قال خبراء المناخ في الأمم المتحدة، الاثنين التاسع من أغسطس (آب)، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر، ستبقى "غير قابلة للعكس لقرون أو لآلاف السنين".
وبغض النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع "لقرون بل لآلاف السنين" خصوصاً في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقاً للتقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول عام 2100.
وحذر الخبراء من أن قدرة الغابات والتربة والمحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من المرجح أن تتراجع مع استمرار الانبعاثات، وهو أمر يهدد الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحترار المناخي إلى مستويات مقبولة.
وعلى مدى العقود الستة الماضية، نجحت مصارف الكربون هذه في إزالة 56 في المئة من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من الغلاف الجوي، ما يحد من ظاهرة الاحترار المناخي. لكنها قد تصبح "أقل فعالية" في المستقبل، وفقاً للتقرير.
دور البشر "لا لبس فيه"
وأكد خبراء المناخ التابعون للأمم المتحدة، أن مسؤولية البشرية في ظاهرة الاحتباس الحراري "لا لبس فيها"، موضحين أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1.1 درجة تقريباً منذ القرن التاسع عشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء التي طورت التقرير، "من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه".
وتوقع التقرير أن يصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية مقارنةً مع عصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة عام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات.
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة، التي تشكل أحد البنود الرئيسة لاتفاق باريس المناخي، بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
الظواهر الجوية القصوى
وحذر الخبراء من أن الكوكب سيشهد زيادة "غير مسبوقة" في الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر أو الأمطار الغزيرة حتى لو تمكن العالم من الحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية.
وستكون هذه الحوادث غير مسبوقة في تاريخ البشرية في "الحجم" و"التكرار" والوقت من العام الذي تضرب فيه أو المنطقة الجغرافية المتأثرة، كما يقول العلماء في ملخص تقني يحذرون فيه أيضاً من اجتماع ظواهر قصوى مثل موجة حر مع جفاف وأمطار وفيضانات، يمكن أن تسبب "تأثيرات كبيرة وغير مسبوقة".
وتعقيباً على تقرير خبراء المناخ، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي "يدمر الكوكب".
وأضاف في بيان أن التقرير وهو الأول من نوعه منذ سبع سنوات، هو "إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة من الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا".