Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ربع المصابات بسرطان الثدي لم يتلقين العلاج السنة الماضية في إنجلترا

معظم تلك الحالات التي تصل إلى أكثر من عشرة آلاف، هي في المراحل المبكرة من المرض أي أكثر قابلية للعلاج

تحري سرطان الثدي عند النساء عبر إجراء تصوير بالأشعة السينية التي تلعب دورا رئيسيا في الإستكشاف المبكر للمرض (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن أعداد المرضى الإناث اللاتي بدأن العلاج من سرطان الثدي في إنجلترا منذ بداية جائحة "كورونا" أقل بما يربو على 10 آلاف مريضة مقارنة مع العام السابق.

ومعظم الحالات "غير الموجودة" بين صفوف المريضات اللاتي يخضعن للعلاج، تعد في مرحلة مبكرة من سرطان الثدي، التي عادة ما تكون أكثر قابلية للعلاج، وفق مركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK.

وحسب تقديرات المؤسسة الخيرية، فإن مجموع المرضى الإناث اللاتي بدأن علاج سرطان الثدي تضاءل بعشرة آلاف و600 مريضة تقريباً، ويشكل أكثر من ربع إجمالي حالات السرطان "التي لم تشرع في العلاج" البالغ عددها 38 ألفاً في العام الماضي، من جراء الجائحة التي أدت إلى توقف خدمات الرعاية الطبية والفحوص الخاصة بهذا الداء.

للأسف، سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة المتحدة، ويودي بحياة حوالى 11 ألفاً و500 امرأة سنوياً. وستواجه امرأة واحدة من كل سبع نساء في بريطانيا سرطان الثدي في مرحلة ما من حياتها، مع تشخيص امرأة واحدة بالإصابة به كل 10 دقائق.

قبل ظهور جائحة "كورونا"، تراجعت وفيات سرطان الثدي في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، لكن عدداً من الخبراء يخشون أنه وفق الإحصاءات الجديدة، ربما يضيع التقدم الذي تحقق بشق الأنفس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجائحة المتواصلة عطلت بشكل كبير خدمات الرعاية الطبية الخاصة بسرطان الثدي في بريطانيا، وذلك بعدما توقف برنامج فحوص الثدي لدى مؤسسات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس"NHS ) طوال أشهر عدة. ولم تستأنف الحملات الروتينية لإجراء فحص الثدي (التصوير الشعاعي للثدي أو "الماموغرام" كما يعرف) إلا بعد مرور الموجة الأولى من "كورونا"، لذا يرجح أن الحالات "غير الموجودة" لم تخضع لفحص الثدي، من ثم لم تُرصد.

وأضاف مركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" أن نساء كثيرات أجلن أيضاً التماس المساعدة في ما يتعلق بأعراض الإصابة بالسرطان مخافة الإصابة بـ"كوفيد- 19"، فضلاً عن أنهن لا يردن لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أن تكتظ بالمرضى، وعوض ذلك آثرن البقاء في المنزل.

كذلك تحث المؤسسة الخيرية النساء اللاتي يكابدن أعراضاً على أن يتقدمن إلى إجراء الفحص متى يطلب منهن ذلك.

ولكن في الوقت نفسه، كما ذكر المعهد، سيلزم أن تكون لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" القدرة على علاج تلك النساء عندما يدخلن نظام الرعاية الصحية.

ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمعهد "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" قالت، إن "هذه الأرقام تبعث على القلق، وإن التقدم سيتباطأ خلال السنوات المقبلة بعد اكتشاف التأثير الحقيقي الذي تطرحه الجائحة".

"أخذت بوادر التعافي تظهر على "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، ولكن ما زال يتعين بذل جهد كبير من أجل الحد من تراكم حالات السرطان المتروكة من دون علاج في أسرع وقت ممكن، للمساعدة في الحؤول دون وقوع وفيات في المقدور تفاديها نتيجة الجائحة. على الحكومة البريطانية أن تحرص على توفير التمويل الكافي للموظفين ومعدات التشخيص والبحوث اللازمة بغية تعزيز رعاية مرضى السرطان في شتى أنحاء المملكة المتحدة على المدى الطويل، من ثم منح المصابين بالسرطان الفرصة الأفضل للنجاة من مرضهم".

تحدث في هذا الشأن أيضاً البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير الأطباء السريريين في معهد "بحوث السرطان في المملكة المتحدة"، فقال، إنه "بالنظر إلى الاضطراب الهائل الذي ترزح تحته خدمات الرعاية الخاصة بالسرطان، للأسف، ليست هذه الأرقام مفاجئة. ونلاحظ الأثر المترتب عن التوقف الموقت لفحص الثدي الذي يكتشف ثلث حالات سرطان الثدي تقريباً".

"ولكن من المهم أن تتذكر السيدات أن فحص السرطان مخصص لمن لا يعانين أعراضاً، لذا من الضروري رجاء عدم انتظار الفحص عند ملاحظة أي أمر غير مألوف، إنما عليك أن تتواصلي مع طبيبك العام. في معظم الحالات لن تكون الحالة سرطاناً، ولكن إذا تبين أنها كذلك، يمنحك رصده مبكراً أفضل فرصة للنجاة"، ختم البروفيسور سوانتون.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة