Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أكتوبر الوردي" يحث نساء فلسطين على "الصورة غير العادية"

32 في المئة من الإصابات بين السيدات هي بسرطان الثدي

جانب من فعالية "الحركة بركة" في رام الله للتوعية بسرطان الثدي من تنظيم مركز دنيا لتشخيص أورام النساء (اندبندنت عربية)

"لازم المرض والدتي أول مرة لسنتين وثلاثة أشهر، خضعت خلالها لعملية استئصال جزء من المعدة، وخمس جلسات علاج كيماوي، وتلك كانت من الأوقات الصعبة في حياة جميع أفراد الأسرة"، هكذا تروي إحدى الشابات الفلسطينيات قصة إصابة والدتها بسرطان الثدي.
وتتابع الشابة أن شفاء والدتها كان مؤقتاً، إذ عاد المرض مجدداً بعد مدة بشكل أعنف، وبدأ ينتشر في جسدها بسرعة، ولأن جائحة كورونا كانت في أوجها في فلسطين، كان صعباً في البداية على العائلة ترتيب السفر إلى الأردن لتلقي العلاج والمتابعة مع الطبيب. وبعد محاولات عدة بدأت الأم بعلاج بيولوجي، وفقدت القدرة على تناول الطعام والشراب، حتى توفيت بعيداً من أسرتها التي بقيت في فلسطين، بينما سافرت هي إلى الأردن لتلقي العلاج بسبب الظروف آنذاك.
وكانت إصابة الأم من أقسى اللحظات في حياة الأسرة، على الرغم من أنهم كانوا يحاولون تقديم الدعم لها وتشجيعها على تلقي العلاج، وإعطائها الأمل دائماً بالشفاء، بخاصة أنها كانت في حال نفسية سيئة وترفض التفاعل مع الناس، وتحرص على عدم رؤية نفسها من دون شعر، خوفاً من أن تشعر بتناقص جمالها، فكانت تطلب أن يوضع لها الشعر المستعار من دون أن ترى شكلها.

أعلى نسبة سرطان لدى السيدات

لم تكن هذه الحال الوحيدة التي توفيت بسبب مرض سرطان الثدي، إذ أظهرت بيانات وزارة الصحة في فلسطين أن 14 في المئة من وفيات السرطان شُخصوا بمرض سرطان الثدي، إضافة إلى أن 32 في المئة من الإصابات المسجلة بين السيدات العام الماضي كانت بسرطان الثدي، أي ما يقارب 520 حالة، 87 في المئة منها فوق الـ 40 عاماً، ليصبح أكثر أنواع السرطان المسجلة في فلسطين.


"تصورت؟ مش الصورة العادية"

كما في مختلف دول العالم، ينظم النشطاء والمراكز الصحية ذات العلاقة بأمراض السرطان خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام فعاليات مختلفة للتوعية بأهمية الفحص والكشف المبكر لسرطان الثدي، ففي الأول من الشهر الحالي نظم "مركز دنيا التخصصي لأورام النساء" ماراثوناً للعائلة وأنشطة موسيقية وعروض سيرك، تخللها توزيع مواد توعوية على المشاركين لتشجيع النساء على إجراء الفحص المبكر وصورة "الماموغرام" التي تعتبر أهم جزء في عملية التشخيص، ومن ثم تحديد مسار العلاج في حال تطلب الأمر.
وقالت مديرة "مركز دنيا" الطبيبة نفوز مسلماني إن "أكتوبر الوردي" سيشهد فعاليات توعوية عدة مع مختلف المؤسسات كالجامعات وغيرها، تحت شعار "تصورت؟ مش الصورة العادية، صورة الماموغرام"، بالشراكة مع دول عربية عدة.

وأضافت مسلماني أن "المركز يقدم خدمات التشخيص على مدى العام سواء في مقره أو من خلال العيادة الوردية المتنقلة التي زارت معظم القرى في محافظات نابلس ورام الله خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ تقف العيادة في مكان محدد وتقدم التشخيص الكامل للنساء والتوعية بكيفية الفحص الذاتي"، موضحة أنه "تم تشخيص 40 إصابة من بين 4517 سيدة خضعن للفحص في هذه العيادة".

فحص مجاني طوال الشهر

أما المتحدثة الإعلامية باسم جمعية "الحياة" لمكافحة مرض السرطان الطبيبة دانيا الخطيب، فأوضحت أنهم ينفذون حملات توعوية وخدماتية عدة على مدى العام لأنواع مختلفة من السرطان كالقولون والغدة وغيرهما، إضافة إلى حملة الفحص المجاني لسرطان الثدي لمختلف الأعمار بصرف النظر عن الحال المادية للسيدات والتي ستستمر على مدى الشهر الوردي، بحيث تشمل إجراء الفحوص الطبية والتصوير التلفزيوني وأخذ الخزعة وغيرها من الفحوص ذات العلاقة بتشخيص سرطان الثدي، إضافة إلى توفير الشعر المستعار وبناء الحواجب في حال فقدت المصابة شعرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت الخطيب، "يتخلل هذه الحملات دعم نفسي وإرشاد، ولا تكون موجهة للسيدات أو المرضى فقط، بل لجميع أفراد الأسرة. وعلى الرغم من أن انتشار فيروس كورونا قلل من هذه الأنشطة، إلا أن هناك حملات مستمرة بشكل آخر"، مشيرةً إلى أن "الحملات التوعوية أسهمت في زيادة الوعي والكشف المبكر الذي بدوره يرفع فرصة العلاج والشفاء من المرض".

غياب الدعم المادي

على الرغم من تعدد الفعاليات والأنشطة التي تقام خلال هذا الشهر، إلا أن هناك صعوبات عدة تواجه هذه المراكز الخاصة، أبرزها الافتقار إلى الدعم المادي، فبالنسبة إلى مسلماني فإن "عمل مركز دنيا غير ربحي ولا يغطي سوى 40 في المئة من المصاريف، كما أن العيادة الوردية تحتاج هذا العام إلى تمويل خاص من أجل استمرار تقديم الخدمات للنساء في المناطق البعيدة في مختلف المحافظات".

أما الخطيب فتقول إن "معظم أنشطة الجمعية تُنفذ من دون دعم خارجي، ما يؤثر في نوعية النشاطات وقدرة الطاقم على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس للتوعية، بخاصة أن جمعية الحياة تعمل مع كل مصابي السرطان وليس فقط نوعاً محدداً، وكل فئة تحتاج أنشطة مختلفة".
 


المراكز الحكومية تقدم فحوصاً مجانية

إضافة إلى المراكز الخاصة التي تقدم خدمة الفحص التشخيصي لمرض سرطان الثدي والصور المرتبطة به مثل "الماموغرام" وغيرها، فإن وزارة الصحة الفلسطينية تقدم هذه الخدمة بشكل مجاني في 12 مركزاً موزعة على مختلف المحافظات لتوفير أكبر تغطية جغرافية ممكنة، وتقليل الوفيات والإصابات الخطرة بهذا المرض.

المزيد من صحة