Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إبراهيم معلوف: فتحت آلة البوق على الموسيقى العربية

يدرّس فن الارتجال الكلاسيكي في كونسرفتوار باريس ويؤلف ويعزف

الموسيقي الفرنسي اللبناني ابراهيم معلوف (صفحة الموسيقي على فيسبوك)

إبراهيم معلوف عازف عالمي، فرنسي لبناني، ومؤلف وموزع موسيقي. هو العازف الوحيد في العالم الذي يعزف الموسيقى العربية على البوق الصغير أو البوق الربع موسيقي الذي يسمح بعزف المقامات العربية على هذه الآلة.

حصد كثيراً من الجوائز العالمية في مسابقات البوق الكلاسيكية من بينها الجائزة الأولى في مسابقة البوق الدولية، والجائزة الثانية في مسابقة موريس أندريه الدولية، إضافة إلى جوائز فخرية مثل "فارس وسام الاستحقاق".

بداية، يتحدث معلوف عن علاقته الوطيدة بآلة البوق التي نشأ عليها منذ الطفولة، وعما إذا حصل خصام بينهما في يوم من الأيام، قائلاً: "البوق آلة صعبة جداً ومتعبة جسدياً وعلاقتي معها لم تكن سهلة دائماً. عندما كنت صغيراً تعلمت العزف على هذه الآلة على يدي والدي، وكنت أشعر أنه مصدر حماية لي، تمكنني من اجتياز كل الصعوبات. ولكن عندما درست في الكونسرفتوار في باريس، كان الأمر أكثر صعوبة، وبمثابة اختبار لي. فبعد أن كنت محاطاً بوالدي وجدت نفسي في مكان فيه كثير من المنافسة الحادة، ما تطلب مني أن أقوم بجهد كبير جداً لتجاوز الصعاب. ولكنني نجحت وأصبحت معروفاً في عالم الموسيقى الكلاسيكية، وفزت بجوائز في الموسيقى الكلاسيكية. كان علي أن أصارع في هذا المجال، لكي أجد لنفسي مساحة من الاعتراف بي لدى أساتذتي وزملائي. الارتباط بالبوق لم يكن سهلاً لأنها آلة متطلبة جداً، لكن الحياة علمتني كيف أحب هذه الآلة، كما علمتني حب الناس حتى مع عيوبهم. والعكس صحيح أيضاً لأن البوق تحملني كثيراً".

ميزة الآلة

وعن ميزة هذه الآلة التي ابتكرها والده في الستينيات، بحيث سمحت له بعزف الموسيقى العربية، يقول: "والدي نسيم معلوف عازف مهم جداً، درس في الكونسرفتوار في باريس في الستينيات، وعزف مع فيروز ومع عدد كبير من الفنانين العالميين. امتهن عزف البوق كلاسيكياً وأدخل الموسيقى اللبنانية والعربية إليها، وأنا ورثتها عنه. للأسف معظم الناس لم يرغبوا بتطوير هذه الآلة، وأنا فعلت ذلك لأنني رغبت في استمرارية عمل والدي. ولكي أكون صادقاً فإن هذه الآلة يمكنها أن تترجم بنسبة ثلاثمئة في المئة بل حتى ألف في المئة، ما أحبه في الموسيقى، لأنها آلة هجينة تمزج الموسيقى العربية والغربية والكلاسيكية والجاز والإيقاعات الغجرية وكل أنواع موسيقى البوب والهيب هوب والإلكترونية وغيرها. كل موسيقى العالم يمكن عزفها بهذه الآلة. ومن حسن حظي أنني امتهنتها ونشرتها في العالم واليوم يوجد أشخاص في الولايات المتحدة، وتركيا، ومصر، ولبنان، والمغرب، والأردن، وفرنسا، وغيرها من الدول يهتمون فعلياً بهذه الآلة الخاصة التي ابتكرها والدي".

وعما إذا كان عزفه على هذه الآلة الخاصة جداً، يرضي غروره ويجعله يشعر بتميزه كعازف، يجيب: "يجب أن أعترف أن من المثير أنني يمكنني السفر إلى عوالم مختلفة جداً موسيقياً، تسمح لي بالعزف مع ستينغ، على الرغم من أن ثقافته مختلفة تماماً عن ثقافتي. كما أن هذه الآلة تسمح لي أيضاً بأن أوجد خلال الأيام المقبلة في كارنيغي هول مع فنانين أمثال جورج غروبان وأنجيليك كيدجو وفيليب كلاس، الذين ينتمون إلى عوالم مختلفة جداً عن العوالم التي ولدت وعشت فيها. اهتمام كوينسي جونز عام 2017 بما قدمته في مهرجان مونترو للجاز، وقوله لي إنه يريد تشجيعي والعمل معي، جعل من الثقافة التي أعزفها ثقافة عالمية، وليس مجرد مزيج بين الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى اللبنانية أو العربية. والدي اخترع هذه الآلة لنفسه، ولأنني أنتمي إلى جيل الإنترنت المتعدد الثقافات والمنفتح على العالم وكل الثقافات، رغبت في مزج آلتي بكل ثقافات العالم، وعندما ألمس اهتماماً من كل تلك الثقافات وهؤلاء الفنانين الكبار، فإنني أعتبر شيئاً ما تحرك بشكل جيد، وبأن الموسيقى التي أقدمها تتخطى حدود الموسيقى الكلاسيكية أو الموسيقى اللبنانية أو العربية".

بوق وبيانو

لو لم يكن والده عازفاً على آلة البوق، هل كان اختارها لنفسه هو أيضاً؟ يجيب: "أنا درست العزف على آلتي البوق والبيانو، لأن والدي كان عازف بوق ووالدتي عازفة بيانو. ولكوني ولدت في عائلة فيها الشعر والأدب والموسيقى، كان من الطبيعي أن أتوجه للعزف على هذه الآلة". معلوف الذي لا تقتصر علاقته بآلة البوق على العزف بل تتعداها إلى التأليف والتوزيع والتدريس، كيف يتحدث عن التكامل بين هذه المجالات، ولأي مجال منها يعطي الأولوية أكثر المجالات الأخرى، يوضح: "كل مجال من هذه المجالات الفنية المختلفة يلهم الآخر ويحفزه، وأنا أحب مهنتي لأن فيها كل هذا التنوع. فأنا أعزف الموسيقى لأنه بإمكاني السفر من نمط إلى آخر، من لون موسيقي إلى آخر، من التدريس إلى موسيقى الأفلام

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

 
إلى الحفلات الموسيقية، وهذا الأمر فيه كثير من الغنى والثراء الفني. لكن شغفي الكبير هو تدريس الارتجال، لأنه رائع جداً، وأنا بصدد تأليف كتاب حوله. هو مجال كونه مثيراً ومهماً، وأجد أن تدريسه مفيد جداً لكي تتعلمه الأجيال الجديدة، وأظن أنه من المهم جداً نقله إليها".

ارتجال الموسيقى الكلاسيكية

ويشرح معلوف ماهية مادة الارتجال التي يدرسها قائلاً: "لقد أوجدت صفاً للارتجال لعازفي الموسيقى الكلاسيكية في الكونسرفتوار في باريس. هناك درست لستة أعوام، وابتكرت حصة دراسية لكي أعلم هذه المادة. فعازفو الموسيقى الكلاسيكية لا يرتجلون أبداً، في حين أن هذا الأمر موجود منذ نحو قرن ونيف، وبفضله كانوا يؤلفون الموسيقى. وبفضله أيضاً كان هناك أشخاص مبدعون كموزار وهايدن وبيتهوفن، وليست، وشومن، وشوبان، وسواهم. وكل هؤلاء كانوا من كبار المرتجلين. وبهدف تغيير هذا الواقع، عملت مع عازفين كلاسيكيين من طلاب الكونسرفتوار في باريس، وعلمتهم الارتجال في الموسيقى الكلاسيكية، وهذا النوع من الارتجال لا يشبه الارتجال في الجاز مثلاً، بل هو ارتجال بلغة الموسيقى الكلاسيكية".

من ناحية أخرى، أبدى معلوف رأيه في الحياة الموسيقية بلبنان، قائلاً: "أشعر بدهشة كبيرة لأن يوجد في لبنان مواهب وإبداعات وابتكارات كثيرة، ورغبة كبيرة جداً في التعبير الفني. هناك أشخاص شغوفون جداً يتمتعون بمواهب عظيمة، ليس في مجال الموسيقى وحسب بل في كل المجالات. إلى ذلك، هناك عدد كبير من الفنانين يستحقون أن تسلط الأضواء عليهم، ولكننا لا نسمع عنهم كثيراً، بل حتى أننا لا نسمع عنهم أبداً، مع أنهم مهمون جداً، وبعضهم أهم من نجوم الغناء الذين نشاهدهم يومياً على شاشات التلفزة أو نسمعهم عبر الإذاعات. النجوم جيدون، ولكن هناك مجموعة ممتازة أخرى من الفنانين المغمورين الذين يستحقون هم أيضاً أن تسلط الأضواء عليهم وأن يصبحوا معروفين".

عيد الميلاد وفيروز

وكان معلوف قد أصدر الألبوم الـ15 في مسيرته الفنية تحت عنوان "عيد الميلاد" يتضمن 25 مقطوعة لأشهر وأهم الأغاني الكلاسيكية، من بينها All I Want For Christmas Is You (ماريا كاري)، Jingle Bells ، Let It Snow إضافة إلى 3 مقطوعات أصلية حصرية، سجلها مع ثلاثة عازفين أصدقاء له يتعاون معهم منذ فترة بعيدة وهم فرانسوا ديلبورت (آلة الغيتار)، وفرانك ويست (آلة البيانو)، وصوفي جينين (من جوقة الجوقة). وهو اختار هذه الأغاني لأنه شعر بأنها ملائمة لروح الميلاد، ويضيف: "استخدمت موسيقى منوعة كالأنغلوساكسونية والفرنسية حتى أغنية فيروز ’سبحان الكلمة’ (تعرف باللغة السريانية ’شوبحو لها وقولو’ وهي صلاة قديمة)، وحاولت أن أقدم عملاً لميلاد مسكوني (عالمي) يصل إلى الجمهور الكبير من المسيحيين وغير المسيحيين".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة