Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراشق تركي أوروبي في ذكرى اجتياح شمال قبرص

أردوغان يتمسك بحل الدولتين وواشنطن تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من أنقرة استفزازياً وغير مقبول

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة الشطر الشمالي من قبرص في الذكرى الـ47 للاجتياح التركي (أ ب)

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 20 يوليو (تموز)، تمسّكه بحل يقوم على دولتين في قبرص، في كلمة شديدة اللهجة ألقاها خلال زيارة الشطر الشمالي من قبرص في الذكرى الـ47 للاجتياح التركي، الذي أدى إلى تقسيم الجزيرة المتوسطية، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تأكيد رفضه مساعي أنقرة.

وقال أمام حشد خلال عرض عسكري في الشطر الشمالي من العاصمة، "ليس لدينا 50 عاماً لنضيعها"، في إشارة إلى عقود من جولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة باءت بالفشل في توحيد الشطرين اليوناني والتركي القبرصي من الجزيرة.

وأضاف أردوغان، "لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين". واعتبر أنه "لا يمكن استئناف عملية تفاوض جديدة إلا بين دولتين"، مضيفاً "من أجل هذا، يجب تأكيد السيادة والمكانة المتساوية للقبارصة الأتراك. وهذا أساس الحل".

ووسط هتافات مؤيدة من الجموع التي كانت تلوح بالأعلام التركية، اتهم أردوغان السلطات القبرصية اليونانية بـ"الحؤول دون أي طريق نحو حل" بتبني "موقف متطرف... منفصل عن الواقع".

ورفض تحذيراً هذا الشهر من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن بروكسل "لن تقبل" بحل الدولتين في قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي.

رفض أوروبي وإدانة أميركية

وأعرب المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، عن "قلقه" لإعلان أردوغان، معتبراً أنه "غير مقبول".

وقال بوريل في بيان، "يشدد الاتحاد الأوروبي مجدداً على ضرورة تفادي الخطوات الأحادية المنافية للقانون الدولي، والاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية".

ووصفت أنقرة مساء الثلاثاء الانتقادات التي وجّهها بوريل إلى أردوغان بشأن قبرص بأنها "بطالة ولاغية"، معتبرة أن بروكسل لا يمكنها الاضطلاع بأي دور لحل النزاع في الجزيرة المتوسطية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن الولايات المتحدة تدين الإعلان الخاص بنقل أجزاء من مدينة فاروشا إلى سيطرة القبارصة الأتراك.

وقال بلينكن إنّ "الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازياً وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام".

وأضاف "نحضّ القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن القرار الذي أعلنوا عنه اليوم وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020" في المنتجع السياحي المهجور.

ولفت البيان إلى أنّ "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء يشاطرونها رأيها لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن الدولي، وسنحثّ على استجابة قوية".

وتابع "نؤكّد على أهمية تجنّب الأعمال الاستفزازية الأحادية الجانب التي تزيد التوتّرات في الجزيرة وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات تسوية قبرص وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وجدّد الوزير الأميركي التذكير بموقف الولايات المتّحدة "المؤيّد لتسوية شاملة بقيادة القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة في إطار اتّحاد ثنائي المنطقة والطائفة لما فيه خير جميع القبارصة والمنطقة".

صفارات الإنذار

وعلى نقيض الاحتفالات في الشطر الشمالي، دوت صفارات الإنذار في الشطر الجنوبي من نيقوسيا في الساعة الخامسة والنصف (2:30 بتوقيت غرينتش)، تذكيراً ببدء الغزو التركي في 20 يوليو 1974.

وقبرص مقسّمة منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي عام 1974. وانضمّت جمهورية قبرص عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر مكتسباته بالشطر الجنوبي من الجزيرة، حيث يقطن قبارصة يونانيون وتحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة. أما في الشمال، فلا تعترف سوى أنقرة بـ"جمهورية شمال قبرص التركية".

توسعة فاروشا

وفي مستهل زيارته التي بدأت الاثنين، تعهد أردوغان "عدم تقديم تنازلات" في ما يتعلق بجهود أنقرة التوصل لاعتراف دولي بـ"جمهورية شمال قبرص التركية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأمام مجلس ممثلي "جمهورية شمال قبرص التركية" قال، "على هذه الجزيرة دولتان وشعبان". وأضاف، "لن نقدم أي تنازل على هذا الصعيد".

وتؤكد تصريحات أردوغان الدعوة لاعتراف دولي التي أطلقها زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار، الذي انتخب في أكتوبر (تشرين الأول) بعد حملة وعدت بالسعي لحل قائم على دولتين وليس دولة فيدرالية.

وأعلن تتار الذي كان يجلس إلى جانب أردوغان الثلاثاء، عن بدء "المرحلة الثانية من خطة توسعة" فاروشا، المدينة التي تشكل رمزاً لتقسيم قبرص، والتي غادرها سكانها القبارصة اليونانيون في أعقاب الاجتياح.

وشدد أردوغان على أن "الحياة ستُستأنف في فاروشا"، مجدداً دعوته للمالكين القبارصة اليونانيين إلى المطالبة، عبر لجنة قبرصية تركية، بتعويض عن خسارة ممتلكاتهم في 1974.

خط أحمر

وفاروشا التي كثيراً ما كانت وجهة للسياح الذين كانوا يقصدونها للاستمتاع بمياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة، باتت منذ عقود مدينة مقفرة محاصرة بالأسلاك الشائكة، وتستخدم ورقة تفاوض. وإعادة فتحها خط أحمر بالنسبة إلى السلطات القبرصية اليونانية.

لكن الجيش التركي أعاد فتح أجزاء من شاطئها العام الماضي، قبل أسابيع على انتخاب تتار.

وكان أردوغان قد زار فاروشا في خطوة نددت بها جمهورية قبرص واعتبرتها "استفزازاً غير مسبوق".

ومذاك، تم تنظيف طريق رئيس هو جادة ديموكراتياس، وانهمك العمال في إجراء تحسينات عليه تحسباً لزيارة ثانية محتملة.

وشدد أردوغان على أن تدابير إعادة إحياء البلدة ستحترم حقوق الملكية. وقال، "لن يُظلم أحد من جديد"، مضيفاً "على العكس، ستُعالج المظالم الحالية. لسنا طامعين بأراضي أي شخص أو حقوقه أو ممتلكاته، لكن لا أحد يستطيع أن يمس حقوق تركيا أو جمهورية شمال قبرص التركية".

تمسك روسي بالقرارات الدولية

وغرد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الثلاثاء، قائلاً إن "إراقة الدماء" حول قبرص "رفضها المجتمع المتمدن".

وأضاف، "الوقت يمضي لكن لا أحد ينسى"، وتابع "الرسالة التي تنادي بحل عادل مع جزيرة موحدة ومن دون أي جيش محتل، لا تزال قوية وصامدة وناشطة".

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى قبرص الأربعاء، غداة زيارة أردوغان.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن الوزير سيرغي لافروف كرر في اتصال هاتفي الثلاثاء بوزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليدس، التمسك "بالتطبيق الكامل للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي".

المزيد من الشرق الأوسط