يبدو أن الموجة الرابعة من فيروس كورونا التي ضربت بقوة أخيراً ستلقي بظلالها مجدداً على حركة السينما المصرية والمهرجانات، إذ بدأت في إرباك حركة النشاطات مع ارتفاع أعداد المصابين. وبدأت الأزمة تندلع وتتأكد بعدما أعلن القائمون على تنظيم الدورة الأولى من مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية تأجيل الدورة للعام الثالث على التوالي، بسبب اعتذار كل الضيوف الأجانب عن عدم الحضور.
وأصدرت إدارة المهرجان بياناً كشفت فيه عن تأجيله والأسباب التي أدت إلى ذلك، وجاء فيه، "إلى عشاق السينما صناع وجمهور ونقاد، كان حلمنا على مدار عامين متواصلين إقامة مهرجان نوعي للسينما الفرانكفونية التي تستحوذ على مساحة كبيرة من المشهد السينمائي الدولي، وتواصلنا مع جميع الجهات المحلية والدولية من أجل دعم المهرجان ورعايته، خصوصاً أن الدورات الأولى للمهرجانات تعتمد على التمويل من الهيئات والشركات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. وفي الوقت الذي وجدنا فيه أيادي الدعم تمتد إلينا وتحدد يوم 11 سبتمبر (أيلول) الحالي موعداً للدورة الأولى للمهرجان، وقبل ساعات من الانطلاق اعتذر جميع الضيوف الأجانب من أعضاء لجان التحكيم والمكرمين وصناع الأفلام، بسبب الموجة الرابعة من وباء كورونا، وقرر العديد من الدول اتباع نظام الإغلاق التام كإجراء احترازي. لذلك لم نجد سبيلاً سوى تأجيل الدورة الافتتاحية للمهرجان رغم إعلان تفاصيلها على مدار الأسابيع الماضية بوسائل الإعلام المختلفة، مما يؤكد جاهزية المهرجان للخروج إلى النور".
تكريم هاني سلامة
وكانت أهم ملامح مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية، في نسخته الافتتاحية الأولى تكريم الفنان المصري هاني سلامة، تقديراً لمشواره السينمائي، وكان من المقرر أن يتضمن المهرجان المؤجل مسابقتين الأولى للأفلام الطويلة ويتنافس على جوائزها عشرة أفلام، منها اللبناني "قلتلك خلاص" إخراج إيلي خليفة، والقبرصي "مواطن مميز" من إخراج مارينوس كارتيكس، والروماني "الفتاة التي بال كلبها" إخراج أندري هوتولك، و"الزهرة الزرقاء" إنتاج مشترك ما بين صربيا وكرواتيا وإخراج زينكو أوجريستا، والمغربي "مرجانة" في عرضه العالمي الأول وهو من إخراج جمال السويسي، و"التائهون" في عرضه الدولي الأول، و"أطلس" إنتاج إيطالي سويسري بلجيكي مغربي مشترك من إخراج نيكولو كاستلي، والفيلم اليوناني "الخياط" إخراج سوناليزا كنترمان في عرضه الشرق الأوسطي الأول.
وضمت مسابقة الأفلام القصيرة قرابة 20 فيلماً بينها "الرحلة الطويلة" من إخراج على خلدوم وإنتاج مشترك بين بلجيكا والعراق، وفيلم "لارج المترنح أو المتمايل" وهو إنتاج كرواتي وإخراج ثلاثة مخرجين هم سيجي نوسيرمك وجوديتا كامولين وجسما منوت، و"شاشات شنغهاي" إنتاج فرنسي من إخراج جافي سيمك، و"لا مزيد من الأبطال" إخراج أرنو خيادجانيا وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وأرمينيا، و"وهكذا نحن على قيد الحياة" إنتاج بلجيكي من إخراج راندا أبو فخر، و"لا يوجد أسود على المريخ" إخراج كريستاف نصيف وهو من إنتاج فرنسا ولبنان، وفيلم "شاحنة الرعد" إنتاج جورجيا وإخراج جورج كومباليا.
سينما البحر المتوسط
وكثرت التساؤلات حول مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط في دورته المقبلة، التي من المقرر أن تنعقد خلال الفترة من 25 سبتمبر الحالي حتى 1 أكتوبر (تشرين الأول) برئاسة الأمير أباظة.
وأكد رئيس المهرجان في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" "أن المهرجان سيقام في موعده ولا توجد أي نية للإلغاء، وسبق وأقيم في ذروة كورونا وموجته السابقة، ومع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لم يتم إصابة ولا حالة واحدة"، وأضاف أباظة، "يشهد المهرجان هذا العام حالة خاصة وهي تكريم السينما السورية كضيف شرف المهرجان، وستشارك خمسة أفلام سورية في مسابقاته المختلفة في عرضها العالمي الأول".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشارك فيلم "المطران" للمخرج باسل الخطيب في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويدور حول حياة المطران الثائر "إيلاريون كبوجي" السوري الأصل، الذي ولد في حلب ودرس اللاهوت في القدس أواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهداً حياً على نكبة فلسطين، وعودته إلى المدينة المقدسة عام 1965 مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك، ليكون شاهداً على استمرار المأساة ونكسة 1967 وسقوط القدس كاملة بيد إسرائيل، لتبدأ مرحلة مهمة من حياته، كان فيها من جهة، راعياً صالحاً لشؤون رعيته وكنيسته، ومن أخرى، مناضلاً في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة، ومحاكمته التاريخية من قبل سلطات الاحتلال وتعذيبه في المعتقل وغيرها من تفاصيل.
ويشارك فيلم "الإفطار الأخير" إخراج وتأليف عبد اللطيف عبد الحميد في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويدور حول قصة حب زوجين فرّقهما الموت، إذ توفيت الزوجة بينما كانا يتناولان الإفطار وبقيت قصة حبهما والتفاصيل التي حملها الزوج لها في ذاكرته الغنية بالأحداث، وكان لديه رغبة شديدة في اللحاق بزوجته، حتى التقى شخصاً ممتلئاً بالطاقة حفز رغبته على البقاء وتقديم المزيد من العمل والإبداع.
كما يشارك أيضاً فيلم "الظهر إلى الجدار" للمخرج والمؤلف أوس محمد، ويدور حول قصة "الدكتور قصي" الذي يحمل دكتوراه في الإعلام، تتغير حياته عندما يعرف أن صديق طفولته الذي انقطعت أخباره منذ زمن يعاني مشكلة ويقع تحت ضغوط هائلة جعلته في موقف صعب، وعندها تبدأ رحلة البحث. أين كان الصديق؟ وما الذي حصل معه؟ وكيف أصبح في هذا الموقف؟ وأثناء رحلة البحث يعيد قصي اكتشاف نفسه وما يحدث حوله.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة يشارك فيلم "حبل الغسيل" إخراج وتأليف محمود جقماقي، ويخلص الفيلم معاناة الناس في الحرب السورية والعسكرة، من خلال رصد حركة الأقدام وتجوال الناس في السوق وآثار الحرب على الحياة العامة عبر تباين أشكال الأحذية، كما يطرح قصة فتاة تنتظر عودة حبيبها من الحرب بمنتهى الاشتياق ولكنه يعود فاقداً ذراعه وقدمه.
ويشارك أيضاً الفيلم القصير "فوتوغراف" للمخرج المهند كلثوم، ويدور حول تأثيرات الحرب السورية وما بعد الحرب على الطفل السوري والعمالة، التي تفرض عليهم الوقوف إلى جانب عائلاتهم لتقديم الدعم المالي لهم مقابل الاستغناء عن حقوقهم التعليمية، والآثار السلبية التي تعرضوا لها جراء ويلات الحرب.
وكانت إدارة المهرجان أعلنت عن تكريم النجم دريد لحام ضمن فعاليات الدورة المقبلة ومنحه وسام عروس البحر المتوسط، ويشارك المخرج السوري جود سعيد في لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان هذا العام. وكالعادة يتحدى مهرجان الجونة الظروف الصعبة وقرر إقامة دورته الجديدة في موعدها في أكتوبر (تشرين الأول).
30 مارس
ومن المفارقات التي أوحت بمشاكل وتهديدات للسينما أيضاً واحتمالية تغيير خريطة العروض المقبلة، بسبب تهديدات الموجة الرابعة لفيروس كورونا، الإلغاء المفاجئ من الجهة المنتجة للعرض الخاص لفيلم "30 مارس"، وقالت، "إن سبب إلغائه بشكل نهائي هي ظروف قهرية تعرضت لها أسرة منتج الفيلم"، بينما أكدت مصادر مقربة أن السبب هو فيروس كورونا ووجود مخاوف من التجمعات الفنية وغيرها في الفترة الحالية. ويشارك في بطولة الفيلم أحمد الفيشاوي، ودينا الشربيني، وأسماء أبو اليزيد، وخالد الصاوي، وصبري فواز، وأحمد خالد صالح، ومحمد جمعة، وندا موسى ومحمد شاهين، ومحمد علي رزق، بجانب عدد كبير من ضيوف الشرف منهم نيللي كريم وإنجي المقدم، ووليد فواز ومن تأليف حميد المدني، وإخراج أحمد خالد موسى. وتدور قصته في إطار من السايكو دراما، حول بطل لديه مرض نفسي ما، يُتهم في جريمة حدثت يوم 30 مارس، الأمر الذي يجعله يخوض رحلة لإثبات براءته في إطار من الإثارة والتشويق.