Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وصلنا إلى الهاوية" صرخة بصرية جارحة لفنانتين لبنانيتين

معرض في لندن لأعمال تجهيزية وتفاعلية من وحي مأساة بيروت

معالجة بصرية لمشهد مأساة بيروت للفنانة عائشة ستاركي (الخدمة الإعلامية للمعرض)

"وصلنا إلى الهاوية"، هو عنوان المعرض الذي يستضيفه "غاليري بي 21" في لندن للفنانتين اللبنانيتين دانييل كريكوريان وعائشة ستاركي. قدم المعرض عرضاً تفاعلياً ضم مواد صوتية وبصرية ونصوصاً سردية باللغتين الإنجليزية والعربية، ويمكن متابعته على موقع "الغاليري" على الإنترنت، وأقيم تحت إشراف القيمة الفنية ميشيل برتو. في هذه الأعمال سعت الفنانتان إلى التعبير عن مشاعرهما الخاصة حول الأوضاع الجارية في لبنان، وعديد الأحداث التي مر بها خلال الفترة الأخيرة، بداية من ثورة 17 أكتوبر  2019 وحتى اليوم، مروراً بانفجار المرفأ الذي فاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية وجر البلاد إلى موجة من عدم الاستقرار. ويستلهم المعرض عنوانه من الشعور الجارف عند معظم اللبنانيين بأن الأمور وصلت إلى حد الخطر. لا يعكس المعرض تفاصيل الأزمة اللبنانية بتعقيداتها وتشابكاتها، بقدر ما يمثل تعبيراً عن الحنين والمشاعر المتضاربة التي تكتنف الفنانتين وعلاقتهما المعقدة بوطنهما وفهمهما للفن كوسيلة للتعبير.

قدمت دانييل كريكوريان عملها تحت عنوان "الحلم الممنوع" وهو عمل تفاعلي، يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية كانت الفنانة قد التقطتها في مدن وقرى لبنانية مختلفة تمثل لها جانباً من ذكريات طفولتها. تعكس الصور كما تقول الفنانة ذكريات الفرح والألم التي مرت بها، والتي تسهم على نحو ما، في رسم ملامح الوطن كما تعرفه. تعالج الفنانة صورها بالكولاج من طريق الأوراق الملونة بخامة الألوان المائية، كما يرافق الصور نصاً كتبته الفنانة باللغتين الإنجليزية والعربية كتعليق على الصور يعكس مشاعرها إزاء الأوضاع التي يمر بها وطنها. يوثق العمل رحلة من الحب والإحباط، ويتناول مفاهيم الذاكرة والتوق إلى ماض اختفى ومستقبل بلا فساد. درست دانييل كريكوريان تاريخ الفن في الجامعة الأميركية في بيروت، وهي حاصلة على درجة الماجستير في تاريخ الفن من جامعة كوليدج في لندن.

سماء النيون

العمل الآخر للفنانة عائشة ستاركي تحت عنوان "سماء مضاءة بالنيون" وهو يحتوي على شريط فيديو مكون من مجموعة من المشاهد والصور التي التقطت لمنطقة الميناء في بيروت بعد شهر من الانفجار، وبعد ساعات قليلة فقط من اندلاع حريق كبير شب في المكان نفسه. الصور والمشاهد التقطت بتقنية التصوير الحراري عبر كاميرا الكمبيوتر المحمول. تقول الفنانة إنها توجهت إلى المرفأ بعد اندلاع الحريق مباشرة لالتقاط بعض الصور. ولأن بطارية الهاتف الخاص بها كانت قد قاربت على النفاد، لجأت الفنانة إلى كاميرا الكمبيوتر المحمول لالتقاط مزيد من الصور. في هذه الصور التي التقطتها ستاركي تحولت سحابة الرماد المظلمة التي تملأ السماء إلى ألوان نيون مبهجة جعلت المشهد أكثر احتمالاً، إذ بدت السماء بألوان قرمزية حمراء يتخللها دخان متنوع بدرجات الأصفر والأخضر الزاهي مع تداخلات فيروزية.

تكتشف الكاميرات الحرارية درجة الحرارة من خلال التعرف إلى مستويات مختلفة من ضوء الأشعة تحت الحمراء والتقاطها. في الصور الملتقطة بهذه التقنية اصطدمت درجات حرارة الأجسام بالعناصر والمباني المحيطة، ما أدى إلى فصلها عن العناصر الدخيلة في الصورة، كالميناء وإهراءات الحبوب التي تعتبرها العدسة عناصر غريبة ومختلفة. تقول الفنانة إن هذه الصور قد ساعدتها إلى حد ما على عدم الاستسلام لوطأة الشعور النفسي القاسي الذي ترسخه الصور الواقعية للميناء ومشاهد الانفجار التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام. عائشة ستاركي فنانة بصرية وصانعة أفلام تعمل وتقيم بين بيروت ولندن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المعرض تم تنظيمه بواسطة "ري آكت" وهو برنامج فني يهدف للإسهام في بناء وتقوية الروابط والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب. وقد تم تأسيس البرنامج من قبل "غاليري بي 21"، وهي مؤسسة مستقلة تعمل للترويج للفنون المعاصرة من العالم العربي والشرق الأوسط.

يُذكر أن هذا المعرض هو الثاني في خلال شهر الذي ينظمه "الغاليري" في لندن ويتعرض من خلاله للأزمة اللبنانية. فقد سبقه مباشرة معرض "تكنيس" للفنانة اللبنانية سالي ثريا، وهو عمل تجهيزي ضم مقاطع صوتية وبصرية، وأقيم تزامناً مع الذكرى الأولى لانفجار المرفأ. شمل المعرض فيلماً قصيراً لشهادات أفراد عايشوا لحظات ما بعد الانفجار. ومثل الجانب التجهيزي من العرض محاكاة لعمليات التنظيف التي حدثت في بيروت بعد الانفجار، وقد استعانت الفنانة في إنشاء العمل بأدوات تنظيف ورُكام وزجاج مهشم ناجم من مخلفات الانفجار.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة