Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناورات بحرية جزائرية روسية تهز الهدوء في غرب المتوسط

يعتقد البعض أنها توجه رسائل إلى المتنافسين في المنطقة فيما يرى آخرون أنها عادية

قطع بحرية مشاركة في المناورات الروسية الجزائرية في سواحل الجزائر (وزارة الدفاع الجزائرية)

جاء الإعلان عن بدء مناورات بحرية روسية جزائرية في البحر الأبيض المتوسط، ليهز الهدوء على خط الجزائر - الرباط، وقد أعاد التوتر "الخفي" بين الجزائر وفرنسا، بعد أن تحدثت جهات عدة عن رسائل من وراء التمرين العسكري المشترك.

وتعددت الآراء داخل الجزائر وخارجها بعد الكشف عن وصول قطع حربية بحرية روسية إلى السواحل الجزائرية. وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، وصول مفرزة سفن حربية للبحرية الروسية تتكون من الفرقاطة "الأميرال غريغوريفيتش" والطواف "دميتري روغاتشيف" وزورق الإنقاذ "أس بي 742"، التي تتبع الأسطول البحري الروسي الدائم في البحر الأبيض المتوسط، إلى ميناء الجزائر، للمشاركة في مناورات مشتركة مع البحرية الجزائرية تحت عنوان "المناورة البحرية المشتركة 2021"، التي تستمر حتى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وعلى الرغم من تأكيد وزارة الدفاع الجزائرية أن المناورات تأتي في إطار التعاون العسكري الثنائي الجزائري الروسي خلال عام 2021، فإن أطرافاً عدة ربطت التمارين بما يحدث بين الجزائر والمغرب وفرنسا، وبأنها رسائل موجهة إلى الرباط وباريس.

رسائل

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الوهاب حفيان، أن "هذه التمارين تتويج عادي للعلاقات المتميزة بين البلدين على مستويات عدة، وخصوصاً في مجال التعاون الاستراتيجي والتكوين النخبوي العسكري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير حفيان إلى أن تلك المناورات "تبعث برسائل مشفرة إلى المتنافسين في حوض المتوسط وأفريقيا بأن الشراكة الجزائرية الروسية غير تقليدية بعد انتقالها في فترة قياسية إلى نوع من شراكة رابح رابح أو شراكة استراتيجية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بصفقات التسلح والتعاون العسكري".

ويعتبر حفيان أن "موسكو تسعى إلى جعل الجزائر شريكاً مهماً لتوجهها نحو أفريقيا، لا سيما في ما يتعلق بعملياتها في الساحل بعد تمكنها من الحضور في مالي من خلال قوات فاغنر، وما يترتب على ذلك من تعاون وإجراءات وترتيبات أمنية مع الشريك الجزائري في خصوص موضوع فتح الأجواء لروسيا والعمليات اللوجستية"، مشدداً على أن "الشراكة بين الطرفين والمتوجة بمناورات بحرية هي رسالة واضحة إلى فرنسا ومثيري القلاقل في المنطقة، تستهدف من خلالها روسيا التأكيد أن الجزائر رقم قوي".

في الشأن ذاته، يعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، رابح لونيسي، أن "المناورات عادية وهي ليست جديدة بحكم العلاقات الاستراتيجية العسكرية الجزائرية الروسية التي تعود إلى بدايات استقلال الجزائر، وروسيا هي الممون الرئيس للجيش الجزائري بالأسلحة، وحتى التنظيم والتشكيلات والتكتيكات الجزائرية شبيهة بالمدرسة السوفياتية ماضياً والروسية حاضراً".

ولا يستبعد لونيسي أن تكون المناورات "رسالة موجهة إلى أطراف عدة بأن الجزائر ليست وحدها".

سجل الشراكة

وتعد الجزائر المستورد الثالث للسلاح الروسي في العالم، إذ تقتني أكثر من 60 في المئة من الأسلحة الروسية. ويرجع متابعون الأمر إلى الرفض الأميركي ومماطلة واشنطن في تزويد الجزائر بأنظمة عسكرية، وهو ما حدث في 2010 حين استغنت الجزائر عن أكثر من 50 في المئة من طلبيات أسلحة تقدمت بها إلى الولايات المتحدة.

ونظمت الجزائر وروسيا مناورات بحرية مشتركة على سواحل الجزائر، في نهاية نوفمبر 2019، وشهدت مشاركة ثلاث سفن حربية تابعة للقوات البحرية الروسية، بالإضافة إلى مساهمة الجزائر عبر سفن حربية ووسائل جوية وفريق اقتحام من الرماة البحريين.

وشاركت وحدات عسكرية خاصة من الجيش الجزائري في مناورة تكتيكية رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب مع القوات الخاصة الروسية المتمركز في منطقة فلاديكافكاز في أوسيتيا الشمالية. وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الجزائري في مناورات عسكرية خارج حدوده، إذ تم خلال المناورات البرية تحديد أهداف تتعلق بـ"إجراءات تكتيكية للبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها".

المزيد من العالم العربي