Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزراء نفط يؤكدون : "أوبك+" تتمسك بسياسة الإنتاج المتأنية

السعودية: التحالف أوجد سوقاً مستقرة لأمن الإمدادات وتجنب التقلبات

جانب من فعاليات مؤتمر ومعرض "أديبك" للنفط في أبو ظبي (أديبك)

توقع وزراء نفط في تحالف "أوبك+"، استمرار الإبقاء على سياسات زيادة الإنتاج المتأنية وعدم الاستجابة لضغوط الإدارة الأميركية بزيادة الإنتاج في محاولة لخفض ارتفاعات الأسعار.

وقال الوزراء في تصريحات لهم على هامش معرض ومؤتمر أدبيك أبوظبي الذي انطلق، الاثنين، ويستمر حتى يوم الخميس، إن السوق النفطية تسير نحو تحقيق التوازن في العام المقبل، بل ستشهد الربع الأول من العام فائضاً في المعروض لذلك لن تتجاوز مستويات الأسعار مستوى 100 دولار للبرميل.وكان تحالف "أوبك+"، الذي يضم 23 دولة (13 دولة في "أوبك" و10 غير أعضاء في المنظمة) بقيادة السعودية وروسيا، أكد الاستمرار في خطط الإنتاج، متمسكاً بخطة الزيادة تدريجاً بمقدار 400 ألف برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وتجاهل التحالف  دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن بزيادة إنتاج النفط، ما دفع البيت الأبيض إلى دراسة مجموعة من الخيارات، لتخفيف ارتفاع الأسعار، ويضغط الديمقراطيون من أجل فرض حظر محتمل على صادرات النفط أو السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية للبلاد.وارتفعت أسعار البنزين إلى أعلى مستوياتها خلال سبع سنوات في الولايات المتحدة، ما أثار قلق الرئيس الأميركي من أن يسهم ذلك في زيادة معدل التضخم في البلاد.

نهج مدروس

من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن تحالف "أوبك+" يفي بواجباته تجاه سوق النفط الدولية مشدداً على عدم وجود نقص في الخام في الأسواق. وأضاف أن التحالف قدم مزيداً من الاستدامة والاستقرار والقدرة على التنبؤ والشفافية والاستعداد بالخطط على مدي عام ونصف العام، كما قدم نهجاً مدروساً وأكثر حذراً في ما يتعلق بالتعويض والاجتماع الشهري.

وجاء حديث الوزير السعودي في الجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر "أديبك 2021 " بعنوان "ديناميكيات السوق الجديدة في عالم طاقة متغير" التي ضمت وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، والمدير العام رئيس شركة أدنوك، سلطان الجابر، ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، ووزير البترول المصري طارق الملا، ووزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري.

وتابع الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "قدمنا سوقاً نفطية مستقرة وأقل تقلباً". وأضاف، "أثبتت السعودية للجميع أنها تأتي دائماً لإنقاذ العالم إذا لزم الأمر"، مؤكداً حرص بلاده على الالتزام باتفاق "أوبك+"، وعدم استعدادها لزيادة الإنتاج فوق الحصة المقررة لها لتعويض نقص إمدادات الأعضاء الآخرين، وتخفيف الضغط على الأسعار.

أمن الطاقة

وأشار إلى أهمية التركيز على أمن الطاقة في الوقت الراهن  بوصفه العنصر الأكثر أهمية الذي يحتاج إلى المراقبة، ومثال على ذلك ما يحدث في أوروبا وأزمة الأسعار، موضحاً أن أزمة الغاز والكهرباء الأخيرة في أوروبا وآسيا أدت إلى ارتفاع أسعار الخام، مع تحول بعض محطات الكهرباء إلى النفط، لافتاً إلى أن السحب من احتياطي النفط الأميركي ليس جزءاً من مسؤولياته. وأكد وزير الطاقة السعودي أن بلاده ستركز بشكل أكبر على خفض الانبعاثات الكربونية، لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، لا سيما وأنه من الضروري التركيز على خفض الانبعاثات، وليس مصادر الطاقة مضيفاً بقوله، "علينا أن نركز على أمن الطاقة والنمو المستدام وتنوع الاقتصاد، وأن نكون واعين لتغير المناخ".

ونوه الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن السعودية ستعمل مع شركائها في الإمارات والكويت ودول أخرى على التأكد من أن المنطقة بأكملها ستكون مثالًا يُحتذى به لما نعنيه بالتنمية المستدامة".

الحياد الكربوني

وخلال مشاركته، تطرق الوزير السعودي إلى إنجازات بلاده في الطريق نحو الحياد الكربوني الذي تستهدف تحقيقه عام 2060، مشيراً إلى التزام المملكة تقديم تقاريرها السنوية في ما يتعلق بتعهداتها المناخية، فضلًا عن إعلان مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.

فائض في المعروض

ومن جهته، توقع وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، فائضاً في المعروض النفطي في الربع الأول من عام 2022 مستبعداً احتمال وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل. وأوضح المزروعي أن أعضاء "أوبك+" سيبحثون العوامل الأساسية لتحديد وتيرة زيادة الإنتاج، مضيفاً، "لا نرغب في أن نشهد ركوداً في نمو الاقتصاد العالمي".وقال الوزير الإماراتي، إن تحفيز الاستثمارات في صناعة النفط مهم لضمان أمن إمدادات الطاقة، والنقص الحالي في الخام ليس مفاجئاً، إذ إن الطلب االعالمي على الوقود الأحفوري ارتفع إلى مستوى ذروة. في سياق أخر، أفاد المزروعي، بأن الطاقة الإنتاجية الحالية للإمارات من النفط تزيد على 4 ملايين برميل يومياً، فيما تسعى إلى زيادتها إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول 2030.

الكويت تزيد الإنتاج

وبدروه أفاد وزير النفط الكويتي محمد الفارس، بأن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي بالتوازي مع العمل على تقليل الانبعاثات من أجل ضمان أمن الطاقة. وقال الفارس، إن الكويت ستفحص مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك الهيدروجين كجزء من "مسار مواز" للمضي قدماً.

الإسراع في رفع الإنتاج

وزير الطاقة العُماني محمد الرمحي، يرى أن تحالف "أوبك+" ليس في حاجة للإسراع من وتيرة عمليات رفع إنتاج النفط، مشيراً إلى أن التحالف يقوم بالفعل بزيادة كمية الإمدادات اليومية بما يقدر بنحو 400 ألف برميل شهرياً، وهذا يعد كافياً.أوضح أن أعضاء التحالف لا يساورهم القلق بشأن إمكانية لجوء الولايات المتحدة إلى الإفراج عن احتياطيها النفطي الاستراتيجي للسيطرة على أسعار النفط، وذلك لن يسفر عن زيادة مفرطة في المعروض داخل السوق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق منفصل، قال الوزير الرمحي، إن بلاده ستواصل أيضاً تطوير الوقود الأحفوري إلى جانب الهيدروجين ومصادر أخرى للطاقة المتجددة. وأكد وزير النفط العماني أن المستهلكين يدفعون ثمن زيادة أسعار الغاز بسبب "قرارات خاطئة"، مضيفاً أن دعوة وكالة الطاقة الدولية لوقف الاستثمارات في الوقود الأحفوري لا يساعد.

أمن الطاقة

 دعا منتجو الطاقة الذين اجتمعوا في أبوظبي في أعقاب قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب26" إلى مزيد من الشمولية التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الاستثمارات في النفط والغاز من أجل أمن الطاقة في الوقت الذي يعملون فيه على الحد من الانبعاثات مع تطوير اقتصاداتهم.وقال سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، إنه لا يمكن للعالم أن "ينفصل فجأة ببساطة" عن المواد الهيدروكربونية، وإن صناعة النفط والغاز تحتاج لاستثمار أكثر من 600 مليار دولار سنوياً حتى عام 2030 لتلبية الطلب المتوقع. ويجادل المدافعون عن النفط والغاز والفحم بأن استخدام تكنولوجيا مثل جمع الكربون وتخزينه (حيث يتم التقاط الانبعاثات وتخزينها تحت الأرض) يمكن أن تسمح للاقتصادات بمواصلة حرق الوقود الأحفوري.

ويرفض نشطاء المناخ ذلك قائلين، إن هذه التكنولوجيا باهظة التكلفة، ولم يتم التأكد من نتائجها على نطاق واسع، ولا توفر سوى غطاء للصناعات التي تتسبب في حدوث تلوث لمواصلة العمل.

نهج جديد

وقال الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو، "إن المشاعر تسيطر تدريجاً على المحادثات" وعبر عن أمله في أن تتخذ القمتان المقبلتان للمناخ في مصر 2022 والإمارات في 2023  نهجاً شاملاً.وكان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" قد أشار إلى أن مؤتمر المناخ "كوب26"، كان ناجحاً، مكرراً دعوة لنهج عملي لمكافحة التغير المناخي، وفي الوقت نفسه ضمان أمن الطاقة على المستوى العالمي. وأضاف أنه لتحقيق انتقال ناجح إلى نظام جديد للطاقة لا يمكن الانفصال المفاجئ ببساطة عن نظام الطاقة الحالي. وقال إن "أدنوك" تعمل على زيادة قدرات جمع الكربون وتخزينه من 800 ألف طن سنوياً إلى خمسة ملايين طن، وإنها ستستخدم الطاقة النووية والطاقة الشمسية في شبكة الكهرباء الخاصة بها اعتباراً من يناير (كانون الثاني) المقبل.

 اجتماع "أوبك" المقبل

ومن المقرر أن يجتمع تحالف "أوبك+" في الثاني من ديسمبر المقبل. وزادت أسعار النفط بنحو 60 في المئة، فوق 80 دولاراً للبرميل منذ بداية 2021. في حين قال عديد من المديرين التنفيذيين في شركات الطاقة والقادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز