Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تحمي موقع تمثالي بوذا اللذين دمرتهما في 2001

أكدت الحركة التزامها بحماية التراث التاريخي لأفغانستان وتحملها مسؤوليته

أفراد من طالبان يحرسون الموقع الذي كان يقف فيه تمثال بوذا قبل أن تدمره طالبان في مارس 2001 (أ ف ب)

في باميان، الوادي الأسطوري وسط أفغانستان، يتولى مقاتلون من "طالبان" حراسة التجويفين اللذين كانا يضمان التمثالين العملاقين المشهورين لبوذا وفجّرهما قادتهم في 2001.

وكتب على لوحة برونزية ثبتت في الحجر "سلطة طالبان دمرت تمثالي بوذا في 2001"، بينما يبدو الملل الشديد على الحارسين في الموقع الذي رفعت فوقه راية على بعد مترين.

لا تعليق على التفجير

وقال علي أولومي، المؤرخ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة ولاية بنسلفانيا أبينغتن بالولايات المتحدة، إن الملا محمد حسن أخوند الذي تم تعيينه رئيساً للوزراء لحكومة "طالبان" الشهر الماضي هو "أحد من يقفون وراء تدمير تمثالي بوذا".

وعندما يسأل عن مدى صوابية تفجير التمثالين الذي مثل واحدة من أكبر الجرائم ضد التراث العالمي، لا ينجح سيف الرحمن محمدي، العضو في "طالبان" الذي تم تعيينه أخيراً في إدارة الشؤون الثقافية لإقليم باميان، في إخفاء شعوره بالحرج.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، "حسناً. لا يمكنني التعليق". وأضاف، "كنت صغيراً جداً. إذا فعلوا ذلك حينذاك فلأن الإمارة الإسلامية كانت لديها أسبابها".

وتابع، "لكن، المؤكد أننا الآن ملتزمون بحماية التراث التاريخي لبلدنا. إنها مسؤوليتنا".

وقد تحدث أخيراً عن هذا الموضوع عبر "سكايب" مع مسؤولين من منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) انتقلوا إلى باكستان، وطلب منهم العودة إلى أفغانستان مؤكداً ضمان سلامتهم.

وادي باميان... ملتقى الحضارات

ويقع وادي باميان الرائع على ارتفاع 2500 متر في قلب سلسلة جبال هندو كوش، وهو أقصى نقطة في الغرب وصلت إليها البوذية، ما جعله مكاناً مهماً للحج.

وعلى مر القرون تقاطع تأثير الحضارات الهندية والفارسية والتركية والصينية والمغولية واليونانية في هذا الموقع، ليشكل ملتقى فريداً لهذه الحضارات في العالم التي تركت وراءها في العديد من المواقع إرثاً غير عادي لم يكتشف سوى القليل منه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مسؤولون محليون وموظفون سابقون باليونسكو في باميان، لاجئون في الخارج أو مختبئون، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ألف قطعة لا تقدر بثمن كانت مخزنة في ثلاثة مستودعات في باميان سرقت أو دمرت مع استيلاء "طالبان" على السلطة في منتصف أغسطس (آب) الذي تم في الولاية بلا عنف عملياً.

وقال محمدي، "أؤكد حدوث عمليات نهب، لكن ذلك كان قبل وصولنا، بسبب الفراغ الذي خلفته السلطات السابقة عندما هربت. نحقق ونحاول استعادتها، ولدينا خطط لذلك. وعمل مركز اليونسكو الثقافي مستمر".

وأشار صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن نجارين يعملون في المبنيين الضخمين المطلين على باميان وأوشكوا على الانتهاء. وكان من المقرر افتتاح المشروع الذي كلف نحو عشرين مليون دولار، وموّلته اليونسكو وكوريا الجنوبية، في أوائل أكتوبر (تشرين الأول).

وقال فيليب ديلانغ، المسؤول عن برنامج الثقافة في مكتب اليونسكو بكابول، من بروكسل، التي انتقل إليها، "علينا الآن أن نرى كيف ستسير الأمور".

وأضاف، "حصلنا على الضوء الأخضر من نيويورك، وأفكر بالعودة إلى أفغانستان الأسبوع المقبل. الإدارة الحالية تريد عودتنا وتريد تعاوناً. يبدو أن الوضع آمن بدرجة كافية. سأرى كيف يمكنني أن أصل إلى باميان في أقرب وقت ممكن".

حماية التراث

وتؤكد "طالبان" في تصريحاتها منذ توليها السلطة رغبتها في حماية التراث الأثري الاستثنائي للبلاد على الرغم من الصدمة العالمية التي أحدثتها صور تمثالي بوذا عند انهيارهما وسحب الغبار التي انبعثت حينذاك.

وقال مدير الوفد الأثري الفرنسي في أفغانستان (دافا)، فيليب ماركيز، الموجود حالياً في فرنسا "نشعر أن هناك إرادة لديهم لقول إن الأمور تسير على ما يرام وإن التراث يهمنا".

وأضاف، "أدركوا أن نشاطات حماية التراث توفر عملاً ودخلاً منتظماً"، بينما تشهد البلاد وضعاً اقتصادياً كارثياً. وتابع ماركيز، "أعتقد أنهم براغماتيون ويقولون لأنفسهم: علينا أن نجعل بلادنا تعمل ما ينجحها".

بانتظار ذلك، هناك قطع من تمثالي بوذا، كتل من الحجر الرملي تظهر عليها أثر ضربات من القرن السادس في بعض الأماكن، تحت مظلات رديئة من الخشب واللوحات التي مزقتها رياح الوادي.

نجا التمثالان في القرن السابع عشر من اعتداءات الإمبراطور المغولي أورنغزيب وفي القرن الثامن عشر من هجمات ملك الفرس نادر شاه الذي كان مصمماً على تشويههما.

وبعد سنوات من الأخذ والرد، اتخذ متخصصون عالميون قرارهم بالإجماع: لن يعاد بناؤهما من جديد.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار