Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات بيروت أحيت ذكريات الحرب لدى الجالية اللبنانية في فرنسا

يعتبر البعض أن الهدف منها إعادة صدمات المعارك لدفع الناخبين إلى التصويت الطائفي في الاستحقاق التشريعي عام 2022

صورة من الأرشيف لتظاهرة أمام برج إيفل داعمة للحراك اللبناني (أ ف ب)

عند مدخل سوبرماركت باريسي، تمدّ أوديت الحلو شينو لائحة تسوّق للزبائن، قائلة "إنها للبنان"، قبل أن تروي لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي صدمتها بعد أن ذكّرتها الاشتباكات العنيفة في بيروت بطفولتها في بلد في حالة حرب.

تروي الاختصاصية النفسية التي تعمل في لبنان غالبية الوقت، "نشأت خلال الحرب، كان لها وقع سيّء للغاية عليّ... ما زلنا نعيش الأجواء ذاتها، لم يتغير شيء".

ذكريات الحرب

تشرح أوديت الحلو شينو (44 سنة) كيف قضت نهار الخميس على أريكتها، إذ "لا يوجد لبناني لم يكُن أمام تلفازه ويتساءل: ألن ينتهي هذا؟".

يومها، أسفرت تظاهرة في بيروت نظمها "حزب الله" وحليفته "حركة أمل" عن اشتباكات امتدت لساعات، واتهم التنظيمان الشيعيان "حزب القوات اللبنانية" بنشر قناصين لاستهداف مناصريهما، وهو ما نفاه التنظيم المسيحي.

قُتل سبعة أشخاص وأصيب العشرات في أعنف اشتباكات عرفها لبنان منذ أعوام، وأحيت ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975-1990 التي راح ضحيتها أكثر من 150 ألف شخص.

جاءت الحرب على خلفية توترات طائفية تُتهم النخبة السياسية الحاكمة منذ انتهائها قبل 30 عاماً بأنها لم تعمل على تهدئتها. تقول الاختصاصية النفسية "الكل يريد الانتقام: مسيحيون ومسلمون".

لبنان الذي يعاني من الإفلاس بعد أعوام من الإدارة الكارثية للقطاع المالي، يعاني أيضاً من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ عام 1850، وفق البنك الدولي. جعلت هذه الأزمة 78 في المئة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

"الإذلال الشامل"

أوديت الحلو شينو التي قضت حياتها بين فرنسا ولبنان، شاركت في تأسيس "الجمعية اللبنانية لضحايا الإرهاب" من أجل توفير رعاية نفسية للمصابين بصدمات. وتحضّر الجمعية الآن الطعام ومنتجات النظافة وترسلها في حاويات.

تضيف الناشطة "لم أتصور أنني سأفعل هذا من أجل بلدي. الناس مجبرون على التسول. لم يعُد هناك كهرباء وغاز وبنزين وأدوية. الإذلال شامل". وتخلص إلى أنه "إذا لم يكن هناك حل عميق، فسنتجه إلى حرب أهلية".

عادت هناء جبور (49 سنة) هذا الصيف مع أطفالها الثلاثة إلى فرنسا، البلد الذي غادرته قبل عشرة أعوام للمساعدة في "إعادة بناء" لبنان. تتنهد المرأة قائلة "لقد آمنت بذلك".

لكن راتب مديرة التسويق تقلّص مع هبوط الليرة اللبنانية التي فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار ومدخراتها عالقة في البنك في ظل قيود صارمة على عمليات السحب.

تأسف جبور أن احتجاجات 2019-2021 التي اتحد خلالها اللبنانيون ضد الطبقة السياسية وساروا "يداً بيد في الشوارع على اختلاف طائفتهم"، لم تؤدِ إلى أي تغيير.

القتال في بيروت الخميس "أحبطها"، وتقول "بكيت" بعد أن شاهدت صور الأطفال المذعورين في المدارس الذين "رأيت نفسي مثلهم، تحت المكاتب، أحضن المعلمة أثناء نزول القذائف في مكان قريب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نظام فاسد

جاءت تظاهرة "حزب الله" و"حركة أمل" للمطالبة باستبدال طارق بيطار، القاضي المسؤول عن التحقيق في الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020 وخلّف أكثر من 200 قتيل وذلك بعد أن أصدر الثلاثاء مذكرة توقيف بحق وزير سابق ينتمي إلى "حركة أمل" في هذه القضية.

بدورها، استنكرت المغنية وكاتبة السيناريو ميشيل كسرواني التي أتت إلى باريس قبل عامين ما حصل. وتقول "كانت تظاهرة لحماية السياسيين، مع متظاهرين مسلحين منذ البداية"، مضيفة "انفجر نظام فاسد في وجوهنا".

كان هدف التظاهر في رأيها "إحياء صدمات الحرب في لبنان قبل الانتخابات" لدفع الناخبين إلى التصويت الطائفي في الاستحقاق التشريعي عام 2022.

يوافقها خاتشيك غصن (27 سنة) الرأي، ويصف ما جرى بأنه "غير مقبول... حرب أهلية مصغرة قادها من بدأوا الحرب عام 1975".

سيجمع الشاب الطعام السبت في السوبرماركت ذاته. ويقول العامل الاجتماعي الذي جاء إلى فرنسا للدراسة عام 2020، إنه "ضد عقلية الإعانة"، لكن بالنسبة إلى لبنان "هذا هو الحل الوحيد في الوقت الراهن".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي