Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن لانتقال كونتي إلى "توتنهام" أن يغير مسار الدوري الإنجليزي؟

أثبت الإيطالي من قبل أنه بطل وله سجل حافل في التحسين الفوري للأندية التي دربها مما قد يبدل شكل الصراع على المراكز الأربعة الأولى

أنطونيو كونتي المدير الفني الجديد لنادي توتنهام الإنجليزي (الموقع الرسمي للنادي)

خلال الشوط الثاني من مباراة الهزيمة المروعة أمام "مانشستر يونايتد"، بدأ جمهور "توتنهام هوتسبير" في ترديد اسم رئيس مجلس الإدارة بدلاً من اسم المدير، مما دفع الرئيس دانييل ليفي لاتخاذ قراره الغاضب بإقالة المدرب نونو اسبريتو سانتو، وتولي أنطونيو كونتي المهمة خلفاً له، في "تصحيح سريع لخطأ فادح".

تحرك الوضع بسرعة كبيرة من مساء السبت إلى صباح الإثنين الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن ذلك بسبب بعض الأعمال الأساسية، إذ كان "توتنهام" يفكر في استبدال نونو منذ أسابيع، وكان من الطبيعي أن يتم النظر إلى كونتي الذي اقترب من تولي المهمة خلال الصيف الماضي، وكان للوضع الحالي في "مانشستر يونايتد" ومشاعر الإيطالي تجاهه كثير من التأثير في ذلك القرار.

ويعتقد "توتنهام" بشكل جوهري أن بإمكانه الآن التفوق على "يونايتد" في سباق المراكز الأربعة الأولى هذا الموسم، وهو شعور تأجل بالنظر إلى مدى سوء اختيارهم وفشلهم في اتخاذ القرار نفسه في الصيف، إذ أدرك كونتي في النهاية أنه لن يحصل على وظيفة المدير الفني في ملعب "أولد ترافورد" في أي وقت قريب، إذ إن لإدارة "يونايتد" كثيراً من التحفظات عليه، بغض النظر عن حال عدم اليقين بشأن مستقبل أولي غونار سولسكاير، ويرون أن كونتي "مورينيو آخر" مع كل ما يستتبعه ذلك.

وهذا خطأ على غرار الطريقة التي ربما أخطأوا بها في المثابرة مع سولسكاير بشكل عام، قد يُنظر إلى فوز "يونايتد" على "توتنهام"، يوم السبت، باعتباره أحد نقاط التحول في الموسم، على الرغم من أن الفوز جاء بطريقة لم يكن متوقعاً معها أن تنتهي المباراة بنتيجة 3-0.

يجب ألا يكون هناك خطأ في هذا، كونتي ليس جوزيه مورينيو، على الأقل ليس مورينيو بعد 2012.

إنه واحد من ستة مدربين على مستوى النخبة حقاً في كرة القدم العالمية، وأربعة منهم الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، الآن واحد منهم فقط في ملعب "وايت هارت لين"، وليس في "أولد ترافورد"، وذلك لأن موقف "يونايتد" دفع كونتي نحو "توتنهام"، ولقد حصل "توتنهام" للتو على سلاح كبير في ما يرقى إلى سباق تسلح بين الأندية الكبرى.

باختصار، يستحق كونتي كل العناء بشكل عام، فيمكنه تغيير ترتيب الدوري وإعادة "توتنهام" إلى القدرة التنافسية الحقيقية.

يمكنك أن تشعر بالأمر في كل ما يخص النادي الآن، فلم يعد "توتنهام" ينجرف، وهناك شرارة مرة أخرى قبل أن يلعبوا مباراة واحدة تحت قيادة كونتي، وقد كان هذا في الأساس ما اعتقدوا أنهم سيحصلون عليه من تعيين مورينيو، إنها الخطوة الصحيحة بعد ضياع أربعة أشهر من الموسم، وبعد فوات الأوان بعامين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد تم التخلص من كل الركود والطريقة التي كان بها النادي يتكلس، على الرغم من أنه يمكن أن يغير الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أنه يقول أيضاً شيئاً عن مكان المنافسة.

"ليستر سيتي" الآن في خطر حقيقي من الإقصاء، إذ فكروا في أن المراكز الأربعة الأولى قد تفتح أبوابها أخيراً هذا الموسم، لكن هذه أخبار سيئة بالنسبة إليهم، ويجب أن تكون أيضاً نوعاً من الرثاء، إذ يمكن لناد كهذا أن يتخذ كل القرارات الجيدة الممكنة طوال ثلاث سنوات، ويثبت نفسه كتجربة نموذجية، لكن ينتهي به الأمر أسفل مجموعة من التي لديها أموال أكثر.

وعلى الجانب الآخر اتخذ "توتنهام" في تلك الأثناء كل قرار خاطئ ممكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبالعودة للطريقة التي لم يستثمروا بها في صيف 2018 عندما كان ماوريسيو بوتشيتينو مديراً فنياً، فقد الفريق فرصة أن يصبح فريقاً كبيراً حقاً.

ويرجع تعيين كونتي إلى عمل بوتشيتينو بالطبع، فهذا ما يمنحك إياه الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أخيراً، والتحول إلى نادٍ يلعب بانتظام في دوري أبطال أوروبا يمنحك هذا المكانة التي تجذب المديرين الفنيين بمستوى الإيطالي.

هذه هي قوة كونك نادياً متفوقاً، حتى لو كان "توتنهام" متشبثاً فقط بالطبقة السفلية من تلك الفئة من الأندية، وقد يقول العديد من أنصار "توتنهام" إن إدارة شركة الاستثمار البريطانية (إنيك غروب) للنادي جعلت هذا الموقف محفوفاً بالأخطار، ولكن من العدل أيضاً أن نقول إن قرارات ليفي ذات المنظور الأوسع لعبت دوراً كبيراً في وصول النادي إلى ما وصل إليه.

الحجة الآن هي أنه كان محظوظاً في كيفية الوصول، ولكن هذا أيضاً هو الشيء الذي يتعلق بالحظ، وهو أنه يجب أن تكون في وضع معين للاستفادة منه، هذا هو المكان الذي يساعد فيه حجم ذلك الملعب.

لقد لعبت الظروف لمصلحتهم بلا شك، وحتى تلك الهزيمة أمام "يونايتد" يوم السبت كان لها رد فعل متسلسل.

ربما لا يمكنك الحصول على مثال أفضل من تلك الحكاية البوذية عن الراهب العجوز الذي يقول للجميع "انتظر وشاهد" واشتهر في حرب تشارلي ويلسون، بل سيتعين علينا أن ننتظر ونرى هذا أيضاً، لكن يفي تصرف بحزم مثير للإعجاب.

سيكلفه ذلك بالطبع، وسيتعين على رئيس "توتنهام" الدفع لإجراء الاستثمارات التي لم يفعلها النادي في الصيف، ناهيك عن دفع تعويضات لنونو سانتو، لقد دفعوا ثمناً باهظاً للتردد الأولي وتم إثبات الاقتصاد الخاطئ لبعض تلك القرارات، لكن ليفي وفابيو باراتيتشي تنازلا عن بعض كبريائهما.

المنظور الأكثر تشاؤماً هو أن هذا كان على وجه التحديد لأن الجماهير بدأت تهتف باسم ليفي، وأنه كان يعلم أنه يتعين عليه التوقيع مع مدرب كبير منذ فترة طويلة، ولهذا كان حاسماً.

كما أن الصفقة مثلت الحسم الذي يفتقر إليه ملعب "أولد ترافورد"، وقد يكلف ذلك "يونايتد" الآن، إذ سيضطرون فجأة إلى العمل بجهد أكبر قليلاً للوصول إلى المراكز الأربعة الأولى، لأن كونتي سيجعل "توتنهام" يعمل بجهد أكبر، وهذه هي الرسالة الأولى التي يوجهها إلى أي فريق، وأول شيء يدركونه، إذ سيكون كل شيء أكثر كثافة، وسيرفعه "توتنهام" بنسبة 10 في المئة وربما أكثر.

يستخرج كونتي عموماً الكثير من أي مجموعة من اللاعبين، وهذا معروف على الرغم من كل الانتقادات حول مقدار ما يطلبه من مجلس الإدارة أيضاً، فكان الانتصار الكبير في موسم 2016-2017 حين توج "تشيلسي" باللقب، هو الطريقة التي توصل بها سريعاً إلى تشكيل يناسب لاعبيه المتاحين، وكان انتصاراً للتكيف التكتيكي، وهذا يتجاوز معظم المديرين الفنيين الآخرين.

هذا هو السلاح القوي الذي يحصل عليه "توتنهام" حقاً، وهذه هي فائدة تعيين مدرب بهذه الجودة، إذ يعرف هذا اللاعبون، مثل هاري كين، بأن الإثارة ارتدّت للفريق، وهم يعرفون أنه يمكن أن يجعلهم أفضل بكثير، ويجب أن يكون من المثير أن يتخيل "توتنهام" الانتعاش في العديد من اللاعبين.

كما أثبت كونتي ذلك مع أمثال فيكتور موسيس وماركوس ألونسو، ويمكن للاعبين المطرودين سابقاً أن يبدوا مختلفين تماماً تحت هذا المدرب، كما سيكون من المفيد معرفة ما يفعله مع ديلي آلي ومات دوهرتي وتانغي ندومبيلي وجيوفاني لو سيلسيو.

هناك أيضاً وعد بأن تأثيره سريع بشكل عام، إذ ضغط "تشيلسي" وحقق لقباً على الفور بعد انتقاله من المركز الثالث، وأصبحت إيطاليا على الفور واحدة من أفضل المنتخبات في أوروبا، وتحول "إنتر ميلان" على الفور إلى منافس على اللقب، لذا هل يمكنه تحويل فريق "توتنهام" الذي كان ينجرف إلى المنافسة على دوري أبطال أوروبا مرة أخرى؟

الحقيقة أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين جودة تشكيلتهم وجودة الأربعة الكبار الجدد، كونتي عبقري تكتيكي لكنه ليس كيماوياً، ولا يزال الاحتمال قائماً أن هؤلاء الأربعة الكبار سينهون الموسم في المراكز الأربعة الأولى.

"يونايتد" وحده لديه ثروة من النجوم لا تتوفر في "توتنهام"، والآن أصبح لدى "توتنهام" مدير فني نجم، لكن هذه هي النقطة الأكثر بروزاً، ومن خلال هذا التعيين منحوا أنفسهم أفضل فرصة ممكنة للمنافسة، وربما لم يتخذ ليفي والفريق الإداري لـ "توتنهام" أفضل طريق للوصول إلى ذلك، ولكن تغير الكثير منذ الصيف، ويمكن لكونتي الآن تغيير مسار هذا الموسم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة