ما زال الفنان المصري لطفي لبيب يتصدر حديث الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بخاصة بعد تكريمه من قبل وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، بأكاديمية الفنون، وإعلانه اعتزال الفن نهائياً، بعد تكريمه، بسبب تعرضه لأزمة صحية أثّرت على حركته بعد حدوث جلطة بالمخ، كما أثّرت على الحركة بالجانب الأيسر لجسده.
وعلى الرغم من تنويه لبيب من قبل عن اعتزاله الفن بسبب حالته الصحية التي لم تشهد أي تحسن، فإن خبر اعتزاله النهائي أصاب الجمهور بصدمة كبيرة، حيث كان يأمل الشفاء، وينتظر عودته ووجوده بالأعمال الفنية.
"أنا راضٍ بكل ما أراده الله"
وتبدّلت صيحات الإعجاب بعد تكريم الفنان الكبير بحال من الصمت المؤلم عندما قال في كلمته، "لا أستطيع الوقوف على قدمي، وهذا حكم الله، وأنا راضٍ بكل ما أراده الله".
وفي تصريحات لـ"اندبندنت عربية" قال لطفي لبيب إنه سعيد جداً بتكريمه، ويشكر وزارة الثقافة، وكل من يحبه ويكرمه ويتحدث عنه ويذكر أعماله، ووجه رسالة لجمهوره قائلاً، "مشتاق جداً لك، وكنت أتمنى العودة للتمثيل، لكنني بكل أسف حالياً غير قادر أن أمثل أو أقف بشكل عادي على قدميّ لجلطة ما زالت تؤثر بشكل كبير على حركتي وجسدي، بخاصة من الجانب الأيسر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع لبيب، "ليس معنى اعتزالي أنني سأترك الفن وحبي له، بل سأظل مشجعاً ومتابعاً للأعمال الفنية بكل صورها، لأنني عاشق للفن بكل معانيه".
"رجالة البيت"
يذكر أن الفنان لبيب كان قد أصيب بجلطة منذ ثلاث سنوات، وما زال يعاني آثارها حتى اليوم، وفشلت محاولاته التمثيل وهو مريض، وكان آخر أعماله مسلسل "رجالة البيت" مع أحمد فهمي، وأكرم حسني، وبيومي فؤاد.
وُلد لطفي لبيب عام 1947، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، إلا أن تجنيده لمدة ست سنوات، ثم سفره خارج مصر، أربعة أعوام، أدّيا إلى تأخر مسيرته الفنية التي بدأها عام 1981، بمشاركته في مسرحية "المغنية الصلعاء"، وبعدها بمسرحية "الرهائن"، بالاشتراك مع الفنانة رغدة، وعمل في كثير من الأدوار الصغيرة في بدايته، وبحلول وتوهج الموجة السينمائية الكوميدية، أصبح شريكاً أساسياً في معظم أفلام الفترة من 2000 إلى 2010.
وتميز مع عادل إمام في فيلم "السفارة في العمارة" الذي يراه شخصياً انطلاقة فنية غيّرت حياته، وفاتحة خير كبيرة عليه.
حرب أكتوبر
رفض لبيب بعد نجاحه الكبير بالفيلم دعوة لتكريمه من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بعد تجسيده شخصية السفير الإسرائيلي، واعتذر لإيمانه بالقضية الفلسطينية، وحزنه الشديد لما يحدث للفلسطينيين والقدس في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، لا سيما مع مشاركته في تحقيق النصر على إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.
وإلى جانب نشاطه في السينما والتلفزيون والمسرح، ألف لطفي لبيب كتاباً يحمل عنوان "الكتيبة 26"، الذي يتحدث فيه عن تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر، بداية من سبتمبر (أيلول) 1973 م وحتى فبراير (شباط) 1974، وقد كتبه بعد انتهاء حرب أكتوبر بعامين، أي في عام 1975، حيث كان مجنداً في هذه الكتيبة أيام الحرب، وهي أول كتيبة عبرت القناة يوم السادس من أكتوبر، واقتحمت الحصون الإسرائيلية.