Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل انتهى عصر "الدش"؟

التنافس الشديد على البث عبر الإنترنت يهدد استمرار بث الفضائيات

البث الرقمي عبر الإنترنت يهدد زمن الأطباق الفضائية   (أ ف ب)

تستعد شبكة قنوات "سكاي" للكشف عن عدة تطورات تقنية رقمية نهاية هذا الأسبوع في سياق استراتيجية جديدة للحفاظ على مشتركي الشبكة التي كانت سبّاقة في بث التلفزيون باشتراكات في بريطانيا وإلى حد ما في أوروبا، مباشرة أو عبر شراكات.

ومن المتوقع أن يكون في قلب إعلان الشبكة طرح خدمة البث التلفزيوني عبر الإنترنت (IPTV) وأيضاً طرح أجهزة تلفزيون ذكية مدمج فيها خدمتها الجديدة. وهكذا تدخل "سكاي" في منافسة ليس فقط مع رواد البث التلفزيوني عبر الإنترنت مثل "أمازون"، وإنما أيضاً مع شركات مثل "سامسونغ" و"أل جي". ربما يكشف النقاب الخميس عن التلفزيون الجديد لشبكة "سكاي غلاس" الذي سيطرح متضمناً خدمة البث عبر الإنترنت لـ"سكاي" مع محتوى بث رقمي آخر. وسيكون في ثلاثة موديلات: 43 بوصة، و55 بوصة، و65 بوصة ويبدأ سعره من 650 جنيهاً استرلينياً (880 دولاراً).

وتوفر "سكاي" أغلب محتواها لمشتركيها في بريطانيا وأوروبا عبر البث الفضائي، الذي يحصل عليه المشتركون باستخدام أطباق التقاط "الستلايت" أو عبر "الكابل". ومع زيادة تغطية شبكات الكابل وتطور البث الرقمي عبر الإنترنت يتوقع البعض أن عصر البث الفضائي و"الساتلايت" و"الدش" لالتقاط إشارته سينتهي قريباً.

وكان ملياردير الإعلام الأسترالي روبرت ميردوخ أول من أدخل خدمة التلفزيون باشتراك عبر "الساتلايت" و"الدش" في بريطانيا قبل نحو ثلاثة عقود. واعتبرها البعض وقتها مغامرة أن ينافس شبكات البث للتلفزيونات العامة مثل "بي بي سي" و"آي تي في".

البث الفضائي والرقمي

تحاول الرئيس الجديدة لشبكة "سكاي"، دانا سترونغ، التي تولت مهامها في يناير (كانون الثاني) من هذا العام، أن تترك بصمتها على الشبكة وتحافظ على نصيبها من سوق البث التلفزيوني باشتراك عبر تطورات تقنية تواكب متطلبات السوق.

لكن البث الرقمي عبر الإنترنت والبث التدفقي وغيره من أشكال البث لن تعني نهاية سريعة للبث الفضائي والتقاطه عبر أطباق "الساتلايت". فهناك محطات التلفزيون المجانية التي تظل تبث فضائياً، أو عبر شبكات "الكابل" لبثها الفضائي أيضاً. وحتى خدمة التلفزيون باشتراك لن تتحول بالكامل بسرعة بعيداً من البث الفضائي و"الدش".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تنقل صحيفة "الديلي تلغراف"، السبت، عن جيمس بارفورد، من شركة "إندرز أناليسيز"، توقعه أن ذلك التحول الكامل "قد يأخذ سنوات". ويضيف بارفورد، "مثال واضح على ذلك من إسبانيا، حين بدأت شركة تليفونيكا، أكبر شركة اتصالات هناك، خدمة البث الرقمي عبر الانترنت (آي بي تي في). واندمجت الشركة مع شبكة "كنال بلوس" الفضائية الإسبانية في 2015. بالتالي حصلت على كل محتوى الشبكة لتبثه رقمياً عبر الإنترنت. عند الدمج كان نصيب البث الفضائي من إجمالي المشتركين بنسبة 37 في المئة. والآن بعد خمس سنوات على الاندماج يظل نصيب البث الفضائي بنسبة 11 في المئة، أي حوالى 400 ألف مشترك".

ويقول جيمس بارفود، "سيأتي اليوم الذي تصبح فيه كلفة البث الفضائي عبر الساتلايت والدش، أكبر من العائد الذي يتم تحصيله من المشتركين الذين يتلقون الخدمة عبر البث الرقمي. لكنه يرى أن هذا اليوم ما زال يبعد سنوات" عن الحدوث.

النصيب من السوق

قبل ثلاثة أعوام اشترت شركة "كومكاست" الأميركية شبكة "سكاي" ضمن صفقة لشراء جزء من امبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية. وأصبحت "سكاي"، التي دفعت فيها كومكاست 30 مليار دولار، جزءاً من المجموعة الإعلامية والترفيهية الأميركية.

لكن دان سترونغ تريد أن تستعيد سكاي مكانتها بالدخول في أشكال البث الجديدة ومنافسة شركات البث التدفقي مثل "نتفليكس" وغيرها. وفي أول مناسبة عامة تشارك فيها قبل أيام، قالت سترونغ أمام جمعية شبكات التلفزيون الملكية في كامبريدج، "قطاعنا قوي بما يكفي ولديه القدرة على التكيف". وأضافت، "مستوى الابتكار والإبداع يعطيني ثقة كبيرة. على رغم كل الحديث في الصحافة والإعلام عن نهاية عصر التلفزيون فإن العلامات التجارية الكبرى في المجال ما زالت موجودة وتنمو أيضاً. كما أن نسب المشاهدة وأعداد المتابعين في ازدياد وقيمة هذه الشركات تنمو وترتفع".

ربما يكون تركيز القيادة الجيدة لـ"سكاي" هو للحفاظ على مشتركيها في أوروبا البالغ عددهم 23 مليوناً، وهو نصيب يجعلها أكبر خدمة تلفزيون مدفوعة في القارة. ولا تريد أن تفقد الشبكة أياً من مشتركيها مع توفر خيارات البث الرقمي والبث التدفقي من منافسين.

في الربع الثاني من هذا العام، ارتفعت مبيعات "سكاي" بنسبة 28 في المئة، لتصل إلى 5.2 مليار دولار. لكن أرباح الشبكة تراجعت في الربع الثاني بنسبة 25 في المئة لتصل إلى 560 مليون دولار. وربما تكون المنافسة أمامها أكبر في السوق الأميركية حيث ستطرح شركة "أمازون" جهاز التلفزيون الذكي الخاص بها في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. أما شركة "فيرجين ميديا" فتبدأ في طرح البث الرقمي (آي بي تي في) بنهاية هذا العام.

وقد أزيلت آخر العقبات التنظيمية أمام البث الرقمي في بريطانيا بعد اتفاقات مع شبكات التلفزيون العامة مثل "بي بي سي" والقناة الرابعة. ولدى "سكاي" ميزة تمكنها من المنافسة تتمثل في قدرتها على عقد صفقات المحتوى مع شركاء مثل "نتفليكس" و"ديزني+" وغيرها لتقدم المحتوى الخاص بها عبر أجهزتها للتلفزيون الذكي وخدمة البث الرقمي المتضمنة فيها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير