Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زعيم "طالبان" يظهر علنا للمرة الأولى في جنوب أفغانستان

نشرت الحركة تسجيلاً صوتياً له دون السماح بالتقاط الصور

أطفال أفغان هربوا مع عائلاتهم من القتال بمحافظة قندوز، في مخيم للاجئين في كابول (رويترز)

شارك القائد الأعلى لحركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة، الذي قال البعض إنه قتل، فيما قال البعض الآخر إنه مختبئ بباكستان، في تجمع بمدرسة قرآنية مساء السبت 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بقندهار، جنوب أفغانستان، في أول ظهور علني له منذ تعيينه في عام 2016، وفق ما أعلنت حكومة "طالبان"، الأحد (31 أكتوبر).
وقالت حكومة "طالبان" في رسالة، الأحد، إن "أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخوند زادة ظهر في تجمع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة وتحدث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل". وأرفقت الحكومة إعلانها بتسجيل صوتي لتأكيد المعلومات.
وذكر مصدر محلي أن الملا أخوند زادة وصل إلى هذه المدرسة القرآنية في قندهار بموكب من سيارتين تحت حراسة مشددة جداً، ولم يسمح بالتقاط أي صورة له.
ويسمع صوت الملا أخوند زادة بشكل غير واضح في التسجيل الصوتي الذي تم توزيعه، وهو يتلو أدعية.
كما يسمع وهو يصلي خصوصاً على أرواح قتلى "طالبان"، ومن أجل نجاح مسؤولي "الإمارة الإسلامية" الذين "يمتحنون" في مسؤولياتهم الجديدة كقادة لأفغانستان منذ منتصف أغسطس (آب) الماضي. وقال، "جزى الله خيراً شعب أفغانستان الذي قاتل الكفار والقمع طيلة 20 سنة".


التزام التكتم

وباستثناء رسائل سنوية نادرة خلال الأعياد الإسلامية، كان القائد الأعلى لـ"طالبان" يلتزم أكبر قدر من التكتم بشأن شخصيته.
وحتى الانسحاب الأميركي من البلاد، لم يكن أحد يعرف مكان وجوده أو ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة.
ووزعت حركة "طالبان" صورة واحدة فقط له يظهر فيها بلحية رمادية ومعتمراً عمامة.
ولم يكن أخوند زادة معروفاً نسبياً قبل أن يتولى في عام 2016 قيادة الحركة خلفاً للملا أختر محمد منصور الذي قتل في ضربة لطائرة مسيرة أميركية في باكستان، وكان مهتماً بالشؤون القضائية والدينية أكثر من المسائل العسكرية.
وكان أخوند زادة، نجل رجل الدين المتحدر من قندهار، قلب أراضي البشتون في جنوب أفغانستان ومهد حركة "طالبان"، يتمتع بنفوذ كبير داخل الحركة قبل تعيينه قائداً لها، وكان يتولى إدارة نظامها القضائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفور تولي أخوند زادة قيادة الحركة، أعلن المصري أيمن الظواهري زعيم "تنظيم القاعدة" مبايعته، وأطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، الأمر الذي ساهم في تعزيز صدقيته بين المتشددين.

مسؤوليات أخوند زادة

وبصفته "القائد الأعلى"، يتولى أخوند زادة مسؤولية الحفاظ على الوحدة داخل الحركة الإسلامية، وهي مهمة معقدة، إذ إن صراعات داخلية أحدثت شرخاً في الحركة المتشددة خلال السنوات الأخيرة.
وتعود آخر رسالة له إلى السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما شكلت الحكومة الجديدة التي طالبها بتطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون الدولة.
وكانت حركة "طالبان" أعلنت في سبتمبر أن قائدها الأعلى يقيم "منذ البداية" في قندهار، بعد أن التزمت الصمت لفترة طويلة بشأن مكان وجوده. وأكدت حينذاك أنه سيظهر "قريباً علناً".
وقال حاكم قندهار، الملا يوسف وفا، لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء الماضي، "نحن نعقد اجتماعات منتظمة معه حول مراقبة الوضع في أفغانستان وطريقة إدارة حكومتنا". وأضاف أن أخوند زادة "يعطي النصائح لكل قادة إمارة أفغانستان الإسلامية، ونحن نتبع قواعده ونصائحه"، مؤكداً أنه "إذا كانت حكومتنا تحرز تقدماً فذلك بسبب نصائحه".
وتم تنظيم "ندوة" في مكان سري وجمعت مسؤولين كبار من حركة "طالبان"، واستمرت أياماً منذ الجمعة (29 أكتوبر) في قندهار، وفق ما أفاد مراسل في وكالة الصحافة الفرنسية.
واستولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان في أغسطس الماضي، بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من البلاد بعد حرب استمرت 20 سنة.
وتسعى "طالبان" إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها.

المزيد من دوليات