Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طيف التوحد" يغمر مشاهير العالم الأكثر موهبة

أبرزهم إيلون ماسك وأنتوني هوبكنز ونجم مسلسل "Prison Break"

 الممثل وينتورث ميلر (أ ف ب)

الطبيب العبقري المتوحد شون مورفي الذي ينقذ حياة المرضى بحل لم يكن يخطر على البال في مسلسل "The Good Doctor"، لفريدي هايمور، ثم يسقط بجدارة في أول اختبار عاطفي اجتماعي له على الرغم من بساطته، لم يكن شخصية خيالية بالكامل، فالعالم مليء بموهوبين ومشاهير في مختلف المجالات يعانون اضطراب طيف التوحد "Autism"، إذ يميل أغلبهم، مثل شون بطل العمل المعروض على أربعة مواسم، للعزلة والتوتر الشديد حينما يجدون أنفسهم في وسط زحام، ومطلوب منهم التواصل المجتمعي مع من حولهم، وهي أعراض يمكن السيطرة عليها مع الاهتمام والخضوع لبعض التدريبات والعلاجات السلوكية. وأخيراً أصبح كثير من النجوم يكشفون عن معاناتهم من التوحد بعد صمت طويل، وبينهم الممثل الأميركي وينتورث ميلر بطل مسلسل " Prison Break".

اكتشاف متأخر

كشف ميلر (49 عاماً) الذي ترشح سابقاً لجائزة "غولدن غلوب" في رسالته على "إنستغرام"، أنه لم يتفاجأ أبداً بعد تشخصيه باضطراب التوحد قبل عام، إذ كان يعرف من قبل أنه مصاب بهذا الاضطراب العصبي النفسي، ومع ذلك لم يحصل على إثبات طبي رسمي إلا منذ سنة تقريباً، وهو توقيت متأخر للغاية. ولفت في رسالة مطولة عبر حسابه الرسمي بموقع الصور والفيديوهات الشهير، أنه لا يسعى لأن يكون ممثلاً لمن يعانون من هذا المرض في العالم، وكل ما يريده هو أن يعلن ببساطة أنه أصبح مصاباً بهذا الاضطراب، مشيراً كذلك إلى أنه كان يعاني لفترة طويلة الاكتئاب.

بشكل دائم، نرى أن مصابي متلازمات التوحد لديهم قدرات خاصة في حقول كثيرة، ما بين الفن والأدب والعلم والرياضة، فالقائمة تمتلئ بنجوم بارعين في مجالاتهم على مر التاريخ عانوا متلازمات التوحد، ويتوقع المؤرخون أن المرض نفسه أصاب أينشتاين وفان جوخ وبيتهوفن وموزارت وإسحاق نيوتن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن أبرز مشاهير كرة القدم حالياً مهارة وتفوقاً، اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قال عنه مهاجم المنتخب البرازيلي السابق روماريو، إنه عانى في طفولته "متلازمة أسبرجر" أحد أطياف التوحد، حين استغربت أسرته ميله للعزلة ومعاناته في تكوين صداقات، واليوم ميسي واحد من أساطير كرة القدم في العالم، يحقق إنجازات لا تتوقف بسبب موهبته غير الاعتيادية في الكرة.

متلازمة المشاهير

و"أسبرجر" هي المتلازمة نفسها التي أشار موقع "رانكر" إلى أنها أصابت كذلك رائد التكنولوجيا والأعمال الخيرية ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، فقد واجه اضطرابات وعدم اتزان ومشكلات في التواصل، ولكنه نجح في تجاوز كل ذلك، وبات من أهم رواد الأعمال في العالم وغيرت مشاريعه مصائر كثيرين، فيما صُنف مراراً كأغنى رجل في العالم وفقاً لقوائم متعددة. المتلازمة ذاتها، كذلك رافقت الممثلة الأميركية الحاصلة على جائزة "إم تي في" داريل هانا، وقد تحدثت الفنانة بانفتاح عن مرضها وكيفية تعاملها مع حالتها منذ سنوات.

وعلى الرغم من أن الممثل والكاتب الكندي الأميركي دان أيكرويد أعلن أنه كان مصاباً في طفولته بدرجة خفيفة من التوحد، ولكنه كان يواجه صعوبات دراسية جمة، إذ طرد من المدرسة بسبب هذا الاضطراب بعد تعرضه لنوبات تشنجية ومواجهته للوساوس، فالنجم الحاصل على جائزة "إيمي" والمرشح للأوسكار، يعتبر من أبرز من من تحدثوا عن مرضهم وتفاصيله بوعي وحكمة.

 

فيما اختار إيلون ماسك رائد التكنولوجيا ومؤسس شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية وأحد أبرز رواد الأعمال وأكثرهم جدلاً، أن يكشف عن مرضه بمتلازمة "أسبرجر" بطريقة كوميدية، وذلك في شهر مايو (أيار) الماضي، حينما أطل في برنامج "ساترداي نايت لايف" وتندر على حاله. أما أنتوني هوبكنز النجم العالمي الحاصل على الأوسكار، والذي يبهر الجمهور والنقاد بأدائه المتقن، فأعلن من قبل أنه لم يكتشف إصابته بمتلازمة "أسبرجر" إلا بعد أن أصبح كهلاً في الـ 70.

سرّ "أسبرجر"

يتكرر ذكر متلازمة "أسبرجر" وسماتها كثيراً في ما يتعلق بالمشاهير الموهوبين، وهو الأمر الذي يعلق عليها استشاري الصحة النفسية وليد هندي بالقول إن "هذه المتلازمة تعتبر من أبسط أطياف التوحد، حيث قد تمر مراحل الطفولة والمراهقة والشباب المبكر من دون أن تكتشف"، لافتاً إلى أن "أصحابها عادة يتميزون بالذكاء الحاد، وبالتالي فهي قد ترافق كبار العلماء الذي يقدمون للبشرية إنجازات ضخمة". وشدد هندي على أن تلك المتلازمة "لا يعتبرها بعض رواد الطب النفسي اضطراب طيف توحد نظراً لبساطتها، فأصحابها لديهم مشكلات في التفاعل مع الآخرين والتكيف الاجتماعي، وهي متلازمة قد تشهد تنحياً في مراحل متقدمة من حياة الشخص، ولكن مع ذلك فأصحابها يصابون بالاكئتاب بسهولة ولديهم قلق اجتماعي، فهم باختصار متفردون للغاية وشديدو الذكاء ولديهم سمات مختلفة في الحركة".

ويتابع أخصائي الصحة النفسية وليد هندي قائلاً، "أصحاب متلازمة أسبرجر تكون أزمتهم في عدم قدرتهم على التواصل اللفظي لمدة طويلة، وهم يفضلون الحديث مع عدد قليل من الأشخاص ويميلون أغلب الوقت للسكوت مع من لا يرتاحون معهم، حيث يتميزون بما يسمى الصمت الانتقائي، كما أنهم يحبون الروتين، بخلاف ذلك فإن الأوتيزم أو التوحد في صوره العنيفة يكون ملحوظاً في سن مبكرة جداً، حيث يبتعد الطفل عن محيطه، وإذا أجبره أحدهم على الحضور في تجمعات يصاب بهياج عصبي، فالتوحد متلازمة سلوكية ونفسية حادة في بعض أغلب الأوقات".

المزيد من منوعات