Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السجن لعسكري أميركي كشف عن ضحايا مدنيين للطائرات المسيرة

المدة تفوق السنتين ونصف السنة وترتبط بتسريب وثائق عن أخطاء الـ"درون" التي روج أنها تعمل بدقة تامة

لطالما تناقلت وسائل الإعلام مشاهد عن ضربات المسيّرات الأميركية في اليمن. وتظهر اللقطة بقايا سيارة أحد قيادات "القاعدة" بعد استهدافه بـ"درون"  (يوتيوب)

صدر حكم بالسجن لـ45 شهراً على دانيال هيل، وهو محلّل استخبارات في سلاح الجو الأميركي، بسبب دوره في تسريب معلومات عن العمل الداخلي لبرنامج مثير للجدال عن حرب الطائرات المسيّرة (درونات).
وفي 2019، وُجّهتْ تلك التهمة لهيل، 33 سنة، بعد تسريب وثائق تضم معلومات سرية مرغوبة بشدة حول كيفية اختيار الجهات العسكرية أهدافها، وعن أعداد الضحايا المدنيين المرتفعة التي تُوقِعُها المسيّرات عن طريق الخطأ، على الرغم من افتراض كونها أداة حربيّة دقيقة.
وأوضح هيل لقاضٍ مَثُلَ أمامه في محكمة فيدرالية في فيرجينيا الثلاثاء الماضي، أنه قرر تسريب الوثائق السرية من أجل فضح ما أسماه "الكذب القائل بأن حرب الطائرات المسيرة تُبقينا سالمين، وقيمة حياتنا أكبر من حياتهم".
ووفق كلمات ذلك المحلّل، "أنا هنا لأنني سرقتُ ما لم يكن لي حق في أخذه، وهو روح بشرية نفيسة". وأضاف، "لم أعد أستطيع الاستمرار في العيش ضمن عالم يتظاهر فيه الناس بعدم حصول الأشياء التي تحصل فعلاً. من فضلك، سيدي القاضي، سامحني لأنني أخذت أوراقاً بدلاً من أخذِ روح إنسان".
في ذلك الصدد، يُشار إلى أن برنامج الطائرات المسيّرة الأميركي قتل منذ 2005 ما يتراوح بين 9000 و 17000 شخص، بحسب تقديرات مختلفة. وثمة إمكانية بأن صفوف أولئك الضحايا شملت آلاف الأطفال وعديد من المواطنين الأميركيين، علماً بأن البيانات الحقيقية المتعلقة بذلك الأمر يجري حجبها من خلال توصيف الحكومة للقتلى الذين أوقعتهم غارات الطائرات من دون طيار بأنهم "أعداء سقطوا في المعركة"، ما لم يثبت العكس.

واستطراداً، أشار هيل الثلاثاء الماضي إلى أن "تسعة من أصل عشرة قتلى في حرب الطائرات المسيّرة يكونون من الأبرياء". وأضاف "عليك أن تقتل جزءاً من ضميرك كي تنهض بعملك هذا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وفي المقابل، اتّخذ مسؤولون فيدراليون موقفاً أقل مثالية حيال سلوك هيل. إذ ذكر ليام أوغرايدي، وهو قاضي المحكمة الجزئية الأميركية الذي ترأس المحاكمة، إن المحلّل السابق لم يكن "يُحاكم بسبب حديثه علناً عن قتل برنامج الطائرات المسيّرة مدنيين أبرياء"، بل أنه "كان يستطيع أن يؤدي دور مُطلِق صفارة الإنذار بشأن تلك المخالفات، من دون أن يأخذ أياً من تلك الوثائق".
في تطوّر موازٍ، أورد غوردون كرومبيرغ، مساعد المدعي العام الأميركي، في إحالة الدعوى أن تسريبات هيل قد عرّضت الأمن القومي للخطر.
وبحسب كرومبيرغ، "لا نعرف إن كانت هذه المعلومات قد استُخدمتْ فعلاً، أو أنها ستُستخدم في المستقبل، مِنْ قِبَلْ إرهابيين أو خصوم أجانب آخرين". وتابع، "نستطيع أن نعرف بصورة مؤكدة أن أفعال هيل قد غامرت بإلحاق الضرر بسلامة الأميركيين وأمنهم في الماضي، وستبقى تفعل ذلك في المستقبل".
وكذلك ألمح مسؤولون إلى أن موقع "إنترسبت" الإعلامي الذي يعنى في شكل أساسي بالحريات المدنية والأمن القومي، قد حصل على تلك الوثائق السرية المسرّبة.
في غضون ذلك، أصدرت بيتسي ريد، رئيسة تحرير "إنترسبت"، بياناً الثلاثاء الماضي جاء فيه أن "دانيال هيل سيقضي سنوات في السجن لتسريبه وثائق ألمَحَتْ الحكومة إلى أنها نُشرت في "إنترسبت". لقد كشفت تلك الوثائق عن حقيقة حرب الطائرات المسيّرة السريّة والمجرمة التي تشنها الحكومة، بما في ذلك أن قتل مدنيين كان منتشراً على نطاق أوسع مما اعترفت به الحكومة في أوقات سابقة. لا يذكر موقع "إنترسبت" بشيء عن مصادره. بيد أن من كشف عن الوثائق المعنية، كائناً من كان، قد خدم من دون شك، غرضاً عاماً نبيلاً".

© The Independent

المزيد من دوليات