بدت الأسواق العالمية متماسكة مع دعم القطاع المصرفي مسيرة التعافي الاقتصادي، في وقت ارتفعت الأسهم الأوروبية لتتماسك قرب مستويات قياسية بلغتها في وقت سابق من شهر أغسطس (آب) الحالي، إذ أدت الآمال في أن استمرار دعم البنوك المركزية سيحافظ على التعافي الاقتصادي، إلى تبديد أثر المخاوف المحيطة بمتحورة "دلتا" من فيروس كورونا.
وبينما كانت الأسواق البريطانية مغلقة في عطلة للبنوك، استقر المؤشران "داكس" الألماني و"كاك 40" الفرنسي في التعاملات المبكرة.
وصعد مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية الأوسع نطاقاً، 0.1 في المئة. ويتجه المؤشر لاختتام شهر أغسطس بزيادة أكثر من اثنين في المئة، ليربح للشهر السابع على التوالي، ما سيمثل أطول سلسلة مكاسب له، في غضون أكثر من ثمانية أشهر.
ترقب رفع الفائدة
وما زالت الأصول العالية المخاطر ومن بينها الأسهم، مدعومةً بعد أن رسم جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي يوم الجمعة (27 أغسطس) مساراً أبطأ من المتوقع لزيادات أسعار الفائدة.
وارتفعت أسهم النفط والغاز 0.2 في المئة، حتى في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الخام عن أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، بعدما ضرب إعصار إيدا قوي ساحل الخليج الأميركي، ما أجبر السلطات على إغلاق مئات منصات النفط البحرية وإجلاء العاملين فيها.
الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوعين
واستقر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوعين، إذ كبحته رسالة من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي مفادها أنه لا عجلة في سحب حوافز هائلة.
وتعرضت جاذبية العملة الأميركية لضربة قوية منذ يوم الجمعة الماضي، عندما قال جيروم باول إن "خفضاً تدريجياً للحوافز ربما يبدأ هذا العام"، لكنه أضاف أن "البنك المركزي سيظل يتوخى الحذر". ورد المستثمرون بدفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل عملات منافسة رئيسة، إلى الانخفاض ليسجل أدنى مستوى له في أسبوعين، عند 92.595 نقطة قبل أن يستقر حول 92.66 نقطة، ولا يزال منخفضاً قليلاً.
وجرى تداول اليورو عند 1.1804 دولار، ليشهد ثباتاً خلال الجلسة ولكنه قريب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي لامسه في التعاملات الآسيوية عند 1.1810 دولار.
وارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوى منذ الأربعاء الماضي عند 109.70 للدولار. ويسود الهدوء التعاملات في أوروبا ككل بسبب عطلة في بريطانيا.
وقال فاسيليوس كيوناكيس، الرئيس العالمي لاستراتيجية الصرف الأجنبي لدى مجموعة لومبارد أودييه، "تجنبنا مفاجأة تشديد نقدي في جاكسون هول، على المدى القصير جداً، ربما يكون هناك مزيد من الضغط النزولي على الدولار، لكن ما يهم حقاً هو البيانات الاقتصادية مستقبلاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انخفاض أسعار الذهب
وفي مجال المعادن، تراجعت أسعار الذهب، إذ تحسنت الشهية للمخاطرة بعد أن هدّأ رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، جيروم باول، مخاوف السوق من سحب سريع للحوافز المطبقة للتخفيف من أثر جائحة كورونا، ما قلّل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وانخفض الذهب في التعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1813.76 دولار للأوقية (الأونصة). وفي وقت سابق من الجلسة، صعد الذهب إلى أعلى مستوى له منذ الرابع من أغسطس إلى 1822.92 دولار.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 1816.50 دولار.
وقالت فاندانا بهارتي، نائب الرئيس المساعد لبحوث السلع الأولية لدى "أس.أم.سي كومتريد"، "يهتم الناس بأسواق الأسهم بدرجة أكبر. لكن في حالة حدوث تصحيح، ربما نشهد ارتفاعاً قوياً في أسعار الذهب"، مضيفةً أن "النطاق بين 1917 و1940 دولاراً سيكون مستوى مقاومة رئيساً حتى نهاية العام".
وخلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي، لم يقدم باول أي إشارة عن الموعد الذي يخطط فيه المركزي الأميركي لتقليص مشترياته من الأصول، لكنه قال إن ذلك ربما يكون "هذا العام". وأشار إلى أنه سيظل يتوخى الحذر في أي قرار نهائي لرفع أسعار الفائدة.
وساعدت تصريحات باول التي تميل إلى التيسير النقدي في ارتفاع الذهب 1.4 في المئة يوم الجمعة الماضي، بينما دفعت مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوعين.
أسهم اليابان تغلق مرتفعة
وأغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة مقتفية أثر انتعاشة في "وول ستريت"، وصعد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً قرب موعد الإغلاق، لينهي الجلسة مرتفعاً إلى 1950.14 نقطة، بما يعادل زيادة 1.11 في المئة إلى ذروة أكثر من أسبوعين. وتقدم المؤشر "نيكي" 0.54 في المئة إلى 27789.29 نقطة، لكنه لم يصل إلى مستوى 27921.55 الذي بلغه في وقت سابق من التداول.
وأدى صعود السلع الأولية إلى وضع القطاعات الفرعية المرتبطة بها في مركزين من المراكز الثلاثة الأوائل على "توبكس"، بقيادة قفزة بنسبة 4.28 في المئة، حققتها شركات الحديد والصلب اليابانية.
وكان سهم "نيبون ستيل" الأكثر ربحاً على المؤشر "نيكي"، إذ صعد 5.27 في المئة، تبعته زيادة لسهم "دووا هولدينغز" بنسبة 5.25 في المئة.
وأبلت أسهم مصنعي السيارات والشاحنات بلاءً حسناً، إذ ارتفع سهم "هينو موتورز" 3.47 في المئة، وتقدم سهم "ميتسوبيشي موتورز" 2.93 في المئة و"تويوتا موتور كورب" 0.78 في المئة، في حين قفز سهم "نيسان موتورز" 1.81 في المئة.
