Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قد تكون أفضل الإجابات على أصول الانقلاب في السودان أكثرها بديهية

لديّ يقين بأنّ الدور الذي تلعبه الأطراف الدولية في الاضطرابات الداخلية هامشي على أبعد تقدير

تجمع محتجين في تظاهرة بالخرطوم (غيتي)

ماذا وراء الانقلاب الأخير في السودان؟ انتشرت الكثير من الأفكار بشأن وجود دسائس ومكائد وراء انقلاب الفريق أول [القائد العام للقوات المسلحة] عبد الفتاح البرهان الذي أسقط الحكومة المدنية لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك واحتجز حاشيته.

وذُكر اسم عدة بلدان، ولكن بعد أن عاصرت وغطّيت الانقلابات في مصر وتركيا وإيران وعدد من الدول العربية، ودرست تلك التي وقعت في بلدان أخرى، أصبح لديّ يقين بأنّ الدور الذي تلعبه الأطراف الدولية في الاضطرابات الداخلية هامشي وضئيل على الأرجح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عادة في هذا النوع من المواجهات، تلوم الحكومات "الأيدي الخفيّة" للأطراف الخارجية لقيامها بتأجيج الاضطرابات ودائماً ما يُتّهم بعضها- الخليج وأميركا وإسرائيل - بدعم الشخصيات الدكتاتورية أو المخططين للانقلاب، حتى في غياب الدلائل التي تثبت هذه التهم.

ولكن الدور الذي تلعبه الدول الخارجية بالفعل، حين يصحّ ذلك، قد يكون عبر التأكيد المبهم على استمرار الدعم، ونادراً ما يكون عبر تحرّك فعلي وكبير على الأرض. في أغلب الأحيان، تدخل الجهات الخارجية على الخطّ بعد انتهاء عملية تصفية الحسابات بين مختلف المعارضين والموالين الأساسيين، فتحاول أن تربط نفسها بالجهة الرابحة.

وفي حال السودان، لعبت الولايات المتحدة والإمارات دور الوساطة من أجل التوصّل إلى اتفاق عام 2019 الذي أنهى عهد عمر البشير ونظامه الدكتاتوري وأرسى أسّس اتفاق على تشارك السلطة بين القوات المسلّحة وحكومة حمدوك المدنية الناشئة. ومن غير المنطقي أن تقوّضا جهدهما الخاص.

تعيد مقالة مُحكمة التفاصيل نُشرت في "نيويورك تايمز" سرد الحسابات الفوضوية والجهود الدبلوماسية المحمومة التي سبقت الانقلاب. وعلى الأرجح أنه ليس من قبيل الصدفة أنّ برهان قرّر القيام بانقلاب قبل شهر من التاريخ الذي كان من المفترض أن يفقد فيه السلطة. وقال أحد التقارير "ارتسمت صورة عن وصول الجيش إلى درجة من الإحباط من شركائه المدنيين وعزمه على التمسّك بموقعه المتميّز وتفادي أي تحقيق في أعماله أو انتهاكه (المزعوم) لحقوق الإنسان".   

قد لا تبدو صورة الجنرال القلق والمسنّ الذي يهاجم الأطراف التي خشي أنها تحاول حرمانه من فيلله وسجن أصدقائه مثيرة كما روايات الأعمال الجسورة الخفية والمكائد السرية، ولكنها الأقرب إلى الحقيقة [واقع الحال] على الأغلب. 

مع كامل التقدير،

بورزو درغاهي

مراسل الشؤون الدولية

© The Independent

المزيد من آراء