Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوتيريش يحذر واشنطن وبكين من "حرب باردة" جديدة

الأمين العام للأمم المتحدة "الاتفاق بين واشنطن ولندن لتزويد أستراليا بغواصات نووية قطعة صغيرة من أحجية أكثر تعقيداً"

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ ب)

في تحذير من حرب باردة جديدة محتملة ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الولايات المتحدة والصين بشأن ضرورة العمل على إصلاح علاقتهما "المختلة تماماً"، قبل أن تمتد المشاكل بين الدولتين الكبيرتين ذواتي النفوذ العميق إلى بقية الكوكب، يأتي ذلك قبيل انعقاد الدورة الـ 76للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط انشغال عالمي بجائحة كورونا، وأزمة المناخ وعدد من القضايا الملحة. 

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، الأميركية، الاثنين، قال غوتيريش، "إن القوتين الاقتصاديتين الرئيستين في العالم يجب أن تتعاونا بشأن المناخ وأن تتفاوضا بقوة أكبر بشأن التجارة والتكنولوجيا، حتى في ظل استمرار الانقسامات السياسية حول حقوق الإنسان والاقتصاد والأمن السيبراني والسيادة في بحر الصين الجنوبي"، واستدرك، "للأسف، اليوم لدينا مواجهة فقط". 

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، "نحن بحاجة إلى إعادة تأسيس علاقة وظيفية بين القوتين"، مشيراً إلى أن ذلك "ضروري لمعالجة مشاكل التطعيم، وتغير المناخ والعديد من التحديات العالمية الأخرى، التي لا يمكن حلها من دون علاقات بناءة داخل المجتمع الدولي بخاصة بين القوى العظمى".

مخاطر انقسام عالمي

وقبل عامين، حذر غوتيريش زعماء العالم من خطر انقسام العالم إلى قسمين، مع تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين بشأن الإنترنت والعملة وفرض قواعد تجارية ومالية، فضلاً عن "استراتيجياتهما الجيوسياسية والعسكرية الصفرية"، بحسب وصفه. وكرر هذا التحذير في لقائه مع وكالة "أسوشيتد برس"، مضيفاً، "إن الاستراتيجيتين الجيوسياسية والعسكرية المتنافستين ستشكلان مخاطر وتقسمان العالم، لذا هناك حاجة عاجلة إلى إصلاح العلاقة المتدهورة (بين البلدين)". وشدد بالقول "بأي ثمن نحن بحاجة إلى تجنب حرب باردة قد تكون مختلفة عن الحرب السابقة، وربما تكون أكثر خطورة وأكثر صعوبة في إدارتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدأت ما يسمى بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي وحلفائه في الكتلة الشرقية والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتهت بتفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. حين وقع صدام بين دولتين مسلحتين نووياً ذواتي أيديولوجيات متنافسة؛ الشيوعية والسلطوية من جهة، والرأسمالية والديمقراطية من جهة أخرى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، "إن الحرب الباردة الجديدة قد تكون أكثر خطورة، لأن عداء الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة خلق قواعد واضحة، وكان كلا الجانبين مدرك لخطر التدمير النووي، وذلك أنتج قنوات ومنتديات خلفية لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة". بينما "الآن، اليوم، أصبح كل شيء أكثر ميوعة، وحتى التجربة التي كانت موجودة في الماضي لإدارة الأزمة لم تعد موجودة".

تحالف أوكوس

وقال، "إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية حتى تتمكن من العمل من دون أن تُكتشف في آسيا، هو مجرد قطعة صغيرة واحدة من أحجية أكثر تعقيداً. هذه العلاقة المختلة تماماً بين الصين والولايات المتحدة".

والأربعاء الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تحالفاً دفاعياً جديداً باسم "أوكوس" بين بلاده وأستراليا وبريطانيا، موسعاً نطاق تقنية الغواصات الأميركية العاملة بالدفع النووي لتشمل أستراليا، إضافة إلى تقنيات الأمن الإلكتروني والذكاء الصناعي والقدرات البحرية تحت الماء.

وانتقدت وزارة الخارجية الصينية الاتفاقية ووصفتها بأنها تهدد السلام الإقليمي وتؤدي إلى سباق تسلح. كما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليغيان، ما وصفه بأنه "عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن". ويُنظر إلى الاتفاقية على نطاق واسع على أنها محاولة لمواجهة النفوذ الصيني في بحر الصين الجنوبي، المتنازع عليه بين دول المنطقة. 

"خيال"

وفي مقابلته مع "أسوشيتد برس"، تناول الأمين العام للأمم المتحدة ثلاث قضايا رئيسة سيواجهها قادة العالم هذا الأسبوع، تتمثل في أزمة المناخ المتفاقمة، ووباء كورونا الذي لا يزال مستعراً، ومستقبل أفغانستان الغامض في ظل حكم حركة "طالبان" المتطرفة، بعد أن استولت على السلطة في 15 أغسطس (آب) الماضي أعقاب انسحاب القوات الأميركية من البلاد بعد حرب استمرت نحو 20 عاماً. 

وبشأن الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة في أفغانستان، قال غوتيريش، "إنه من الخيال الاعتقاد بأن تدخل الأمم المتحدة سيكون قادراً فجأة على تشكيل حكومة شاملة، أو ضمان احترام جميع حقوق الإنسان، أو عدم وجود إرهابيين في أفغانستان على الإطلاق، أو وقف تهريب المخدرات".

 ومع ذلك أشار الأمين العام إلى "أنه على الرغم من أن الأمم المتحدة لديها قدرة ونفوذ محدود، فإنها تلعب دوراً رئيساً في قيادة الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى الأفغان". وأضاف، "الهيئة الأممية تلفت انتباه طالبان أيضاً إلى أهمية وجود حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان، وبخاصة بالنسبة إلى النساء والفتيات".

 

المزيد من تقارير