Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة: تقليل وتيرة تناول الطعام يحسن صحة الفئران ويطيل عمرها

استبعد علماء إمكان الجزم بفعالية هذه النتائج على صعيد البشر أيضاً

الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً مقيداً بالسعرات الحرارية عاشت حوالى نصف عام أطول من تلك التي أكلت قدر ما تشاء (أ ف ب)

أظهرت دراسة حديثة أن تقليل وتيرة تناول الطعام يساعد في تحسين صحة القوارض وإطالة عمرها أكثر من تخفيف الكمية، فيما استبعد علماء إمكان الجزم بصحة هذه النتائج على صعيد البشر أيضاً.

وخلص الباحثون الذين حللوا مجموعات من الفئران تتبع نظماً غذائية مختلفة إلى أن تلك التي تم إطعامها سعرات حرارية أقل في وجبة يومية واحدة، عاشت أطول من الفئران التي تناولت العدد نفسه من السعرات الحرارية ضمن وجبات موزعة على مدار اليوم.

صيام غير مقصود

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها الإثنين 18 أكتوبر (تشرين الأول) مجلة "نيتشر ميتابوليزم"، أن الفئران التي تأكل مرة واحدة فقط في اليوم أظهرت أيضاً تحسناً في التمثيل الغذائي.

وقال معد الدراسة دودلي لامينغ من جامعة "ويسكونسن" لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العلماء عرفوا منذ حوالى قرن أن الحد من كمية السعرات الحرارية يطيل عمر القوارض، لكن الدراسات السابقة بشأن الحد من السعرات الحرارية لدى الفئران تضمنت صياماً غير مقصود مع فئران تتغذى عادة مرة واحدة فقط في اليوم.

وقرر فريق لامينغ معرفة ما إذا كان التوقيت بين الوجبات قد يلعب دوراً، وخلص إلى أن كمية الطعام ليست وحدها المهمة.

وقال "بدلاً من ذلك تضمن الأنظمة الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية أن الفئران تصوم معظم اليوم، كما أن فرض فترة الصيام أمر بالغ الأهمية على صعيد الفوائد المتوخاة من تقييد السعرات الحرارية على الحياة والصحة".

وأخضع فريق لامينغ الفئران لأنظمة غذائية مختلفة، إذ حصلت المجموعة الضابطة على قدرة نفاذ غير محدودة إلى الطعام العادي.

نصف عام أطول

وتم تقييد السعرات الحرارية في مجموعتين أخريين بنسبة 30 في المئة، إحداهما لديها إمكان الحصول على طعام منخفض السعرات الحرارية طوال اليوم، والأخرى تتلقى كمية أقل بنسبة 30 في المئة من الطعام العادي في وجبة واحدة مع صيام 21 ساعة.

وأظهرت الدراسة أن الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً مقيداً بالسعرات الحرارية مع فترة فاصلة مدتها 21 ساعة بين الوجبات عاشت حوالى نصف عام أطول من الفئران التي أكلت قدر ما تشاء في أي وقت من اليوم.

من ناحية أخرى، عاشت الفئران التي تتمتع بإمكان الوصول المستمر إلى نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية حياة أقصر قليلاً من المجموعة الضابطة، على الرغم من أنها استهلكت سعرات حرارية أقل.

وقال لامينغ "إن فترة الصيام المفروضة ضرورية لفوائد النظام الغذائي المقيد بالسعرات الحرارية".

وتم تدريب مجموعة أخيرة من الفئران على تناول كمية مماثلة من الطعام مثل المجموعة الضابطة، ولكن في فترة ثلاث ساعات يتبعها صيام يومي طويل.

وعلى الرغم من عدم قياس أمد حياتها، أظهرت الفئران في المجموعة الأخيرة التي أُخضعت للصيام من دون تقليل السعرات الحرارية الفوائد الصحية نفسها مثل المجموعة التي تناولت سعرات حرارية أقل وأخضعت للصيام.

وقال لامينغ "إن كلا المجموعتين أكثر قدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم وتكييف عملية التمثيل الغذائي بشكل أفضل مع المتطلبات المختلفة خلال اليوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الصيام المتقطع

وفي الوقت نفسه، لم تظهر الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية وتناولت طعاماً طوال اليوم، أي فوائد مثل التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم، وتحسين القوة في الشيخوخة والحياة الأطول.

وتحظى الحميات الغذائية التي تشمل الصيام المتقطع بشعبية بين المشاهير من هيو جاكمان إلى كورتني كارداشيان، لكن لامينغ يشير إلى أنه في حين يبدو أن الدراسات القصيرة المدى على البشر تؤكد أن حصر تناول الطعام بفترات محددة تمتد من أربع إلى ثماني ساعات في اليوم "يبدو أن له بعض الفوائد"، فإن العواقب الطويلة المدى لا تزال غير معروفة.

وأضاف، "ما زلنا لا نعرف أفضل وقت في اليوم للصيام، إذ إن الناس المختلفين قد يستجيبون بشكل مختلف للصيام أو للتحديد الزمني لوجبات الطعام".

وتعليقاً على النتائج قال مدير وحدة الأمراض الأيضية في جامعة "كامبريدج" ستيفن أورايلي، إنه سيكون من الصعب تطبيقها على البشر نظراً للاختلافات الهائلة في سرعات معالجة الأطعمة بين الفئران والبشر.

وقال إن إجراء "تجربة بشرية مماثلة يتطلب أن يأكل البشر كل السعرات الحرارية التي يحتاجونها لمدة أسبوع في يوم واحد، ثم يتضورون جوعاً خلال الأيام الستة المقبلة".

وأضاف أنه "نظراً إلى أن الفئران تعيش حوالى عامين فيما نعيش نحن البشر حالياً حوالى 80 عاماً، فقد يتعين علينا إجراء الدراسة لأكثر من 50 عاماً لاختبار ما إذا كان هذا التغيير الهائل في عاداتنا الغذائية أفاد بالفعل طول عمر الإنسان".

ولاحظ لامينغ تطبيقاً محتملاً لهذه الدراسة على واقع البشر، إذ إن بعض الأشخاص الذين قاموا بالفعل بتقليص عدد السعرات الحرارية اليومية بنسبة 20 أو 30 في المئة، قد يرغبون في التفكير بتقييد الإطار الزمني لتناول هذه الوجبات.

وقال "إذا كانت النتائج التي توصلنا إليها تنطبق على الأشخاص فقد يفقدون بعض فوائد تقليص السعرات الحرارية من خلال توزيع وجباتهم على مدار اليوم".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة