زاد تفشي وباء كورونا في الصين منذ العام الماضي من المخاوف في شأن التباطؤ الاقتصادي بالبلاد، حيث تسعى بكين إلى احتواء ارتفاع الحالات المرتبطة بمتحورة "دلتا" شديدة القابلية للانتقال. وأبلغت لجنة الصحة الوطنية اليوم الإثنين 9 أغسطس (آب) عن 94 إصابة مصحوبة بأعراض تنتقل محلياً. وأدى انتشار "دلتا" إلى استجابة مثيرة من السلطات، بما في ذلك الاختبارات الجماعية وقيود السفر.
ويُعدّ تفشي المرض تحدياً آخر لبكين بعد أن أشارت سلسلة من البيانات والتدابير السياسية المنشورة أخيراً إلى أن التعافي الاقتصادي الهائل للصين من الوباء واقع تحت الضغط، وارتفعت أسعار المصانع بنسبة 9 في المئة خلال يوليو (تموز) الماضي، على أساس سنوي، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة الإثنين، على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة للحد من تأثير ارتفاع السلع الذي أدى إلى ارتفاع كُلف الشركات.
وأظهرت البيانات المنشورة يوم السبت الماضي، أن الصادرات الصينية نمت بنسبة 19 في المئة بالدولار في يوليو مقارنة بالعام السابق، مخالفة للتوقعات وأقل بكثير من زيادة بنسبة 32 في المئة خلال يونيو (حزيران).
وجاءت بيانات المصانع في أعقاب قرار اتخذه بنك الشعب الصيني الشهر الماضي بخفض نسبة متطلبات الاحتياطي للبنوك، في إشارة إلى الحاجة الملحوظة للتيسير النقدي لدعم الاقتصاد بعد تشديد شروط الائتمان.
ونما اقتصاد الصين بنسبة 7.9 في المئة على أساس سنوي خلال الربع الثاني، مدعوماً بقاعدة منخفضة في عام 2020 عندما كانت البلاد تكافح الوباء، و1.3 في المئة على أساس ربع سنوي. وخفض بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الربع الثالث إلى 2.3 في المئة على أساس ربع سنوي، مقارنة مع 5.8 في المئة في السابق.
التضخم يرتفع والنمو يتباطأ
وقال محللون إنه "مع انتشار الفيروس في العديد من مقاطعات الصين والحكومات المحلية التي تتفاعل بسرعة للسيطرة على انتشار متحور دلتا شديد العدوى، بدأنا نرى مرونة في البيانات الإجمالية الوطنية".
وقال تشيوي تشانغ كبير الاقتصاديين في "بينبوينت" لإدارة الأصول لـ "فايننشال تايمز"، "إن بيانات التضخم تضع صانعي السياسة في مأزق لأنه يرتفع والنمو يتباطأ". وأضاف، "تدقيق الصين في السفر والتجارة عبر الحدود من المرجح أن يضع مزيداً من الضغط على سلاسل التوريد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعرض النشاط في وقت سابق من هذا العام بعد إصابات في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، وهي مركز صناعي، مما أدى إلى إجراءات إغلاق صارمة.
وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي الآسيوي في بنك ميزوهو الياباني، "إن الانتشار العالمي لمتحور دلتا ربما أضعف الطلب العالمي، مما قد يؤثر في الصادرات الصينية".
وتوقع بنك غولدمان حدوث انتعاش في نهاية العام. وقال محللون إن "توقعاتنا تفترض أن الحكومة ستضع تفشي الفيروس تحت السيطرة في غضون شهر تقريباً، وأن تفشي الفيروس وإجراءات المكافحة ذات الصلة أثرت بشكل أساس في أنشطة الخدمة".
وشهدت المدن الصينية انتشاراً أوسع لفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة مما رفع حجم اختبارات الإصابة في البلاد، وهي استراتيجية الصين لمحاولة القضاء على الفيروس. وتم تأديب ما لا يقل عن 15 من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني من نانجينغ، عاصمة مقاطعة جيانغسو الشرقية، خلال عطلة نهاية الأسبوع من قبل هيئة مراقبة مكافحة الفساد التابعة للحزب، وذلك لفشلهم في منع تفشي المرض الذي بدأ في المطار الرئيس بالمدينة الشهر الماضي.
وحث ما شياووي، مدير لجنة الصحة الوطنية، المسؤولين في خطاب ألقاه يوم الأحد على "جعل عمل الوقاية من الوباء مسألة ذات أهمية قصوى"، مضيفاً أنه "يجب عليهم التغلب على شلل الفكر عند مكافحة الفيروس".
