أعلنت شركة "إينيوس" عن إطلاق مشروع ضخم لمحطات إنتاج غاز الهيدروجين في أوروبا باستثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار (2 مليار يورو). ولا يشمل المشروع بريطانيا، على رغم أن إدارة قطاع الطاقة الهيدروجينية في الشركة العملاقة مقره في بريطانيا. وستيدأ الشركة بالوحدة الأولى في النرويج، ثم في ألمانيا وبلجيكا.
وأشارت الشركة في إعلانها إلى أنها يمكن أن تستثمر في ما بعد في فرنسا وبريطانيا، لكن المؤكد الآن أن بريطانيا ليست في خطة الشركة لمصانع الطاقة الهيدروجينية في أوروبا.
وقال مؤسس الشركة ورئيسها السير جيم راتكليف لدى الإعلان عن المشروع: "يمثل غاز الهيدروجين النظيف واحدة من أفضل الفرص المتوافرة لنا لجعل العالم أقل انبعاثات كربونية وأكثر استدامة. وتحتاج أوروبا إلى مزيد من الاستثمارات في الطاقة الخضراء".
وكان راتكليف كتب مقالاً في "صنداي تليغراف" خلص فيه إلى أن بريطانيا ستتخلف عن أوروبا في مجال الطاقة الهيدروجينية، ذلك على الرغم من الشعارات السياسية من حكومة المحافظين بقيادة رئيس الوزراء بوريس جونسون بجعل أوروبا مركزاً لطاقة الهيدروجين وعن الريادة في مجال مكافحة التغيرات المناخية. وتستضيف بريطانيا الشهر المقبل قمة المناخ العالمية "كوب 26" التي على رأس جدول أعمالها حاجة العالم للاستثمار الكبير والسريع في الطاقة الخضراء النظيفة لخفض الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري المسؤول عن تغيرات المناخ.
الطاقة الهيدروجينية
ويتم إنتاج غاز الهيدروجين في مشروعات الطاقة الهيدروجينية عن طريق إما اصطياد الغاز من الهواء وتخزينه وإعادة استخدامه أو تكسير جزيئات الماء لينطلق منها غاز الهيدروجين وغاز الأوكسجين. ويتم تجميع الهيدروجين ومعالجته ليستخدم في المحركات وغيرها. وتسمى عملية تكسير الماء (تحليل مائي Electrolysis) وتحتاج إلى طاقة لتشغيل محطات إنتاج الهيدروجين بتلك الطريقة.
وستبني شركة "إينيوس" أول وحدة لإنتاج طاقة الهيدروجين في النرويج، حيث ستنتج الغاز من تكسير جزيئات المياه. وتم التخطيط لأن تكون مصادر الطاقة لتشغيل المحطة كلها خضراء مستدامة بحيث يكون المشروع خالياً تماماً من الانبعاثات الكربونية. وينقل الغاز من محطة الإنتاج إلى محطات تموين السيارات التي تعمل بالهيدروجين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول راتكليف إن الطاقة من غاز الهيدروجين تنتج بصفر كربون، وكل ما تحتاجه هو الاستثمار الحكومي في البنية التحتية لتموين السيارات وخطوط أنابيب لتوصيل الغاز للمنازل مثل الحال مع الغاز الطبيعي. ويؤكد أن شركته اختبرت بالفعل كيف أن غلايات التدفئة في البيوت، التي تعمل بالغاز الطبيعي مع انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الجو، يمكن استبدالها بغلايات تدفئة تعمل بغاز الهيدروجين من دون مشكلات تذكر. ولن يصدر عنها أي انبعاثات ملوثة للبيئة على الإطلاق.
عوامل ثلاثة
ويحتاج التحول للطاقة الهيدروجينية النظيفة إلى ثلاثة عوامل. الأول هو أن تنتج قطاعات استهلاك الطاقة محركات وغلايات وغير ذلك تعمل بغاز الهيدروجين. والثاني هو محطات إنتاج الهيدروجين، مثلما تفعل شركة "إينيوس". والثالث والأهم هو استثمار الحكومات في البنية التحتية لتوصيل غاز الهيدروجين لمحطات تموين السيارات وإلى البيوت.
وفي هذا العامل الأخير، تتخلف بريطانيا عن دول أوروبية ما جعل الشركة تبدأ في دول أخرى مجهزة لاستغلال الطاقة الهيدروجينية. على سبيل المثال، تستثمر ألمانيا أكثر من 10 مليارات دولار (9 مليارات يورو) في تجهيز 200 محطة تموين سيارات بالهيدروجين. بينما المحطات المماثلة في بريطانيا تعد على أصابع اليد الواحدة.
ويأتي إعلان "إينيوس" بعد عام على تخليها عن قرارها بإنتاج سيارة الدفع الرباعي "غرينادير" في مصنع في ويلز ببريطانيا كان سيوفر أكثر من 500 فرصة عمل. وقالت الشركة إنها ستنتج السيارة في مصنع قديم لشركة "مرسيدس بنز" في فرنسا يجري إعادة تأهيله.
وفي مقال له في "صنداي تليغراف" قال راتكليف إن الشركات في القطاعات المختلفة بدأت في إنتاج نماذج لمحركات تعمل بالهيدروجين. وضرب مثلاً بشركة "مرسيدس" و"هيونداي" و"بي أم دبليو". كما أعلن أن شركته ستنتج سيارة "غرينادير" تعمل بالهيدروجين إلى جانب السيارة الكهربائية.
وعن المقارنة بين الهيدروجين والكهرباء في السيارات أشار راتكليف إلى أن هناك مشكلة في حال محاولة تشغيل الباصات وسيارات النقل والشاحنات الكبيرة بالكهرباء. ففي تلك الحالة ستحتاج كل سيارة لتزويدها ببطاريات تزن عدة أطنان ولن يكون سهلاً عليها التوقف للشحن لساعات في محطات شحن السيارات بالكهرباء. أما خزان وقود الهيدروجين فلا يختلف كثيراً عن خزان وقود البنزين والديزل.
