Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معجم تونسي شامل لمصطلحات الفنون البصرية

سامي بن عمر يضع أمام القارئ العربي كتاباً موسوعياً يتناول قضايا الفن

لزحة للرسام التونسي نجيب بلخوجة (صفحة الرسام على فيسبوك)

ما هي الصورة؟ وما هو الفراغ؟ وما العلامة؟ وما هي الكلاسيكية والتكعيبية والمستقبلية وغيرها من مدارس وحركات الفن الحديث والمعاصر؟ وكيف ظهرت؟ هذا ما يمكن أن نتعرف عليه من خلال الكتاب الموسوعي للفنان التونسي سامي بن عامر "معجم مصطلحات الفنون البصرية" الصادر حديثاً عن دار "المقدمة" للنشر في تونس، بتقديم الباحث الحبيب سيدهم، رئيس جامعة تونس والفنان التونسي الحبيب بيدة. يضم الكتاب 760 صفحة مقسمة حسب الأبجدية العربية، لتغطي كافة ألفاظ أو مصطلحات الفنون البصرية على اختلافها وتنوعها. وهو يضيف بهذا الجهد إلى المكتبة العربية، عملاً يهم المتخصصين والمهتمين على حد سواء. فلطالما افتقرت المكتبة العربية إلى مثل هذه الإصدارات الموسوعية في مجال الفنون البصرية.

يتطرق الكتاب إلى مئات المصطلحات والألفاظ المستخدمة والمتداولة في مجال الممارسة البصرية الإبداعية، وفي مجال الكتابة النقدية والصحافية حول الفنون. بعض هذه المصطلحات قد يكون بديهياً في نظر البعض، غير أن هذه المعرفة البديهية بتلك المصطلحات، يمكن أن تحمل في طياتها بعض المغالطات الشائعة نتيجة للتداول والاستخدام. لهذا تأتي أهمية هذا المعجم من أجل وضع تعريف شبه جامع لكافة المعاني التي تحملها هذه الكلمات الشائعة الاستخدام. في تعريفه للصورة مثلاً يقول بن عامر "هي تمثيل ذات أو شيء من طريق الفنون الغرافيكية أو التشكيلية أو الفوتوغرافية أو الفيلم أو غير ذلك. والصورة في الفنون البصرية هي التمثيل البصري لشخصيات أو لأغراض أو لمكان أو لفكرة بالاعتماد على أداة يدوية كالقلم أو الريشة أو على عامل آلي كالطباعة وآلة التصوير أو الفيديو. وتكون الصورة ثابتة أو متحركة. وقد عرفت الصورة التشكيلية في التاريخ استعمالات مختلفة تغيرت حسب الزمان والمكان، وحسب الثقافات والسياسات والأديان".

تأليف عربي وليس ترجمة

وجاء في تعريفه للحفر "يقصد بالحفر الفن الذي يعتني بإنتاج نسخ متعددة لصورة على الورق. والاختبار الذي يتم الحصول عليه يوضح نصاً أو يفصل عملاً فريداً (نحت، ورسم، وهندسة معمارية... ) أو يشكل طباعة بالمعنى الحصري. وينتمي الحفر إلى الطباعة، ويمكن أن يكون ذا أهداف حرفية أو صناعية، أو يتم توظيفه فنياً ليصبح بذلك من أحد أنواع الفنون التشكيلية".

"معجم مصطلحات الفنون البصرية" ليس مجرد نقل أو تعريب لمفاهيم أومصطلحات الفنون من لغة أجنبية إلى اللغة العربية، كما يقول المؤلف، بل هو محاولة لاستقراء انعكاس هذه المفاهيم وتبلورها في الأوساط الفنية العربية، ومن ثم وضع التعريف الخاص بها حسب شيوعه في الأوساط الفنية العربية. يرى بن عامر أن المعجم على هذا النحو يلبي حاجة المهتمين من فنانين ونقاد ومتذوقين إلى مثل هذه المادة ، فعلى الرغم من كونها مادة متخصصة، إلا أنها ذات أهمية لكل محب ومهتم بالفنون البصرية على نحو عام.

يرى الفنان الكاتب سامي بن عامر في مقدمته للكتاب، أن كل مجال معرفي يتأسس على منظومة من المصطلحات التي تنتج معرفته، وهو ما يعطيها أهمية كبيرة ويدفع الباحثين إلى استقرائها بحثاً عن المعنى، وتطلعاً إلى باطن المعرفة المتجددة بتجدد الفكر والعصر. فلا شك أن لا سبيل إلى اعتماد أي مصطلح دون اعتبار المنظومة الفكرية والفلسفية المنتمية إلى الفضاء الزمني الذي يولد فيه، فكل مصطلح له مجاله وطبيعة معرفته. ولا يمكن التعامل مع مادة معرفية ما، دون اعتبار تغيرات معرفتها عبر الزمان، إذ ليس بالإمكان مسايرة تطورها دون التمعن في مدى تناسب المصطلحات المعتمدة في دراستها، فالفكر البشري متطور دائم التطور. ويرى أن تعاريف الفن الواردة عبر التاريخ مختلفة، وكذلك المصطلحات الواردة عنها، وقد يصل هذا الاختلاف في بعض الأحيان إلى حد التضاد. فكل تعريف متعلق أساساً بطبيعة العلاقات التي تربط الإنسان بالعالم في فترة زمنية معينة من التاريخ، وبطبيعة تفكيره وتقدم بحثه في هذا الميدان. ولعل التغيرات الكبيرة التي طرأت على معنى الفن نبعت أساساً من الفترات المهمة في تاريخ البشرية التي أسهمت مباشرة في إثراء الفكر البشري وفي تقدمه. ويقول، "لقد أردنا أن يكون هذا المعجم أداة بحثية ناجعة، تعين الباحث العربي الساعي إلى التعمق في المجال المعرفي البصري عموماً والتشكيلي بالخصوص في استبطان مصطلحاته".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يمثل هذا المعجم الموسوعي لمصطلحات الفنون البصرية كما يقول بن عامر "نتاج عمل تواصل طوال عشريات ثلاث، واستمد مادة معارفه مما أنجزناه ووثقناه في مسيرتنا الجامعية من دروس وبحوث ودراسات متعددة ومحاضرات ونقاشات ضمن ندوات علمية وتعليمية مختلفة، وما كسبناه من مسيرتنا الفنية التي أفرزت معارف تراوح بين الممارسة الفنية والصياغة النظرية".

تخرج سامي بن عامر في جامعة السوربون، حاملاً شهادة الدكتوراه، وعمل في تدريس الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة في تونس ثم كمدير له، كما شغل منصب الأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وكُلف مهمة إعداد المتحف الوطني الحديث والمعاصر في تونس. صدر له كتاب "الفنون الجميلة: الاصطلاح وموقعه من الفكر الحديث"، وله عديد من المعارض الفردية، كان آخرها معرضه الافتراضي في عام 2020، الذي حمل عنوان "لمسة مميتة"، كما شارك بأعماله في عشرات الفعاليات الجماعية المحلية والدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة