Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة جونسون شابة بشكل مدهش... فهل هي ضعيفة؟

غالباً ما يكون الوزراء عرضة للسخرية كأشخاص ضعاف لا يقوى كل منهم على قول كلمة "لا"، وذلك بالمقارنة مع عمالقة الماضي

 بوريس جونسون صحبة وزير الخزانة ريشي سوناك، الذي يعتبر من الشخصيات الشبابة الأكثر نفوذا في الحكومة البريطانية (أ ب)

" الشباب" ليست الصفة التي يطلقها الناس غالباً على حكومة بوريس جونسون، مع أن أعضاء مجلس وزرائه كفريق هم أصغر عمراً من معظم زملائهم في الوزارات التي جرى تشكيلها في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. واللافت في هذا المجلس هو أن أعمار جميع أعضائه أقل من 60 سنة، فأكبرهم سناً هو وزير الدولة لشؤون اسكتلندا، أليستر جاك، البالغ من العمر 58 سنة. أما أكثرهم شباباً فهو روبرت جينيريك، 39 سنة، وزير الإسكان.

أعضاء الحكومة أكثر تنوعاً أيضاً من الناحية الإثنية من أي مجلس وزراء سابق في تاريخ بريطانيا. من ناحية أخرى، تحظى النساء الآن بتمثيل ناقص بصورة خطيرة. فهناك خمس سيدات فقط في مجلس الوزراء الحالي بعد ما تم دمج وزارة التنمية الدولية، التي كانت آن-ماري تريفيليون آخر من تسلم حقيبتها، ضمن وزارة الخارجية.

ولكن، بصرف النظر عن تنوعهم، هل هم جيدون؟ من الرائج بالنسبة للمعلقين أن يتحسروا على غياب سياسيين من أصحاب القامات الطويلة في صفوف الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وأن يقارنوا أعضاء الحكومة الحالية وحكومة الظل العمالية المعارضة بشكل سلبي مع عمالقة الزمن الماضي.

غير أن البروفيسور تيم بيل، وهو من جامعة كوينز ماري في لندن، قد فجر ما يشبه القنبلة المثيرة في مقال نشره في مجلة " بروسبيكت". فقد أشار في مقاله إلى عراقة فكرة أن مجلس الوزراء هو مجموعة من النكرات غير المميزين والطيّعين على الدوام، وأن اختيارهم قد جرى نظراً لعدم استعدادهم للوقوف في وجه رئيس الوزراء. وإذ أوضح ان الفكرة تعود إلى سنوات طويلة، فقد لفت إلى أنها كانت تهمة تم توجيهها إلى أعضاء مجلس الوزراء الذي ترأسته مارغريت تاتشر، والذين ضموا شخصيات مثل نايجل لوسون، وجيفري هاوي، وكينيث بيكر، ونورمان فاولر، وكينيث كلارك.

وبدت حكومة توني بلير الأولى ضعيفة، ذلك أنه حافظ على تركيبة حكومة الظل التي كانت قد انتُخبت من قبل نواب حزب العمال حين كان في المعارضة، غير أن العديد من وزرائه تطوروا ليصبحوا مسؤولين فعالين لوزارات مهمة.

ويعتقد بيل على أن العديد من " بارونات" جونسون، سيتركون أكثر من حاشية صغيرة في كتب التاريخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على سبيل المثال، يعتبر الكاتب مايكل غوف، وزيراً منتجاً في صميم الحكومة، حيث يعيد كتابة الدستور من خلال إلغاء القانون المتعلق بالمدة الزمنية المحددة للبرلمان. أما ريشي سوناك، فهو يُصنف بسهولة الوزير الأكثر حضوراً، بغض النظر عن جونسون، وهذا في حد ذاته يُعدّ جواباً ساخراً على طموح دومينيك كامينغز (المستشار السابق لجونسون) لتحويل وزارة المالية إلى مكتب فرعي تابع لمقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت. في غضون ذلك، عاد ساجد جاويد إلى مجلس الوزراء بعد "إجازة" تسبب له فيها كامينغز، وهو وزير يتمتع بقدرات لا بأس بها، ويواجه تحدياً له أبعاد تاريخية لجهة معالجة قضايا "خدمة الصحة الوطنية".

تمر السمعة بمراحل صعود وهبوط. هكذا يعيش دومينيك راب، وزير الخارجية، فترة من الاضطراب بسبب قراره المضي في الاستمتاع بإجازته فيما كانت حركة طالبان تستولي على كابول. بيد أن بين والاس، وزير الدفاع، قد أبلى بلاء حسناً بنهاية الحرب.

ولا يمكن لأحد أن يتجاهل النجاح السياسي الذي حققته ليز تروس، وزيرة التجارة الدولية التي استطاعت أن تبني شعبية لنفسها في أوساط أعضاء حزب المحافظين من خلال إبرام سلسلة من الاتفاقيات التجارية التي حلت محل الاتفاقيات التي كانت بريطانيا قد استفادت منها حين كانت لا تزال دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي. من السهل الاستهزاء بالمساهمة التي قدمتها حتى الآن لنظام الرعاية الاجتماعية، لكن يصعب تجاهل أحقيتها بالترقية إلى وظيفة أكبر في التعديل الوزاري المقبل.

وكما يقول بيل، فإن مجلس الوزراء الذي يرأسه جونسون هو مثل غيره من تلك الوزارات التي ظهرت في معظم مراحل التاريخ. فهو يضم أعضاء أقوياء وآخرين ضعاف، وذلك بدرجات تشهد تبدلاً دائماً، فترتفع تارة وتهبط في أخرى. ولكن توجد في هذا المجلس، شأنه شأن سابقيه أيضاً، "مجموعة من الوحوش الكبيرة"، ممن سيسجل التاريخ أعمالهم.

بكل إخلاص،

جون رينتول

كبير المعلقين السياسيين

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل