Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التنين الصيني والعنقاء العربية يلتقيان في لوفر أبو ظبي

معرض يسلط الضوء على العلاقات التاريخية والفنية بين الصين والعالم الإسلامي

منحوتة حادي الإبل من سلالة تانغ الصينية (الخدمة الإعلامية للمعرض)

اجتذبت الصين أنظار العالم الإسلامي منذ القرن الثامن، بما عرف عنها من تقدم تقني، وأعمال فنية جميلة، وفي الوقت ذاته كان العالم الإسلامي مصدر إلهام بالغ للصين، بقدر ما كان مصدراً للسلع الراقية. أعجب الخلفاء المسلمون بالخزف والمنسوجات الصينية وكانوا يقدمونها كهدايا دبلوماسية، الأمر الذي عزز من الإنتاج المحلي للأعمال الإسلامية، كما حرص أباطرة الصين على استقدام الفنانين والصناع المهرة من أنحاء العالم الإسلامي لتقديم أفكار وأساليب فنية جديدة. بالتالي كان العالم الإسلامي مصدر إلهام مهم للصين، ومورداً للمنتجات الفاخرة، بما في ذلك اللون المعروف بأزرق الكوبالت، الذي يستخدم في الخزف الصيني الأبيض والأزرق.

من أجل تسليط الضوء على هذا التاريخ الطويل من التبادل الثقافي والمعرفي، يستضيف متحف اللوفر أبو ظبي معرضاً تحت عنوان "التنين والعنقاء... قرون من الإلهام بين الثقافتين الصينية والإسلامية". يستمر المعرض حتى 12 فبراير (شباط) 2022، ويسلط الضوء على التبادل الثقافي والفني الذي نتج عن لقاء العالمين الصيني والإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر، من خلال أكثر من 200 عمل فني. يشمل المعرض أعمالاً فنية من مقتنيات المتحف، وأخرى مستعارة من 13 متحفاً ومؤسسة دولية، تسلط الضوء على لقاء ثقافتين عظيمتين، وأهمية هذا اللقاء بالنسبة للعالم أجمع.

الكأس والتنين

تضم المعروضات كأساً ذهبية نادرة اتخذت قبضتها شكل تنين، وهي تعد واحدة من أروع مقتنيات اللوفر أبو ظبي، وكانت تستخدم على ما يبدو من أحد أعيان المنغول القادمين من الصين. تضم المعروضات كذلك بعضاً من أفخم المنسوجات التي نسجها الإنسان، وتسمى "باني تارتاريسي"، وهي من الحرير المنسوج بخيوط الذهب، في توليفة تجمع التقاليد الصينية وتقاليد الشرق الأدنى وآسيا الوسطى.

ويروي معرض التنين والعنقاء قصة "لقاء الخطين"، الصيني، والعربي الإسلامي، اللذين تجمعهما سمات تشابه كثيرة، ويظهر، عبر لوحات ومخطوطات رائعة، السمات المشتركة لما أبدعته الفرشاة في الصين، وما خطته أقلام القصب في العالم الإسلامي.

يعكس عنوان المعرض الشاعري، بما يحمله هذان المخلوقان الأسطوريان من رمزية، كما يقول مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر أبو ظبي، أهمية التبادل الفني والثقافي الذي شهده التاريخ بين هاتين الثقافتين العريقتين. ومن المثير تأمل الإنتاج الفني الغزير والقطع الفنية والمواد الرائعة التي رأت النور نتيجة لقاء هاتين الحضارتين عبر البر والبحر.

طرق التجارة

يأخذ المعرض زواره في رحلة من خمسة أقسام، عبر طرق التجارة البرية والبحرية، لاستكشاف العلاقات التي قامت بين الحضارتين وأوجه التأثر الفني لكل حضارة بالأخرى، فضلاً عن القصص الرائعة التي لم يروها أحد من قبل، منذ أن أنشأ التجار العرب أول مقرات لهم في كانتون في القرن الثامن وحتى بداية القرن الثامن عشر. ويشير مصطلح "العالم الإسلامي" إلى المناطق التي تشمل البلدان والثقافات والمجموعات العرقية المسلمة خلال تلك الفترة، مثل منطقة المشرق وشرق أفريقيا وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية وجنوب شرقي آسيا.

يسلط معرض "التنين والعنقاء" الضوء على التاريخ الطويل من التبادلات الثقافية، سواء المادية أو غير المادية، وعلى العلاقات السلمية التي نشأت بين هاتين الثقافتين العريقتين، كما تقول صوفي مكاريو رئيسة المتحف الوطني للفنون الأسيوية. وترى ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية في متحف اللوفر أبو ظبي أن المعرض يحيي صورة المخلوقات الأسطورية التي نراها على القطع الفنية الثمينة، ومنها التنين والعنقاء وغيرهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتزامن معرض "التنين والعنقاء" مع برنامج ثقافي يأخذ الزائر في رحلة تلامس الحواس في السياق السردي للمعرض، ويشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة، إذ يقدم المتحف لزواره سلسلة مختارة من عروض الأفلام الطويلة والقصيرة، فضلاً عن عروض سينما الكاياك. بين الأفلام التي يضمها البرنامج فيلم "بلال" وحلقة من "مغامرات سندباد"، وفيلم "رايا والتنين الأخير". ومن المقرر أيضاً عرض سلسلة أفلام قصيرة بعنوان "حكايات من حول العالم".

ويقدم المتحف لزواره سلسلة من ورش العمل تستضيف فنانين يستمدون الإلهام من الأعمال الفنية داخل المعرض، ثم يتشاركون مهاراتهم في أنشطة إبداعية مع الزوار الذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وهذا العام يعود "استوديو المبدعين" بقيادة فنانين مقيمين في الإمارات لتشجيع رواد المتحف على ابتكار أعمالهم الفنية الخاصة المستوحاة من التنانين والطيور.

 

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة