Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدول زمني بتردد بوريس جونسون واستداراته من "بريكست" حتى مواقفه الدنيئة  

رئيس وزراء بريطانيا يُجبر على القيام بسلسلة من التراجعات الكبرى، بدءاً من الوجبات المدرسية المجانية وصولاً إلى شبكات الجيل الخامس

هذا التراجع الكبير ليس الأول من نوعه بالنسبة إلى الحكومة البريطانية الراهنة (رويترز)

أُجبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على القيام باستدارةٍ غير مسبوقة أثناء عاصفة "دنيئة" أخرى، بعد محاولته إنقاذ نائبٍ في البرلمان من حزب "المحافظين" من تعليق عضويته، في وقتٍ كان يسعى فيه إلى تمزيق قواعد السلوك.

فقد استقال أوين باترسون من منصبه نائباً عن حزب "المحافظين"، بعدما وعدت رئاسة الحكومة في "10 داوننيغ ستريت" مجلس العموم البريطاني، بإجراء تصويتٍ جديد على تعليق عضويته، لانتهاكه قواعد الاستمالة، إضافةً إلى التراجع عن خطط إصلاح النظام التأديبي.

هذا التراجع الكبير ليس الأول من نوعه بالنسبة إلى الحكومة البريطانية الراهنة. فقد أجرت "اندبندنت" تدقيقاً في مجمل الانتكاسات الرئيسية التي وقع فيها جونسون منذ تولّيه المسؤولية في العام 2019، بدءاً من خططه للخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي، وصولاً إلى القواعد الذي فرضها لمواجهة جائحة "كوفيد".

أوين باترسون و"الفوضى الدنيئة" - نوفمبر (تشرين الثاني) 2021

أحدثت حكومة بوريس جونسون جلبةً في أثناء تحرّكها لمنع تعليق العضوية البرلمانية لأوين باترسون، من خلال الدفع بخطّتها الخاصّة بإنشاء لجنة بقيادة حزب "المحافظين"، تعمل على إعادة كتابة [تعديل] قواعد المعايير.

لكن في مواجهة ردّة فعلٍ عنيفة حصلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على التصويت الناجح يوم الأربعاء - علت أصوات نوّاب حزب "المحافظين"، فيما ندّد حزب "العمّال" بما سمّاه "الفوضى الدنيئة" - أعلن مقرّ رئاسة الحكومة أنه سيكون هناك تصويتٌ جديد على هذه المسألة، معترفاً بأنه لا يمكن المضي قدماً من دون الحصول على دعمٍ عابرٍ للأحزاب.

وأفيد أن باترسون كان يتسوّق في أحد متاجر السوبر ماركت يوم الخميس عندما تلقّى من الصحافيّين، خبر تغيير رئيس الوزراء موقفه. وبدلاً من إقراره بالهزيمة، سارع إلى الاستقالة من منصبه نائباً عن حزب "المحافظين" في دائرة "نورث شروبشر"، قائلاً إنه يريد الخروج من "عالم السياسة المتوحّش".

استقالة مات هانكوك - يونيو (حزيران) 2021

وافق جونسون بدايةً على الاعتذار الذي قدّمه مات هانكوك، بعدما تمّ الكشف عن أن وزير الصحّة البريطاني السابق قام بتقبيل إحدى مساعداته داخل مكتبه الوزاري. وفي السادس والعشرين من يونيو (حزيران)، أعلنت دوائر "داونينيغ ستريت" إن رئيس الوزراء اعتبر الأمر "منتهيا".

إلا أنه بعد يومٍ واحدٍ فقط - وعلى أثر صدور ردّة فعلٍ شعبية كبيرة في المملكة المتّحدة - أعلن هانكوك استقالته، وحلّ مكانه ساجيد جاويد. وأقرّ الوزير المستقيل بأنه انتهك إرشادات التباعد الاجتماعي من خلال تقبيل زميلته.

استبدال "بروتوكول ايرلندا الشمالية" - يوليو (تموز) 2021

وقّع رئيس الوزراء البريطاني على "بروتوكول ايرلندا الشمالية" - الذي يتضمّن سلسلةً من الضوابط وأعمال التدقيق في التجارة وانتقال البضائع ما بين بريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية، صُمّمت لتجنّب قيام حدود صعبة في جزيرة ايرلندا - كجزءٍ من اتفاق المغادرة البريطانية للكتلة الأوروبية، الذي تمّ إبرامه أخيراً مع الاتّحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) العام 2020.

لكن في شهر يوليو (تموز) من السنة 2021، أعلن وزير "بريكست" اللورد فروست، أن حكومة المملكة المتّحدة لا تنوي التزام موجبات هذا البروتوكول، طارحاً "تغييراتٍ كبيرة" قال إنها يريد إدخالها على الاتفاق.

وفي وقتٍ لاحق، زعم اللورد فروست أن البروتوكول كان دائماً بالنسبة إلى حكومته "موقتّاً إلى حدٍّ ما"، وكشف إيان بيزلي جونيور النائب البارز في "الحزب الوحدوي الديموقراطي" الايرلندي الشمالي، أن بوريس جونسون كان قد وعده شخصياً "بتمزيق" البروتوكول، بمجرّد الاتّفاق على صفقة خروج المملكة المتّحدة من الاتّحاد الأوروبي.

تدابير الإغلاق الوطنية - أكتوبر (تشرين الأول) 2020

استبعد جونسون مراراً "البؤس" الذي يمكن أن يتسبّب به إغلاقٌ وطني ثانٍ في إنجلترا، مدّعياً في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) أن دعم الزعيم "العمّالي" المعارض السير كير ستارمر لتنفيذ إغلاقٍ آخر، كان  "قمّةً في السخافة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن جونسون، اضطُر بعد أقلّ من أسبوعين، إلى القبول بإجراء تغييرٍ كبير في موقفه، عندما أعلن في الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) أن إنجلترا ستدخل في إغلاق لمدة شهر، مقفلاً جميع الأماكن، وطالباً من الناس عدم مغادرة منازلهم إلا لأسبابٍ محدّدة.

وقال في خطاب تمّ تحضيره على عجل يوم السبت إن "النماذج تشير الآن إلى أنه ما لم نتحرّك، فيمكن أن يرتفع عدد الوفيات في البلاد ليصل إلى آلافٍ عدّة في اليوم، ليشكّل ذروةً في المعدّلات المسجّلة، قد تكون ويا للأسف، أكبر من تلك التي رأيناها في إبريل (نيسان) الفائت".

العمل من المنزل - سبتمبر (أيلول) 2020

أجبر رئيس الوزراء على التخلّي عن حملة حكومته لإعادة البريطانيّين إلى أماكن العمل بعد الموجة الأولى من فيروس "كورونا". واعترف وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف بأن الدعوة التي كانت قد وجّهتها الحكومة إلى الناس للعودة إلى أماكن العمل - وهو إجراء يُعدّ مهمّاً بالنسبة إلى المقاهي وغيرها من المؤسّسات التي تعتمد على الزبائن، كي تتمكّن من الاستمرار - قد أسقطت.

وقال غوف لشبكة "سكاي نيوز" إن هناك "تحوّلاً في التركيز، فإذا كان ممكناً أن يعمل الناس من أماكن سكنهم، فإننا نشجعهم على القيام بذلك".

امتحانات شهادة "المستوى أ" والخوارزميات - أغسطس (آب) 2020

أعلنت حكومة بوريس جونسون عن انعطافةٍ جزئية، قبل يومٍ واحد فقط من نشر نتائج تقييمات الطلاب البريطانيّين لشهادة "المستوى أ" A Level، التي استندت إلى نظامٍ مثير للجدل يستخدم الخوارزميات.

لكن الانعطافة الأولى التي سمحت للطلاب باستخدام نتائجهم اختباراتٍ وهمية أساساً للطعن في النتائج، وقعت هي الأخرى في حالٍ من الارتباك، عندما أقرّت الجهة المنظّمة للامتحانات بأنه لا يمكنها توضيح طريقة عمل النظام الجديد.

وأصرّ جونسون على أن نتائج الامتحان سيتمّ "اعتمادها". إلا أن الحكومة، وبعد ضغطٍ مكثّف، قالت إن النتائج ستستند بعد كلّ شيء إلى توقّعات المعلّمين. وقدّم وزير التعليم غافين ويليامسون اعتذاراً عن المحنة التي سبّبها للتلامذة الإخفاق التام للنظام.

"هواوي" والجيل الخامس من الاتصالات - يوليو 2020

بعد ستة أشهر فقط من الموافقة على السماح لشركة التكنولوجيا العملاقة الصينية "هواوي" بتطوير شبكة "الجيل الخامس من الاتّصالات"  5G في بريطانيا، استدار رئيس الحكومة في الاتّجاه المعاكس، عبر فرض حظرٍ على شراء الشركات المشغّلة للقطاع في المملكة المتّحدة، أيّاً من معدّات الشركة بعد نهاية العام 2020.

وفيما أصرّت دوائر رئاسة مجلس الوزراء في " داونينغ ستريت"، على القول إن القرار كان تقنياً بحتاً وقد أملته ظروف العقوبات الأميركية، إلا أنه جاء بعد ضغطٍ شديد من نوّاب المقاعد الخلفية في حزب "المحافظين" الذي يشكّكون في الصين - بمَن فيهم الزعيم السابق للحزب إيان دانكن سميث.

وجبات الطعام المجانية في المدارس - يونيو 2020

جاء التراجع الأول من اثنين، عن قرار الحكومة عدم دفع بدل وجباتٍ مدرسية كبيرة للتلامذة، بعد حملةٍ أطلقها خلال فصل الصيف لاعب كرة القدم ماركوس راشفورد، وقد اكتسبت زخماً على مستوى نوّاب البرلمان ولدى الناس.

رئاسة الوزراء رفضت في البداية النداء الذي وجّهه نجم إنجلترا في كرة القدم إلى الحكومة، بمواصلة دفع قسائم الـ 15 جنيهاً استرلينياً (21 دولاراً أميركيا) في الأسبوع خلال فصل الصيف، الأمر الذي اضطُر الوزراء إلى الدفاع عن خطّتهم. لكن بعد 24 ساعة فقط، تراجعت الحكومة في الواقع، وقرّرت تمديد العمل بنظام دفع بدل الوجبات المدرسية المجّانية.

وكان بوريس جونسون قد اتّصل بمهاجم منتخب إنجلترا لتهنئته على تغيير مخطط الحكومة قائلا: "أشكره على ما قام به". لكن رئيس الوزراء البريطاني فشل في استخلاص العبر. فقد عاد وكرّر هذا النمط في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما غيّرت الحكومة موقفها في ما يتعلّق بطلب راشفورد دعم الأسر ذات الدخل المنخفض خلال عطلة الشتاء.

© The Independent

المزيد من متابعات