Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يكون عام 2019 الأصعب على الشركات الصينية؟

الرئيس الأميركي يعتزم ضم كيانات أخرى إلى القائمة السوداء... ومؤسس هواوي يتحدى

الإدارة الأميركية لديها تخوفات أيضا من كاميرات "هيكفيجن" و"تشجيانغ داهوا" المزودة بخدمة التعرف على الوجه (أ.ف.ب.)

يبدو أن واشنطن لن تتوقف فقط عند الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، فبعد أزمة "هواوي" تعتزم الإدارة الأميركية إدراج 5 شركات صينية أخرى عملاقة تعمل في مجال تصنيع كاميرات المراقبة ضمن القائمة السوداء.

وخلال الأسبوع الماضي قررت إدارة دونالد ترمب إدراج شركة "هواوي" الصينية على قائمة الشركات التي تمثل تهديداً على الأمن القومي الأميركي.

وذكر تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ" أن الولايات المتحدة تتشاور بشأن إضافة شركات مثل "هيكفيجن" و"تشجيانغ داهوا"، إلى جانب شركات عديدة أخرى لم يتم الكشف عنها إلى القائمة السوداء.

وإدراج الشركات على القائمة السوداء يعني حظرها من الوصول إلى المكونات الأميركية أو أنظمة "السوفت وير"، التي توفرها الشركات في الولايات المتحدة.

وفي مطلع الأسبوع الحالي أعلن عدد من الشركات الأميركية مثل "غوغل" و"إنتل" و"كوالكوم" وقف التعامل التجاري مع "هواوي"، لكنهم تراجعوا عن القرار بعد سماح الحكومة الأميركية لها بشراء المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة وتوفير تحديثات أنظمة "السوفت وير" لمدة 3 أشهر.

وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن إدارة ترمب لديها تخوفات تجاه دور الشركات الصينية في مساعدة بكين على قمع الأقليات الأويغورية في غرب الصين.

وتابعت المصادر أن الإدارة الأميركية لديها تخوفات أيضا من أن كاميرات "هيكفيجن" و"تشجيانغ داهوا"، والمزودة بخدمة التعرف على الوجه، قد تكون متورطة في أعمال تجسس.

بماذا علق مؤسس ومسؤولو "هواوي"؟

في أول تصريحات له، علق مؤسس شركة هواوي، رن جنغفي، بلهجة متحدية، على الإجراءات الأميركية ضد شركته، بقوله "إنما هي محاولات من الولايات المتحدة لعرقلة الطموحات العالمية لهواوي"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تستخف" بقوة أكبر شركة للاتصالات في العالم.

وجاءت هذه التصريحات من جنغفي، التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية، بعد أيام من إصدار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أوامر تهدف إلى إحباط أعمال شركة هواوي في الولايات المتحدة، متوجاً بها شهوراً من الجهود لعرقلة طموحات هواوي في أن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في تقنية شبكات الجيل الخامس.

وأوضح مؤسس "هواوي"، في تصريحات حديثة، أن "الممارسات الحالية للسياسيين الأميركيين تستخف بقوتنا"، مضيفاً "لا ريب في أن شبكات الجيل الخامس الخاصة بهواوي لن تتأثر. وفيما يتعلق بتقنيات 5G، لن يتمكن الآخرون من إدراك شركة هواوي إلا بعد عامين أو ثلاثة".

أما نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في بريطانيا، جيرمي تومسون، فعلق قائلاً "هذه قضية حرب تجارية. الولايات المتحدة والصين على حق في خضم حرب تجارية. إن توقيت الأمر التنفيذي الذي صدر الأسبوع الماضي ساذج ويهدف بوضوح إلى زيادة الأضرار التي لحقت بشركة هواوي في مرحلة حرجة من المفاوضات التجارية".

وقالت "هواوي تكنولوجيز" المحدودة التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد التابع لـ"غوغل" في هواتفها الذكية إنها ستوالي توفير التحديثات الأمنية. ولكن الشركة لم توضّح أي الخدمات قد تخسرها، سواء كانت الخرائط أم الصور أم غيرها.

شركات تشارك في الحملة الأميركية على الصين

وقبل أيام، ذكر تقرير حديث، أن شركة "فودافون" البريطانية أعلنت أنها عثرت على "أبواب خلفية" يرجع تاريخها إلى عدة سنوات مضت داخل المعدات التي ورّدتها شركة "هواوي" إلى أعمال شركة الاتصالات الأرضية في إيطاليا.

والأبواب الخلفية في نظام الحاسب أو أي تطبيق غالباً ما تكون سرية، يتم إنشاؤها من قبل مبرمجي التطبيق للسماح لهم باختراق التطبيق بكل سهولة.

فودافون تكتشف ثغرات جديدة

ونقلت وكالة "بلومبيرغ"، عن مصادر مطلعة داخل شركة "فودافون"، قولها إن "تلك الثغرات قد حُلّت، ولكن مع ذلك فإن تلك الأنباء قد تعمّق من أزمة شركة التكنولوجيا الصينية فيما يتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس".

وتتعرض شركة "هواوي" لاتهامات من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى فيما يتعلق بتوريداتها لمعدات تكنولوجيا 5G، حيث تواجه اتهامات بأنها تستغل ذلك لحساب الحكومة الصينية.

كما دخلت شركة "هواوي" في أزمة أخرى مع الحكومة الكندية والأميركية في العام الماضي، في أعقاب القبض على الرئيس المالي للشركة الصينية واتهامها بخرق العقوبات الاقتصادية ضد إيران.

وأوضح التقرير أن شركة الاتصالات البريطانية تعرفت على "أبواب خلفية" في أنظمة "السوفت وير"، وأنها قد تكون منحت شركة "هواواي" وصولا غير مصرح به إلى شبكة الخط الثابت داخل إيطاليا، وهو النظام الذي يوفر خدمة الإنترنت لملايين المنازل والشركات.

وتابع التقرير أن تلك المعلومات موجودة في وثائق الإحاطة الأمنية الخاصة بـ"فوادفون" منذ 2009 وحتى 2011.

وأكدت "بلومبيرغ" أن شركة "فودافون" طلبت من "هواوي" حذف تلك "الأبواب السرية" من الموجهات الشبكية المنزلية في 2011 وأنها تسلمت تأكيدات من الموردين بشأن حل المشكلة، ولكن مع ذلك فإن مزيدا من الاختبارات كشفت أن أوجه القصور لا تزال موجودة.

اتهامات التجسس تلاحق "هواوي" في دول عدة

وتواجه "هواوي" العديد من الاتهامات بشان قيامها بعمليات تجسس، فيما تمنع بعض الدول دخول هواتف ومعدات الشركة لدواعٍ أمنية، في الوقت الذي يجري فيه محاكمة بعض مسؤولي الشركة الصينية في دول أوروبية.

ومن أميركا إلى فرنسا وألمانيا، حيث تواجه "هواوي" مشاكل كبيرة، بعدما ذكرت شركة "أورانج" للاتصالات في وقت سابق من العام الحالي، أنها لن تتعاقد مع الشركة الصينية لبناء شبكتها الجديدة.

فيما أعلنت شركة "دويتشه تليكوم Deutsche Telekom" الألمانية أنها بصدد إعادة تقييم ومراجعة استراتيجيتها الشرائية فيما يتعلق بموردي معدات الشبكات، وذلك في ضوء تصاعد المناقشات بشأن أمن معدات الشبكات الصينية والمخاوف المتعلقة بشركة هواوي.

هذا التحول من قبل هذه الشركات الفرنسية والألمانية، جاء بعد استبعاد شركة هواوي لأسباب تتعلق بالأمن القومي من قبل بعض حلفاء الولايات المتحدة، بقيادة أستراليا، من بناء شبكات الجيل الخامس 5G، وتتضاعف مآسي "هواوي" مع إمكانية فقدان الوصول إلى أسواق أكبر اقتصادات أوروبا، وذلك بعد سلسلة من الحظر والمشاكل في الولايات المتحدة واليابان وأستراليا ونيوزيلندا.

"أورانج" ترفض التعامل في شبكة الجيل الخامس

الرئيس التنفيذي لشركة "أورانج"، ستيفان ريتشارد، قال إنه "لا يتوقع التواصل مع شركة هواوي فيما يتعلق بشبكة الجيل الخامس، ونحن نعمل مع شركائنا التقليديين إريكسون Ericsson ونوكياNokia".

وأضاف أنه يعتبر المخاوف الأمنية مشروعة، موضحا "أتفهم تماماً أن جميع بلداننا، والسلطات الفرنسية، مشغولة بذلك، ونحن أيضاً مشغولون بذلك".

وفي ردّ سريع، قالت شركة هواوي، إنها "لم تكن مورداً لشبكة الجيل الرابع 4G الحالية في فرنسا، ولن تتدخل في خطط الشركة لإنشاء شبكة الجيل الخامس الخاصة بها في فرنسا".

تحذيرات دولية مستمرة

وتتجه ألمانيا وفرنسا إلى تكثيف التدقيق على الشركة الصينية، وذلك بعد أن حذر المسؤولون الأميركيون خلال الأشهر الماضية من أن شركة "هواوي" تنصاع للحكومة الصينية، محذرين من أن معدات شبكاتها قد تحتوي على أبواب خلفية تستخدمها للتجسس الإلكتروني.

وبالرغم من أن شركة هواوي لا تصنف إيراداتها بحسب البلدان، إلا أنها تصف فرنسا بأنها واحدة من أهم أسواقها، حيث جلبت الأسواق الأوروبية وأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا في العام الماضي ما نسبته 27% من إجمالي مبيعات الشركة بالمقارنة مع نسبة 6.5% في القارة الأميركية.

وتصاعدت حدة التوتر بسبب اعتقال كبيرة المسؤولين الماليين في شركة هواوي في كندا وإمكانية تسليمها المحتمل إلى الولايات المتحدة.

حملة اعتقالات دولية واسعة

كانت السلطات الكندية قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنها اعتقلت المديرة المالية لشركة هواوي في فانكوفر، حيث تواجه احتمالية ترحيلها إلى الولايات المتحدة للاشتباه في أنها انتهكت العقوبات الأميركية على إيران.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة العدل الكندية القول إن منغ وانزهو، وهي عضو بمجلس إدارة الشركة وابنة مؤسسها رن جنغفي، اعتقلت في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وأضاف أن الولايات المتحدة طلبت تسلمها، ومن المقرر أن تعقد جلسة استماع الجمعة للنظر في ما إذا كانت ستحصل على إطلاق سراح مشروط.

وتابع "نظرا إلى أن هناك حظر نشر ساريا، لا يمكننا في الوقت الراهن الإدلاء بمزيد من التفاصيل"، مشيرا إلى أن "حظر النشر هو بطلب من منغ". وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن القضاء الأميركي فتح تحقيقا لتحديد ما إذا كانت منغ انتهكت العقوبات الأميركية على إيران.

وفي بولندا التي اعتقلت موظفا في "هواوي" بتهمة التجسس، طالبت السلطات قيادات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو اتخاذ موقف موحّد حول حظر البنى التحتية الخاصة بالشركة الصينية.

ماذا تقول أجهزة الاستخبارات؟

وخلال العام الماضي، أثارت أجهزة استخبارات عالمية، مخاوف محتملة بسبب العلاقات الوطيدة التي تجمع عملاق الاتصالات بالحكومة الصينية. وهي وطيدة إلى درجة تقلق هذه الأجهزة من أن تقنيات "هواوي" تتضمن في داخلها "أبوابا خلفية" تُعزز قوى تجسس هذه القوة العظمى.

ولا تقتصر صناعة "هواوي" على الهواتف الذكية والحواسيب العادية واللوحية (تابلت) فقط، إذ أن أكبر أسواقها يتعلق في مجال البنية التحتية الأساسية للاتصالات، مثل المحولات والموجهات (راوترز) والخوادم التي تحافظ على بقاء اتصال العالم بالإنترنت.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد