Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصاعد أزمة "المومس الفاضلة" إلى البرلمان المصري

 انتقادات حادة لإلهام شاهين ومحمد صبحي وسميحة أيوب يدعمان والرقابة تنتظر عرض المشروع رسمياً

الفنانة المصرية إلهام شاهين  (أ ف ب)

لا تزال أزمة مشروع تقديم مسرحية "المومس الفاضلة" الذي أعلنت عنه الفنانة إلهام شاهين أخيراً يثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وتصاعد الأمر ليصل إلى قبة البرلمان المصري، حيث تقدم النائب أيمن محسب بطلب إحاطة للمستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، وموجه لرئيس الوزراء ووزيرة الثقافة المصرية بشأن المسرحية المأخوذة عن نص يحمل العنوان نفسه للكاتب الفرنسي جان بول سارتر.

وفي طلب الإحاطة وصف عضو مجلس النواب المسرحية التي كتبها سارتر قبل 75 عاماً بأنها "غير مناسبة للمجتمع المصري ويمكن أن نطلق عليها فناً إباحياً"، ونبه إلى "أن القوى الناعمة المتمثلة في الفنون لديها دور مهم في نشر الوعي وتغير ثقافة المجتمع من خلال إلقاء الضوء على مواضيع هادفة، مع الأخذ في الاعتبار احترام حرية الفن".

وأشار إلى "أن الخطر يكمن في أن هذه الأعمال تدخل كل بيت ويشاهدها أطفال، وأن عنوان العمل ومضمونه غير مناسب، وفي حال ضرورة تقديم العمل الذي يتحدث عن العنصرية، لا يجب ذكر تلك الألفاظ صراحة في مجتمعنا الشرقي". وتابع "على الرغم من أن المسرحية عالمية، لكن هذا لا يعني أنها تتناسب مع مجتمعنا المصري، وليس كل الاقتباس من الأدب الغربي يتماشى مع ثقافتنا، ويجب إعادة النظر في كل هذه الأعمال، وعلى الرقابة التشديد على الأعمال الفنية لتحقيق التوازن بين الفن المقدم وثقافة المجتمع".

وكشف في تصريحات تلفزيونية محلية عن أن "الإجراء الذي قمت به هو رد فعل الشارع، فالاسم صادم، وحتى إن عرضت المسرحية بالاسم نفسه من قبل في الستينيات من القرن الماضي، فظروف الستينيات تختلف عن ظروف الفترة الراهنة، فمثلاً لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي وقتها". وأكد "أنه لا مشكلة لديه مع محتوى المسرحية بل مع عنوانها"، مؤكداً "أنه يجب أن يرتبط بالعنصرية إذا كان هذا موضوع المسرحية نفسها".

مجرد فكرة

ورداً على هذه الأزمة قالت إلهام شاهين لـ "اندبندنت عربية" إن "العمل حتى الآن مجرد فكرة اختمرت في ذهني أثناء مهرجان شرم الشيخ المسرحي وتحدثت فيها معي الفنانة سميحة أيوب، التي جسدتها من قبل، ووافقت على الفكرة في حال أن تتولى النجمة القديرة الإخراج، ووافقت بالفعل ومنذ الإعلان عن المشروع قامت الدنيا بشكل غريب مع أننا من المفروض في عصر تنوير وثقافة، وأتعجب بشدة لأننا لسنا في عصر الوصاية الدينية، ومن يتهم المسرحية بأنها عمل إباحي لم يفهم المسرحية أو حتى قرأها، ويبدو أن الهدف هو الاستعراض وصناعة الأزمات، وكل ما حدث لن يثنينا عن المشروع، لأننا لن نسمح لأصحاب النظرة الضيقة والفتاوى الجامدة أن يعرقلوا الفكر التنويري والثقافة، وفي النهاية لسنا وحدنا أصحاب القرار، فهناك رقابة هي المسؤولة عن إجازة أي عمل فني وليس أي جهة أخرى".

لفظ ليس "إباحياً"

وعن اعتراض النائب والبعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي على لفظ "مومس"، قالت إلهام إن "هذا اللفظ موجود في اللغة العربية، ومن يتهم اللفظ بالإباحية جاهل ولا يعرف شيئاً، ونحن لسنا بصدد معركة مع من لا يقرأون. تعجبت من الحال الذي وصل إليه بعضهم، وإذا كان هناك مشكلة في كلمة مومس يمكن الإشارة إليها بعلامات معينة، لكني لن أغير الاسم ولو حدث سيكون العاهرة الفاضلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وتحدثت إلهام عن كاتب المسرحية الفيلسوف والأديب جان بول سارتر، وقالت "هو فيلسوف وأديب مرموق وليس كاتباً إباحياً كما يقول الجهلاء، وله قيمة كبيرة يدركها العالم كله حتى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر استقبله بحفاوة عندما زار مصر في ستينيات القرن العشرين"، وأشارت إلى أنه "بعدما جسدت الفنانة سميحة أيوب المسرحية ببراعة في هذا الوقت ذهب إليها سارتر في المسرح وشكرها قائلاً إنها قدمت فنه أفضل مما قدمه الفرنسيون".

وأحداث مسرحية "المومس الفاضلة" استوحاها كاتبها من واقعة حقيقة تعرف إعلامياً بـ "فتية سكوتسبورو"، حول فتاة ليل تدعى "ليزي" التي تكون الشاهدة الوحيدة على واقعة تعدي رجل أبيض على فتاة ليل داخل القطار، ولكن توجه الاتهامات إلى راكب أسود البشرة ويهرب في محاولة لإثبات براءته".

وتتعرض "ليزي" لضغط شديد من قبل والد الرجل الأبيض الذي يعمل سيناتور في مجلس النواب الأميركي، في محاولة لجعلها تشهد ضد الرجل الأسود في المحكمة، وأمام رفضها يهددها بالقبض عليها بتهمة ممارسة البغاء.

وتعتبر قضية "فتية سكوتسبورو" الحدث البارز الذي استوحى منه الكاتب العالمي أحداث المسرحية، وحدثت الواقعة في الولايات المتحدة الأميركية عام 1931، عندما اتهمت سيدتان أميركيتان تسعة مراهقين من أصول أفريقية بالاغتصاب وحكم على ثمانية منهم بعقوبات تتراوح بين الإعدام والسجن لمدة 75 عاماً، من دون محاكمات عادلة.

الفنانون يدعمون 

ودعم الفنان محمد صبحي وعدد من النجوم موقف الفنانة إلهام شاهين ودافعوا عنها وعن المسرحية، وقال صبحي في تصريحات خاصة، "معظم الذين هاجموا اسم المسرحية لم يقرأوا النص ولا يعرفون أدب مسرح، والمسرحية قدمتها سميحة أيوب في الستينيات، وكانت نهضة في المسرح العالمي، كما أن لفظ مومس استخدم من قبل في فيلم بداية ونهاية لنجيب محفوظ، وأدى إلى جدل وليس تلك الثورة المفتعلة، وسارتر في المسرحية كان يدافع عن الأخلاق، فهي خالية تماماً من الإغراء واسمها مناسب تماماً لطبيعتها".

وعلقت الفنانة سهير المرشدي على أزمة المسرحية بقولها، "لا بد من أن نسمى الأشياء بمسمياتها ولا ندفن رؤوسنا في الرمال. هناك مسميات حصلت على جواز سفر وصارت حقيقة، وهناك كثير من الألفاظ في اللغة العربية وفي المعلقات القديمة، فهل سنحذفها جميعها مثلاً بسبب اللغط غير المنطقي".

من جانبها، قالت الفنانة سميحة أيوب "نحن في عصر تنويري ويعم بالانفتاح الفكري والثقافي، ولهذا أستغرب هذا الهجوم خصوصاً أن المسرحية هادفة وإنسانية بحتة، ولا يوجد بها أي إغراء أو عري بل تتحدث عن الأخلاق وامرأة تدافع عن إنسان مظلوم سيتم شنقه في تهمة ظالمة، وقد قدمت المسرحية منذ 40 عاماً، وعرضت لثلاثة أشهر بنجاح كبير ولم يعترض أحد، والمفروض أن العصر والفكر يتقدم، لكن ما أراه الآن مخيف جداً من بعض ردود الأفعال".

وصرح مصدر مسؤول بالرقابة على المصنفات الفنية "أن العمل حتى الآن لم يعرض على الرقابة فهو مجرد فكرة، والبت فيه سيتم بعد قراءته للحكم فنياً عليها، وليس بشكل يخضع لآراء مسبقة أو أحكام غير منطقية".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة