Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المدارس الخضراء الآسيوية ضرورة حياتية وتربية بيئية وتعليم مستدام

وأثبتت الدراسات أن التعليم وفق مناهج وبرامج متخصصة في تغير المناخ يمكنه أن يقلل من انبعاثات الكربون

ما زالت "المدارس الخضراء" و مبادئها غير منتشرة بشكل كاف (أ ف ب)

التعليم البيئي، خطوة اهتمت بها وزارات التعليم في بعض الدول من خلال دمج البرامج البيئية في التعليم الموجه للأطفال والطلاب في مراحلها المختلفة. وعلى الرغم من قلة هذه البرامج دولياً، لكن الدراسات والأبحاث أثبتت نجاحها في الحفاظ على البيئة، فمشروع "المدارس الخضراء" من أهم المشروعات الآسيوية التي حاولت تحقيق ذلك المفهوم على أرض الواقع لتظل مثالاً لتقديم التعليم المهتم بالبيئة وتخلق أفراداً أكثر وعياً لتحديات البيئة الحالية والتعامل معها. وأثبتت دراسات أن التعليم وفق مناهج وبرامج متخصصة بتغير المناخ يمكنه أن يقلل من انبعاثات الكربون مستقبلاً كما تسهم تلك البرامج في تعزيز التفكير النقدي. ويخلق التعليم البيئي التسامح والتفهم لدى الطلاب، ويسهم في تقديرهم للطبيعة وتشجيع الأنظمة الحياتية الصحية إلى جانب تنمية الالتزام لدى المتعلمين حيث يعمل الطلبة على اتخاذ خطوات لتحسين بيئتهم ومجتمعهم.

الاستدامة قلب التعليم

يعود مصطلح المدارس الخضراء إلى تسعينيات القرن الماضي، لكنه لم يشهد انتشاراً إلا مع بدايات الألفية الثانية. وعلى الرغم من مرور سنوات عدة على ظهور المصطلح، ما زالت "المدارس الخضراء" و مبادئها غير منتشرة بشكل كافٍ. وأشارت القمة العالمية للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ في عام 2002 إلى فكرة "المدارس الخضراء"، للتأكيد على ضرورة الحاجة الماسة إلى ترشيد وتوعية الطلاب بأن إساءة استخدام الموارد الطبيعية واستنزافها في التنمية، سيجعل مستقبل الإنسانية قريباً على المحك.

ويركز مفهوم المدارس الخضراء على تشجيع الأطفال على استخدام المهارات المناسبة لاتخاذ إجراءات وأفعال ضرورية بشأن للقضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية الضرورية والتي تمثل قضايا الساعة.

كذلك توصف المدرسة الخضراء بأنها مرتبطة بالمنهج والأسلوب أكثر من البرمجة أو مواد البناء الذي بُنيت عليه، فهي مدرسة تعمل على دعم الاستدامة وتتضمن خبرات تعليمية تُعد الطلبة لقيادة العالم نحو مستقبل صحي ونظيف وأكثر استدامة. كما تقوم على ثلاثة مرتكزات وهي تقليل الآثار البيئية وزيادة صحة الموجودين بها وتعزيز التعليم البيئي والمستدام لكل الطلبة.
كما أن التعليم في المدارس الخضراء ليس مقتصراً على التعليم داخل الصف، بل يمتد ليشمل المواقع الخارجية باعتبارها فرصاً للطلاب للانخراط في الخبرات المباشرة والأولية.

تتميز المدارس الخضراء بكونها نظيفة وصحية ومحاطة ببيئة خضراء، وتشجع الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية للطلاب، وتضمن الحصول على صفوف صحية وبيئة آمنة للتعلم وتقرب الأطفال أكثر من الطبيعة وتجعلهم ينخرطون في الحفاظ عليها.

بالي الخضراء

تبلورت فكرة "مدرسة بالي الخضراء" لزوجَين ورائدَي أعمال، هما جون وكينثا هاردي، اللذان كانا يحلمان ويؤمنان بفكرة "مدرسة خضراء" تدرس فيها ابنتاهما. وكانت أول مدرسة خضراء بُنيت هي مدرسة بالي وافتُتحت في سبتمبر (أيلول) 2008، ومنها انتشرت فكرة المدارس الخضراء الموجودة عالمياً.

وصُممت مدرسة بالي وصفوفها من البامبو تحيط بها الغابات والأحراش، وتمتلئ بالأجواء الطبيعية وتُعرف بأنشطتها المرتبطة بحماية البيئة مثل تدوير النفايات ومهارات الاستدامة. كما تركز الدروس فيها على حل التحديات التي تواجه الكوكب، لكي يتواصل الأطفال مع الطبيعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحاول المدارس الخضراء خلق منهج ونهج جديد في التعليم يربي الطفل بشكل كامل، ويمنحهم الصلاحية في حياتهم الخاصة والتعليم وبالتالي يمكنهم من خلق أهدافهم في العالم المتغير الحالي.

وامتدت فكرة المدرسة الخضراء الموجودة في بالي إلى دولٍ أخرى، فهناك ثلاث مدارس خضراء مماثلة في المكسيك وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا.

التعليم والبيئة و"آسيان"

وأقدمت مئات المنظمات على توقيع خطاب لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي راغبين في وضع معايير وطموحات جديدة تسهم في الفصول الدراسية بجميع أنحاء العالم.

حتى الآن، ووفق خبراء البيئة والتعليم، دول قليلة جداً فقط أولت أهمية قصوى للتغير المناخي والاستدامة في المناهج التعليمية بمدارسها.

وتشير الأبحاث إلى أهمية التعليم المرتبط بحماية البيئة، حيث وجدت منظمة بروكينز أن حصول 16 في المئة من الطلاب في المرحلة الثانوية بالدول ذات الدخل العالي والمتوسط على تعليم يختص بتغير المناخ يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون بنحو 19 غيغا طن حتى عام 2050.
من ناحية أخرى، تشير بعض الدراسات إلى أن بيئة الصفوف يمكنها أن تؤثر على أداء الطفل الأكاديمي بما يصل إلى 25 في المئة، كما يرتفع معدل الأداء الكلي للطلبة في المدارس التي يدخلها ضوء الشمس بنسبة 10 في المئة.

ويسهم التعليم البيئي في زيادة الوعي العام والمعرفة بالقضايا البيئية، ويعلم الطلبة التفكير النقدي إلى جانب تطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات كذلك يخلق التعليم البيئي التسامح والتفهم لدى الطلبة ويزيد من تقديرهم للطبيعة حولهم وتشجيع الأنظمة الحياتية الصحية إلى جانب تنمية الالتزام لدى المتعلمين حيث يعمل الطلبة على اتخاذ خطوات لتحسين بيئتهم ومجتمعهم.

وعلى الرغم من وجود المدرسة الخضراء في بالي، التي تُعد واحدة من المدارس الرائدة بهذه الفكرة لحماية البيئة، فإن منطقة جنوب شرقي آسيا ما زالت تسير بخطى بطيئة للغاية في التعليم المرتبط بتغير المناخ. حيث ذكر تقرير منظمة اليونيسكو عن التعليم والتنمية المستدامة إن التعليم المرتبط بتغير المناخ في جنوب شرقي آسيا لم يصبح مجالاً مستقلاً بعد، ولا يزال في مهده.

وهناك بعض التجارب في إندونيسيا وفيتنام وتايلاند التي تحاول دمج برامج التغير المناخي في الفصول الدراسية وخلق بيئة وأجواء صديقة للبيئة للتلاميذ. كما لدى مدارس الفيليبين برامج تركز على الأفعال الفردية حيث يتعلم الطالب العناية بحدائق المدرسة وفهم إدارة النفايات.

المزيد من بيئة