Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شرق أوسط على سطح صفيح ساخن!

ترمب شمشون الطامح لدورة رئاسية ثانية يواجه ملالي كاميكاز ولعبة كيم

تنافس بين "شمشوم" أميركا و"قيصر" روسيا (أ.ف.ب)

مجنون دليلة يُشعل نارا...

وأنت تُطالع هذه المقالة تقف على سطح الصفيح الساخن، هذا الشرق الأوسط، ما يعيش ببراميل نفط يمكن تحولها إلى براميل بارود مُشتعل في لمح البصر، كأن بقدرة ساحر من سحرة ألف ليلة وليلة. والمارد الأكبر في هذه الليلة بعد الألف السوداء الراهنة يدعى (ترمب)، شمشون متعهد صفقة القرن!، من ليس بمقدرة أحد الرهان على أفعاله فما بالك بردود أفعاله. والحقيقة التي تسطع على هذا الصفيح أنه الساخن منذ أمد، منذ أن بات على الخريطة الدولية كما مركز بث إعلامي، للعاجل من الأزمات فالحروب، هذا الشرق ما كان مركز العالم القديم.

الشرق الأوسط بات كما قطة، ترقص على صفيح ساخن من أثر الحرب الكبرى الثانية وحتى الساعة، فأمسى مكان المفرقعات ما تنفجر هنا وهناك، وفي أحيان على غير ما متوقع.

الشرق الأوسط عقب الحرب الكبرى الثانية، ولعقود متأبط شراً كما قنبلة عنقودية، حيث تم من تلك الحرب تهجير لا مثيل له لمواطنين أوروبيين، على شكل أفواج ومن كل فج عميق، مثلوا للقارة العجوز أزمة مزمنة عرفت بـ(المسألة اليهودية)، ما تم تحويلها بدعاوى أسطورية إلى الجار الجنوبي للقارة (فلسطين).

وقد كانت هذه المسألة الأوروبية وما زالت مسألة أمنية!، كون لأجلها دولة قوميتها دين، محزمة بالنووي، كمبرر لوجودها. هذا حتم المحافظة على المشكل المزمن في حالة محافظة ومغلقة، فكانت الدولة هذه كما جيتو يهودي، تمت حلحلته من مكان إلى آخر ليس إلا. وهذه القنبلة المتفجرة يتأبطها شرق، كله همّ، تفجرت فيه جلّ ثروة العالم الحديث من الأكسجين ما دعي (البترول). في الشرق هذا تجمع البنزين وعود الكبريت معاً، هو مجمع الأديان والتاريخ والحضارات القديمة، هكذا تم تكديس أشياء قديمة بالية، وقديمة تحتضر، وجديد رص رصاً في صندوق مرصوص بالرمال المتحركة.

هكذا الحاضر مستقبل ما مضى!

الشرق الأوسط غدا، صندوق بندورا، قنبلة انشطارية، هذا القديم قدم العالم ما منه انبثق العالم، كل العالم، من الأبجدي فالأرقام، إلى الأديان والأساطير، فالحكمة والفلسفة، وقبل الهجرات العظمى، وما مخر عباب البحر فسفن الصحارى... غدا عند دول ما بعد الحداثة، مأوى ما قبل الحداثة ما يعج بدول فاشلة، أمسى مرتع الحروب الساخنة بالوكالة، ومكون عجين الإرهاب، حرب الغرب الإمبريالي، ما بعد الحرب الباردة.

الشرق الأوسط يحصد الساعة، في العقد الثاني من الألفية الثالثة، زرع الحرب الغربية الكبرى الثانية في المنتصف الأول للألفية الثانية، وما بين الرقمين خاض الحرب تلو الحرب، مع الدول الكبرى كحرب 56، ومع دولة الديمقراطية الغربية الدينية!، فالثورات والثورات المضادة، وعليه تفاقم الحروب الأهلية.

كان حصاد الحروب المضطردة المزيد من الهزائم، وكأنما دول الاستقلال في هذا الشرق، ولدت بداء "هزيمة مزمنة"، وأن حرب تحريرها ما توجت بالاستقلال حاملة لفيروس "العطب الأبدي". وعلّ هذا يعلل استشراء الانقلابات العسكرية، فسيطرة العسكر المهزوم على السلطة في جل دول هذا الاستقلال، من تقريباً يجمعون على أن مبرر انقلابهم الرئيس تحرير (القدس) واسترجاع الأرض السليبة، مع الأخذ في الاعتبار أن هؤلاء العسكر نتاج إمبريالي غربي تقريباً.

المسار الطويل هذا، تم تحت دواعي عدة، أبرزها أن الشرق الأوسط برميل البترول فالبترودولار...، ويعد في الحال، اعتبار هذه المرجعية كأرضية ومقدمات لما يجنى اليوم، يعد ذلك تحت بند (نظرية المؤامرة) ما تروج إمبريالية ما بعد الحداثة.

الآن

دقت ساعة الحرب كما كانت تدق نعم، لكن ثمة متغير أس لم يحدث من قبل، أن الميادين في هذا الشرق المكلل بالإعطاب أصبحت سيدة الموقف، منذ ما أطلقت عليه ميديا الغرب الربيع العربي!. هذا الربيع المباغت قلب الطاولة، والمسائل رأساً على عقب، وعقبه مثلاً استمدت دول غربية وحتى الولايات المتحدة، التطور النوعي ما أحدثته دولة الديمقراطية الغربية!، في الشرق الأوسط (إسرائيل) لحماية حدودها: أسوار القرون الوسطى (الجيتو الما بعد حداثي!)، وكذا استعاد اليمين، واليمين المتطرف الغربي، العتيد الروح، فهب مرة ثانية كما هتلر ليجسر طريقه إلى السلطة بصناديق الاقتراع.

الآن الشرق الأوسط على الطاولة، طاولة العسكر أولاً، ثانياً طاولة الساسة/ التكنوقراط من تلعب الرياح تحت أقدامهم في الغرب كما في الشرق!، أما في الولايات المتحدة فترمب: شمشون الطامح لدورة رئاسية ثانية يواجه ملالي كاميكاز ولعبة كيم!، في الوقت الذي يعتقد فيه القيصر الرئيس الدب الروسي أن بالإمكان عودة روح الاتحاد السوفياتي، أما الصين فإمبراطورية المستقبل، لملء فراغ يدق بكل يد مضرجة الإنترنت!.

الآن الشرق الأوسط صندوق الرمال المتحركة يتحلل، ما قد يغوص في وحله كل طامح أعمى، عن أنه لا يمكن الخوض في نفس النهر مرتين.

المزيد من آراء