Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إصابات متحورة "دلتا" تهيمن وستؤدي إلى تلاشي "بيتا" عالمياً

أظهرت بيانات حديثة أن انتشار "بيتا" في مختلف أنحاء العالم انخفض خلال عام 2021 في وقت سيطرت "دلتا" الشديدة العدوى 

"عندما تنتقل االفيروسات إلى مضيفيها، تطلق عدداً كبيراً من المتحورات" (رويترز)

توقع عدد من العلماء أن متحورة "بيتا" من فيروس "كورونا" ستتلاشى في الأشهر المقبلة بسبب هيمنة نظيرتها "دلتا".

تُظهر البيانات أن معدل انتشار "بيتا" حول العالم قد انخفض على مدى العام الحالي، فيما ما زالت إصابات "دلتا" الشديدة العدوى، التي في مقدورها أيضاً التملص جزئياً من لقاحات "كوفيد"، آخذة في التصاعد في بلدان عدة.

في كل بلد، تُخزن المعلومات الخاصة بالحالات المتسلسلة وراثياً، التي تسمح للعلماء بتحديد أي من متحورات "كوفيد" تسببت في إصابة المريض، في عدد من المراكز المفتوحة المصدر المتاحة أمام المستخدمين على شبكة الإنترنت، من بينها "المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا" المعروفة باسم "غيسيد" (Gisaid).

صحيح أنه في بعض الحالات لا يصار إلى مشاركة عدد من البيانات، وأن بلاداً عدة تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لتنفيذ عمليات رصد الجينوم (المادة الوراثية للفيروس)، غير أن أرقام "غيسيد" تظهر أن قلة قليلة من البلاد ترصد الآن متحورة "بيتا"، التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب أفريقيا أواخر العام الماضي، بين إصابات "كورونا".

بين 15 و21 مارس (آذار) الماضي، سُجل على مبادرة "غيسيد" رقم قياسي على مستوى العالم بلغ ألفاً و956 إصابة "بيتا"، من بين 91 ألفاً و644 حالة متسلسلة جينياً أُبلغ بها المركز المفتوح المصدر.

يشير ذلك إلى أن متحورة "بيتا" تسببت بنحو اثنين في المئة من جميع إصابات "كورونا" حول العالم في منتصف مارس، علماً أن هذا الرقم، على الأرجح، أقل من المعدل الحقيقي بسبب شبكات الرصد المحدودة في معظم البلاد.

بحلول 11 يوليو (تموز) الحالي، كانت 0.4 في المئة فقط من الحالات المتسلسلة جينياً التي أبلغت بها "غيسيد" مصابة بمتحورة "بيتا".

في الوقت نفسه، استحوذت "دلتا" على 70.4 في المئة من جميع الحالات المتسلسلة، بعدما كانت شكلت سابقاً 0.1 في المئة فقط من الإصابات في منتصف مارس. كذلك، أدت هيمنتها إلى تراجع في حالات "ألفا" حول العالم.

ومع ذلك، ثمة استثناءات في البيانات، إذ سجل بعض البلاد أخيراً ارتفاعاً في إصابات "بيتا". في الأسابيع الأربعة الماضية، أبلغت إسبانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا عن 148 و79 و22 حالة جديدة على التوالي من هذه المتحورة، وفق "غيسيد".

ولكن على الرغم من ذلك، لدى العلماء ثقة تامة في "دلتا" تتفوق على نظيرتها "بيتا" على أوسع نطاق، وأن الأخيرة تتجه نحو الاندثار في بعض أنحاء العالم.

في الواقع، "تجيد (بيتا) فعلاً الهرب من الأجسام المضادة التي تولدها اللقاحات، ولكنها خلافاً للمتحورتين (ألفا) و(دلتا)، ليست لديها، أو أقله لم يثبت أحد حتى الآن، قدرة قوية جداً على الانتقال من شخص إلى آخر"، حسبما قال أريس كاتزوراكيس، بروفيسور في التطور وعلم الجينوم في "جامعة أكسفورد".

بناء عليه، وفق البروفيسور كاتزوراكيس، من المحتمل أن تتفوق على "بيتا" المتحورتان "ألفا" و"دلتا" كلتاهما في المجموعات السكانية التي لم تتلق اللقاحات كاملة. وليس حدوث ذلك بأمر مستغرب.

تحتوي "بيتا"، المعروفة سابقاً باسم "بي.1. 351" (B.1.351)، على طفرات جينية عدة في التركيب الجيني البروتيني "سبايك" spike، علماً أنه الجزء المسؤول عن تنفيذ عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية والولوج إليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تندرج بين الطفرات التي طرأت على "سبايك" طفرة "إي 484 كي" (E484K) التي يبدو أنها تساعد الفيروس على الهرب جزئياً من الأجسام المضادة، من ثم تخفض مستوى الحماية التي يوفرها الجيل المعتمد حالياً من اللقاحات.

مثلاً، كشفت دراسة في هذا الشأن تعود إلى فبراير (شباط) الماضي أن فاعلية لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا" تراجعت لتصل إلى 10.4 في المئة فقط لدى من أصيبوا بمتحورة "بيتا".

ولكنها لما كانت، مقارنة مع المتحورتين "دلتا" و"ألفا"، أقل قدرة على العدوى ضمن المجموعات السكانية التي لا تمتلك مناعة أو لديها ذاكرة مناعية منخفضة، واجهت صعوبة في ترسيخ وجودها.

والحال أن "الفيروسات عندما تنتقل إلى مضيفيها [من الحيوانات إلى البشر] فإنها تطلق عدداً كبيراً من المتحورات"، قال البروفيسور بول هانتر، الخبير في حماية الصحة والأمراض المعدية في "جامعة إيست أنجليا"، مضيفاً "أنها تتطور بسرعة كبيرة وتحاول أن تتوافق بشكل أفضل مع المضيف الجديد".

"ما إن تحصل على التوليفة الأنسب، كما لو أنك أمام المفتاح المناسب لقفل ما، تسيطر هذه المتحورة وتنجح في استبعاد المتحورات الأخرى كافة".

"بعد هذه المرحلة، تواصل المتحورة تطورها ولكن على نحو أبطأ كثيراً. أعتقد أن نسخة (بيتا) كانت واحدة من تلك المحاولات الضعيفة للحصول على القفل الأفضل للمفتاح".

اقترح البروفيسور هانتر أن "بيتا" يمكن أن تزول في غضون عام أو "تبقى هناك في زاوية منسية طويلاً من الكوكب".

قال جوناثان بول، بروفيسور في علم الفيروسات الجزيئية في "جامعة نوتنغهام" البريطانية، إن متحورة "بيتا" تبدو "ضعيفة نوعاً ما" فيما يتصل بـ"لياقتها العامة".

ومع ذلك، أقر علماء بأن الظروف يمكن أن تتغير لصالح متحورة "بيتا" عندما تتحسن معدلات التطعيم في مختلف أنحاء العالم.

مثلاً، في مجموعة سكانية ذات مستوى عالٍ من التطعيم، يمكن أن تؤدي الطفرة "إي 484 كي" التي تتميز بها "بيتا"، إلى جانب طفرات أخرى تعرض لها الجينوم الخاص بها، دوراً أكبر وأكثر تأثيراً.

قال البروفيسور كاتزوراكيس "بسبب المشهد الانتقائي المتغير، يمكن أن تحظى (بيتا) بميزة تنافسية نسبياً ضمن مجموعة سكانية ذات مستوى عالٍ من التطعيمات".

"من الممكن أنه بمجرد تلقيح عدد كافٍ من الأشخاص يمكن أن تبدأ (بيتا) تزداد انتشاراً نسبياً- ولكن مع ذلك، لن تصل إلى معدل انتشار (دلتا) بين الناس".

ويرجح، وفق كاتزوراكيس، أن الجمع بين ميزة القدرة على العدوى والإفلات من اللقاح قد يمنح "دلتا" "الأفضلية دائماً" على غيرها من متحورات.

© The Independent

المزيد من صحة