Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفراغ يثير المخاوف أكثر من طالبان

محللون يعتبرون التهديدات أصبحت أكبر وسط الفوضى التي تضرب أفغانستان 

مسلح من طالبان يقف قرب سيارة تعرضت لاستهداف صاروخي في كابول في 30 أغسطس 2021 (أ ف ب)

تثير عودة "طالبان" السريعة إلى السلطة في أفغانستان احتمالية أن تصبح الدولة غير الخاضعة للحكم بؤرة للتطرف مرة أخرى، فماذا بعد اندفاع الولايات المتحدة في سحبها السريع لقواتها بعد مغامرة عسكرية استمرت 20 عاماً؟

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال في مقابلة تلفزيونية في 15 أغسطس (آب): "لقد نجحنا في مهمتنا، وفي الواقع، نجحنا منذ فترة"، وأضاف "خلال تلك السنوات الـ20، قدمنا [أسامة] بن لادن إلى العدالة، قللنا إلى حد كبير التهديد الذي تشكله "القاعدة" في أفغانستان على الولايات المتحدة - لدرجة أنها غير قادرة على شن مثل هذا الهجوم مرة أخرى من أفغانستان".

ومن الواضح أن رؤية الرئيس جو بايدن للمصلحة الوطنية الأميركية - القضاء على خطر الهجمات الإرهابية على الأراضي الأميركية - تختلف بشكل واضح عن رؤية الإدارة الجمهورية للرئيس جورج دبليو بوش، التي حملت السلاح لمعاقبة العدوان الإرهابي في أعقاب 11 سبتمبر (أيلول) 2011 وإضفاء الطابع الديمقراطي على أفغانستان.

لقد دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً مقابل البقاء في أفغانستان مع مقتل أكثر من 2300 جندي أميركي وخسارة المليارات عبر الاستثمار في تدريب وحدات الجيش والشرطة والقوات الخاصة الأفغانية، والتي لم تطلق رصاصة على الاجتياح "الطالباني" للعاصمة كابول. كما لم تصبح الحكومة الأفغانية التي اعتمدت على المساعدات الأميركية والدولية أبداً معتمدة على نفسها، وانتشر الفساد والاقتتال الداخلي فيها.

و"القاعدة" بالتأكيد ليست هي نفسها من دون أسامة بن لادن. وأشار شوجي هوساكا، مدير المعهد الياباني لاقتصاديات الشرق الأوسط في معهد اقتصاديات الطاقة الياباني، نقلاً عن نيكاي آسيا، إلى أنه بحلول صباح يوم 17 أغسطس، لم تكن قيادة "القاعدة" قد علقت على استعادة "طالبان" السيطرة على كابول.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أخطأت في محادثات السلام من خلال التفاوض مباشرة مع "طالبان" من دون وجود الحكومة الأفغانية مقابل انسحاب القوات الأميركية، في حين وعدت "طالبان" بالدخول في حوار مع الحكومة الأفغانية - وعدم السماح للمنظمات الإرهابية باستخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات على دول أجنبية.

أكثر اعتدالاً؟

ويعتقد بعض المراقبين أن "طالبان" أصبحت أكثر اعتدالاً منذ الإطاحة بها من قبل القادة الذين قدموا أنفسهم على أنهم وحدهم الذين يمكنهم رسم خريطة البلاد، لكن "طالبان" تراجعت بالفعل عن وعدها بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل انتقال سلمي للسلطة، وأصبحت كابول تحت إمرتها اليوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والسؤال هنا إن كان بالفعل يمكن الوثوق في حركة "طالبان" التي لا تزال تصنف حركة إرهابية احتضنت العديد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "القاعدة"... وهل زادت الأخطار المحدقة بالمنطقة؟ وهل أصبحت المنطقة بين فكي الراديكالية السنية التي تقودها "طالبان" والشيعية التي تؤجج طهران وقودها؟

يقول رياض قهوجي، رئيس مركز "الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيغما"، إن خطورة تحول أفغانستان لبؤرة تطرف، واردة وبخاصة في ظل الفوضى العارمة التي تجتاح أفغانستان اليوم، مشيراً إلى أن "طالبان" تمتلك تاريخاً طويلاً في التعامل مع منظمات إرهابية وأبرزها "القاعدة". 

وأضاف هناك وجود لتنظيم "داعش" داخل أفغانستان مما يعمق المخاوف من أنه في حال لم تُعالج الأزمة الحاصلة عبر تثبيت النظام والاستقرار في البلاد وتأسيس حكومة ذات صدقية، فإن ذلك يُعزز المخاوف الحقيقية والمستقبلية من تحول أفغانستان لبؤرة للإرهاب.

وعند سؤاله أيهما سيكون أشد قلقاً للمنطقة الراديكالية السنية التي تقودها "طالبان" أو الشيعية التي تقودها طهران، وأيهما خطره أكبر على المنطقة فرد بالقول، "كلاهما خطر على المنطقة"، مضيفاً أن الأنظمة الديمقراطية دائماً في خطر من أي منظومات رديكالية شمولية بغض النظر إن كانت سنية أو شيعية، فكلاهما يشكل خطراً موازياً على المنطقة.

وعن سبل مواجهة مخاطر تلك المنظومات يرى قهوجي، أن التصدي لهذه المخاطر يجب أن يكون ضمن إطار تحالف دولي، ويقول إن هذا النوع من الخطر لا يمكن أن تتعامل معه الدول بشكل منفرد، وإنما ضمن تعاون دولي وتوحيد الصفوف في مواجهته.

فوضى وراديكالية

من جانبها، قالت إلينا سوبونينا، مستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، في اتصال هاتفي، إن روسيا ودول الجوار لديها مخاوف وقلق من تحول أفغانستان لبؤرة توتر كبيرة وبخاصة في ظل تواجد تنظيمات راديكالية وإرهابية على أراضيها قد تقوى شوكتها، خصوصاً في ظروف الفوضى التي تعيشها أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية والغربية السريع.

وأضافت سوبونينا أن حركة "طالبان" لا تزال منظمة محظورة وموسومة بالإرهاب، ولا يعرف حتى الآن نواياها مما يعمق القلق الإقليمي والدولي تجاهها وتجاه سيطرتها على البلاد. 

ولدى سؤالها عن مخاوف المنطقة من التهديدات الإيرانية والتي يضاف لها اليوم المخاوف القادمة من "طالبان" في أفغانستان، وأيهما أشد وطأة ردت بالقول، "أولاً روسيا ترتبط بعلاقات تعاون مع إيران، فروسيا لا تنظر إلى إيران بنفس العين التي تنظر بها الولايات المتحدة". وأضافت بشكل عام سترتفع وتيرة عدم الاستقرار في المنطقة، وستزداد الأمور سوءاً مما سينعكس سلباً على كل الدول وبخاصة المجاورة لافغانستان وإيران وأيضاً الدول العربية بشكل عام.

وأضافت من المهم القول إن حالة أفغانستان مختلفة تماماً، فلا يوجد دولة قائمة في أفغانستان حالياً، وهناك منظمات إرهابية على أراضيها.

المزيد من تقارير