرت الشركات الكبيرة مثل "تيسكو" من أن أزمة العمالة قد تؤدي إلى أرفف فارغة في السوبر ماركت وشراء الذعر في الفترة التي تسبق أعياد الميلاد.

ولمواجهة النقص في اليد العاملة، كانت قد أعلنت الحكومة البريطانية في سبتمبر (أيلول) منح 10 آلاف و500 تأشيرة عمل مدتها 3 أشهر، تبدأ من أكتوبر إلى ديسمبر (كانون الأول). ويأتي هذا القرار لسد الحاجة إلى العاملين في قطاعات اقتصادية رئيسة، ولجذب السائقين والعاملين في تربية الدواجن.

ويمثل قرار منح التأشيرات تراجعاً في موقف رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي شددت حكومته قوانين الهجرة في مرحلة ما بعد بريكست، وتأكيده مراراً على أن اعتماد بريطانيا على العمالة الأجنبية يجب أن يتوقف.