Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جيني إسبر: نجومية الممثلة السورية بدأ تراجعها

ترفض اتهامها بتوظيف جمالها دراميا وتعتبر أن السوشيال ميديا ليست مرجعا للتقييم

الممثلة السورية جيني إسبر (صفحة الممثلة على فيسبوك)

جيني إسبر من أبرز الممثلات السوريات اللاتي برزن في العقدين الأخيرين. قدمت خلال مسيرتها الفنية أكثر من 100 عمل منوع بين التاريخي والكوميدي والعصري، شاركت فيها بأدوار بطولة وأدوار ثانوية، وأبرزها "زمان الوصل"، و"صبايا"، و"بنات العيلة"، و"بقعة ضوء"، و"العراب- تحت الحزام"، و"المرابطون والأندلس"، و"الطواريد"، و"خاتون"، و"علاقات خاصة" وغيرها.

وكما حال معظم الفنانات العربيات انتقلت إسبر من عالم الجمال والأزياء والإعلانات إلى عالم التمثيل، وهي تعد اليوم من الممثلات الأكثر طلباً في الدراما المحلية والمشتركة. ولكن على الرغم من تجربتها الطويلة وخبرتها التي تزيد على 20 عاماً، فإن البعض لا يزال "يعيرها" بالاعتماد على شكلها غامزاً من خلفيتها الجمالية لكونها كانت تحمل لقب ملكة جمال المغتربين في أوكرانيا.

النحت في الصخر

إسبر التي تستعد لتصوير عمل لبناني- سوري مشترك من إنتاج زياد الشويري تشكو من تراجع وضع الممثل السوري وتقول: "صحيح أننا نعمل كثيراً ولكن الأجور متدنية، ووضع الدراما متراجع ويشبه سائر الأوضاع الأخرى، مع أن المنتج السوري ينحت في الصخر من أجل استمراريتها".

إسبر التي غالباً ما تنتقد المنتجين السوريين، تقول حول هذا الموضوع: "المشكلة أنهم يتعاملون مع أسماء معينة في الأدوار الأولى ولا يغامرون بالتعامل مع سواها، كما يحصل في لبنان أو في مصر، بحيث تتاح الفرص دائماً أمام الأسماء الجديدة. أنا ممثلة مطلوبة وأملك قاعدة جماهيرية عريضة وموهبة ومقومات لا تقل عن المقومات التي يملكها غيري، وخبرة تقارب 20 عاماً، وكلها أمور تؤهلني لأدوار البطولة. وما يحزنني هو أنني أتعب وأعطي من قلبي وأبذل مجهوداً كبيراً، ولكنني لا أحصل على ما أستحقه، أجراً وفرصاً".

ولأن ما تقوله ينطبق على معظم الممثلات في سوريا، اللاتي انحسرت الأضواء عنهن على مستوى النجومية والانتشار، مقابل تألق واضح لمصلحة الممثلة ديمة قندلفت، تجيب: "لأن ديمة حصلت على فرصة في الدراما المشتركة وشاركت في مسلسل "الهيبة" الذي عُرض على شاشة تحظى بمشاهدة عالية. أنا اشتغلت أكثر من غيري في الموسم الماضي، وشاركت في كثير من الأعمال، ولكنها لم تُعرض على قنوات تحظى بالمشاهدة، فذهب تعبي سدىً. كما شاركت أيضاً في عمل مشترك تم عرضه على قناة مشفرة، ولو أنه عرض على شاشة mbc لاختلف الوضع تماماً". في المقابل أشارت إسبر إلى أن الدراما السورية قدمت هذه السنة مجموعة من الأعمال العادية وأعمالاً أخرى جيدة من بينها "حارة القبة" و"على صفيح ساخن" و"سوق الحرير" و"ضيوف على الحب" الذي شاركت فيه.

وعن السبب الذي يقف وراء حرص شركات الإنتاج على التعامل مع نجوم سوريا والابتعاد عن التعامل مع نجماته، توضح إسبر: "لست منتجاً، لكي أجيب على هذا السؤال. وكل ما يمكنني قوله، إن هناك تركيبة معينة تعتمد في الأعمال المشتركة، نجحت وفرضت نفسها واستمرت. شركات الإنتاج اللبنانية ترغب في التعامل مع الممثلات اللبنانيات ومنحتهن الفرص لكي يبرزن، وعلى ما يبدو فإن المنتج اللبناني يرى أن هذه التركيبة هي الأصح".

خارج عن الإرادة

في المقابل، تنفي إسبر شعورها بالندم لكون التمثيل مهنتها في ظل هذه الظروف الصعبة، وتضيف: "أنا أعمل في المهنة التي أحبها، ولكنني أزعل لأننا وصلنا إلى هذا الحال، بعد سنوات طويلة من التألق والنجاح. الدراما السورية كانت الرقم واحد على مستوى العالم العربي، وظروف الحرب جعلتها تصل إلى ما هي عليه اليوم، وهذا الأمر خارج عن إرادة الممثل وإرادة صناع الدراما".

وعما إذا كانت راضية عن كل الأعمال التي تشارك فيها، أم أنها تجد نفسها أحياناً مجبرة على المسايرة وتقديم بعض التنازلات لكي تتمكن من الاستمرار؟ توضح إسبر: "أنا أختار الأفضل من بين ما يعرض علي، وانتظار العمل المثالي صعب جداً لأن ظروف الدراما تغيرت. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لا يمكن للممثل أن يغيب كثيراً عن الشاشة، ليس لأن التمثيل مورد رزقه فقط، بل لأن الناس ينسون أيضاً ويفترض به أن يغذي وجوده دائماً".

بطولات مشتركة

هل تشعر بالندم، لمشاركتها في بعض الأعمال، خصوصاً وأن مسيرتها الفنية شهدت فترة صعود قوية، ثم ما لبثت أن تراجعت، ترد: "أنا واصلت تقديم الأعمال الجيدة، ولكن المشكلة لا تكمن فيّ بل في الأعمال التي تعرض علي. أنا أصعد بقوة عندما تتوفر المادة الجيدة التي تساعدني على ذلك، كما حصل في "صبايا" و"الطواغيت" و"الحرملك" الذي شاركت فيه العام الماضي، وكما في "ضيوف على الحب" و"بناية هب الريح" اللذين شاركت فيهما هذه السنة وكلها أعمال جيدة. الفنان المحظوظ هو الذي تعرض أعماله على محطات تحظى بالمشاهدة، والعكس صحيح. أنا موجودة واسمي مطلوب وما يحصل معي يمكن أن يحصل مع أي فنان. مثلاً عابد فهد، في وقت ما، بقي 5 سنوات من دون عمل، والأمر نفسه حصل مع قصي خولي وباسل خياط. مجالنا يرتبط بالفرص التي تتاح أمام الممثل، وأنا أعمل بمفردي ولا تقف ورائي شركة إنتاج أو منتج يعطيني أدواراً أولى، لذا لا يمكن مقارنة تجربتي بتجربة نادين نجيم، التي تقف وراءها شركة إنتاج توفر لها الفرص دائماً. نحن نصنع شيئاً من لا شيء ونقدم للمشاهد من الأدوار العادية جداً مادة يحبها ويتابعها".

وهل كلامها يعني بطريقة غير مباشرة بأن الدراما السورية تعني من أزمة نصوص؟ تجيب: "وأيضاً من أزمة فرص. الفرص الجيدة تذهب لأسماء محددة بسبب خوف المنتجين من التعامل مع غيرها، لذا نحن نضطر من خلال الأدوار التي تتاح لنا أن نصنع شيئاً من لا شيء. مثلاً دوري في "بنات العيلة" كان عادياً جداً، وحولته من دور صغير إلى دور أحبه الناس، كما ترك دوري في مسلسل "علاقات خاصة" أثراً كبيراً بين الناس مع أنه دور ثان، وليس دوراً "من الجلدة إلى الجلدة" يساعدني على تقديم ما أريده بسهولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ألا ترى أن كلامها يحمل بعض التناقص عندما تتحدث عن أدوار أولى وثانية في حين أنه يعرف على الدراما السورية بأنها تقوم على البطولات المشتركة، توضح "حتى في البطولات المشتركة، هناك أدوار أولى وثانية وثالثة. البطولات المشتركة، لا تعني توزيع عدد المشاهد بالتساوي بين الممثلين، بل هي تعني أن يقوم المسلسل على مجموعة شخصيات، وليس على شخصيتين فقط".

كل الممثلات جميلات

وعن موقفها من الاتهامات التي توجه إليها بأنها تعتمد على شكلها كممثلة، وردها العنيف عليها عبر السوشيال ميديا، تجيب: "هذا الأمر يحصل مع كل الممثلين! لا يمكننا أن نقيم ردود أفعال الناس، فالبعض يكتب بدافع الحب والبعض الآخر بدافع الكراهية وهناك من ينتقد بشكل موضوعي وآخرون ينتقدون بحقد، وأنا لا أتعامل مع أي نقد يكتب بحقي على أنه صحيح. وإذا اتهمت بأنني أعتمد على شكلي، فكل الممثلات أصبحن جميلات. ومن بعد 20 عاماً في الوسط لا يحق لأحد بأن يقول هذا الكلام عني، إذ يوجد في رصيدي أكثر من 100 عمل، وكل أدواري ناجحة، ومن المعيب أن أنتقد بسبب شكلي، وأنا تجاوزت هذا الكلام منذ زمن بعيد. السوشيال ميديا ليست معياراً لتقييم الفنان مهنياً، وردودي على الانتقادات عادية جداً، لأنني لن أسكت عندما تطال شرفي وكرامتي وتجرحني وتصيبني في الصميم، خصوصاً وإن ابنتي كبرت وأصبحت تجيد القراءة. أنا تعرضت للهجوم لمجرد أنني حصلت على الإقامة الذهبية، وبدل أن يفرحوا من أجلي، هناك من طعنني في شرفي، وأنا إنسان ولست مجردة من الأحاسيس وكان من الطبيعي أن أرد، ولكن ردّي كان لائقاً".

إلى ذلك، أشارت إسبر إلى أنها تقرأ نصاً لعمل مشترك لبناني- سوري مشترك من إنتاج زياد شويري، سيتم تصويره بين لبنان وسوريا، وتشارك فيه سوزان نجم الدين، وطوني عيسى، ويوسف الخال، وداليدا خليل، وطلال مارديني، وغيرهم. وهو مسلسل طويل، ولكنه ليس خاصاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل، إضافة إلى ارتباطها ببعض المشاريع السورية - العراقية المشتركة، وقراءتها مجموعة نصوص أخرى.

 

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة