Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جورج شلهوب: أعمالنا الدرامية معلقة في الهواء 

 ممثل ومخرج درس في بيروت وأميركا يعتبر ان العمل التلفزيوني يحتاج الى إبداع جماعي

الممثل والمخرج اللبناني جورج شلهوب (صفحة الممثل على فيسبوك)

برز اسمه كممثل مع أنه عمل أيضاً في مجالي الإنتاج والإخراج. ركز تجربته التمثيلية على التلفزيون، على عكس زملائه في معهد الفنون الذين أعطوا الأولوية للمسرح. لم يكتف بالدراسة في لبنان بل سافر إلى أميركا ودرس فيها الإخراج والإنتاج التلفزيونين، وألحقها بدورات تقنية في مجالي التصوير والإخراج.

سعى إلى رفعِ مستوى الصناعة الدرامية اللبنانية لكن الظروف وقفت ضده، ففرض اسمه كممثل بشكل قوي في العصر الذهبي للتلفزيون.

يضم رصيده كثيراً من المسلسلات منها: "المشوار الطويل"، و"مذكرات ممرضة"، و"ليالي شهرزاد"، و"يسعد مساكم"، و"رحلة العمر"، و"الصمت"، و"القناع"، و"الطائر المكسور"... وشارك في أفلام: "حبل كالوريد"، و"الحجاب"، و"شبح من الماضي" و"الفاتحة". أنتج 3 أعمال هي: "سجين بين الأصابع" و"شبح من الماضي" و"مسافر بلا هوية"، وأخرج مسرحية "اليوم زفتها" ومسلسلي "سجين بين الأصابع" و"فارس الأحلام".

مع فرنسيس كوبولا

بداية قارن جورج شلهوب بين تجربته وتجارب معظم الممثلين الذين تخرجوا في معهد الفنون، الذين فضلوا العمل في المسرح بينما هو كرس معظم تجربته للعمل في الدراما التلفزيونية قائلاً: "قبل التخرج في الجامعة، شاركت في كثير من الأعمال المسرحية الكلاسيكية والمودرن مع جورجيت جبارة، ولكنني لم أمثل في مسرح الجامعة بسبب كثرة الغبار، ولأنه لم يكن يوجد مراحيض. وخلال وجودي في الجامعة اشتغلت في التلفزيون لأنه عرضت عليّ أعمال جيدة، وكانت البداية مع نص للكاتب الفرنسي مارسيل بانيول اقتبسه الكاتب فارس يواكيم وكان بعنوان "المشوار الطويل". كنت بحاجة إلى العمل، لكنهم عارضوني في الجامعة واعتبروا أنه يجب أن أعمل فقط مع الأساتذة، مع أن الممثل يعيش من وراء مهنته".

 ويضيف مستعيداً بعضاً من ماضيه: "في مرحلة لاحقة حصلت على منحة لدراسة السينما والتلفزيون في أحد المعاهد في ولاية أوهايو الأميركية، ولكن المواضيع لم تعجبني، فانتقلت إلى لوس أنجليس ودرست في "أميركان فيلم انستيوس" وهو من أهم المعاهد في العالم، ومكثت هناك عاماً كاملاً ثم عدت خلال الصيف إلى لبنان وبقيت فيه. ومع أن الحرب الأهلية اللبنانية كانت اندلعت، فلم أغادر مجدداً إلى أميركا مع أنه كان بإمكاني أن أعمل هناك، وتم تسجيل اسمي للعمل كمساعد مخرج مع المخرج فرنسيس كوبولا، وكان يحق لي بعد انتهاء العام الدراسي أن أقوم بإخراج فيلم بتمويل من المعهد. في كل الأحوال الإخراج لا يُدرس، بل الذي يُدرس هو كيفية صناعة الفيلم، والباقي يتوقف على الرؤية التي يملكها الشخص".

وعما إذا كان لبنان حقق له ما كان يحلم به، يجيب: "عندما عدت إلى لبنان تواصلت مع شخص اسمه عبد الله الشماس وهو ابن نجيب الشماس زوج الفنانة صباح، وكانت لديه اتصالات مع شركة "وورنر براذرز" وكان مديرها في روما لمدة ثلاثة أعوام، وكنت قد اتفقت معه على أن تقوم الشركة بمعظم الإنتاجات في لبنان. ولكن البلد كان في حالة يرثى لها في تلك الفترة، فتحطمت كل أحلامي. عندما كنت في "أم سي أي" سألوني عن البرامج التي يمكن أن يشتروها من لبنان، فشعرت بالخجل لأننا كنا في بداية الإنتاجات التلفزيونية ولم يكن يوجد لدينا في الأساس معدات حديثة. كان بالإمكان أن نحصل على كل شيء لو لم تتدهور الأحوال في لبنان".

3 مسرحيات

في المقابل، لا يخفي شلهوب حبه الكبير للمسرح، إذ: "شاركت في عدة مسرحيات بعضها تمثيلاً وإخراجاً وبعضها الآخر إخراجاً. وخلال وجودي في المعهد شاركت في ثلاث مسرحيات هي "أنا ناخب" و"جمهورية الحيوانات" للمخرج شكيب خوري و"المهرج" لـمحمد الماغوط، ومن إخراج يعقوب الشدراوي. أنتجت حينذاك فيلماً سينمائياً هو "شبح من الماضي" مع المخرج جورج غياض، وتوليت إدارة العمل، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، إلى أن جاءت الضربة بارتفاع سعر الدولار وتراجع الليرة اللبنانية، وبإقفال بعض المناطق اللبنانية وحصول انتفاضة داخلية في المناطق المسيحية. وهذا ما تسبب لنا في خسائر كبيرة مع أننا كنا نقيم أربع حفلات يومي السبت والأحد. ثم قمت بإخراج وإنتاج مسلسل "سجين بين الأصابع" لـ"أل بي سي" تسبب لي في خسائر إضافية بسبب ارتفاع سعر الدولار أيضاً. كل ما حصل معي كان سببه الحظ، ولكنني أحمد الله أنني بكامل صحتي، وهذا هو الأهم، والضرر الذي لحق بي كان مادياً فقط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل يرى أن من طموحه الكبير للجمع بين التمثيل والإنتاج والإخراج، الممثل وحده هو الذي بقي؟ يجيب: "عادة، لا ينتبه الناس إلى المخرج بل إلى الممثل. أنا كنت أول مخرج عربي يصور عملاً خارج الاستوديو، وهو كان مسلسل "سجين بين الأصابع" الذي أخرجته عام 1986، وكانت كل المسلسلات تصور خارجه. كنت أقول دائماً في الصحافة، إنه لا يصح أن يقتصر الأمر على هذا النوع من التصوير، بل يجب أن يكون هناك توازن بين التصوير الداخلي والتصوير الخارجي. وفي عام 2011 أخرجت مسلسل "فارس الأحلام" الذي شاركت فيه كممثل أيضاً. المخرجون كانوا يحبون التعامل معي كممثل لأنني صاحب قامة تمثيلية، وكل المخرجون العرب والفرنسيون والأميركيون الذين تعرفت عليهم، كان يقولون إنني مناسب للسينما. وأخيراً، صورت في المغرب مع فريق عمل فرنسي مسلسل بعنوان "الموسم الخامس" وهم طلبوني شخصياً من فرنسا وربما شاهدوا صوري عبر "غوغل". في كل الأحوال لا يوجد ما يستحق أن نتعب من أجله في العالم العربي".

تكنولوجيا حديثة

وعن السبب الذي يدفعه لكي يردد هذا الكلام، مع أن رصيده مزدحم بالأعمال، يجيب: "كل ما قدمته لا يساوي 10 في المئة مما كنت أطمح إليه. كعرب كان بإمكاننا أن ننافس العالم الغربي بإنتاجاتنا، لأنه يوجد لدينا كل التقنيات الحديثة والفريق المؤهل للعمل فيها، اللهم إذا تم اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب. لكن بعض المنتجين يريدون أن يحققوا الربح على حساب الممثلين والتقنيين، وهذا الأمر نهايته الفشل، ولولا المنصات لما كان ارتقى مستوى الإنتاج. يحتاج العالم العربي ما بين 6000 و7000 ساعة درامية، وكان يقتصر هذا الأمر في السابق على إنتاج ما بين 2000 و2500 ساعة درامية. فعندما فرضت النوعية نفسها فهي فرضت أيضاً تحسناً في الإنتاج، ولم يعد هناك إمكانية للتعامل مع ممثلين لمجرد أنهم يقبلون بأدوار ضئيلة أو بالتصوير ديجيتال بدل الاستعانة بمعدات حديثة".

شلهوب الذي شارك في العديد من الأعمال المشتركة، مع أنه سبق له أن انتقدها، يقول: "لست ضدها إذا كانت مبررة، وغياب الواقعية عنها يعني أن القيمين عليها يهمهم الكم وليس النوع. الدراما تحتاج إلى "دراماتورج" يخيط العمل ويتأكد ما إذا كان البناء الدرامي والشخصيات صحيح أم لا، وهذا النوع من الأعمال قليل جداً في الدراما العربية. وأحياناً يكتب شخص واحد مسلسلاً من 30 أو 60 حلقة، وهو يفعل ذلك أحياناً تحت ضغط السرعة ولا يملك الوقت للكتابة بتمعن وتمهل والعودة إلى ملفات الشخصيات. الـ"هاد رايتر" ضروري جداً بحيث يكون تحت تصرفه مجموعة من الكتاب، يعطي كل منهم المشهديات التي تتناسب مع القصة الأصلية".

وعن سبب ندرة الأعمال التي تترك بصمة، يوضح شلهوب: "لا يوجد في كل الأعمال اللبنانية وحدة مكان ووحدة زمان ووحدة حركة، والقصص معلقة في الهواء، ولا يوجد فيها الخلفية الاجتماعية التي تدور فيها الأحداث". 

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة