Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق "دراو"... قبلة تجارة الجمال في مصر

فوائد صحية عديدة للحومها تنعش سوق تجارتها سنويا مع حلول عيد الأضحى

تعد "سوق دراو" شمال محافظة أسوان جنوب مصر، أكبر مركز لتجارة الجمال بمختلف أنواعها وأحجامها في البلاد، وتشهد رواجاً كبيراً مع اقتراب عيد الأضحى، إذ تستقبل أسبوعياً قرابة عشرة آلاف جمل من السودان، كما ينظم عدد من الشركات السياحية رحلات للوافدين عقب جولاتهم بمعابد أسوان لقضاء وقت ممتع في التقاط الصور المميزة لعمليات البيع والشراء.

يقع سوق الجمال بمركز دراو على بعد 40 كيلومتراً من مدينة أسوان، ويُعقد يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع على مساحة تقدر بعشرة أفدنة، ويعتبر مركزاً تجارياً لتسويق الجمال السودانية عقب انتهاء الحجر البيطري بمدينة دنقلة، لذا يقصده تجار المحافظات المصرية كافة لشراء أفضل الإبل بمختلف أحجامها. ويعد توريد الجمال السودانية إلى مصر أحد أهم المصادر التجارية لأبناء مركز دراو، منذ مئات السنين، بل كانت وما زالت حلقة وصل بين أبناء الدولتين بتلك التجارة الرائجة.

عن رحلة الجمال من داخل السودان إلى سوق دراو، قال محمد اليعربي، تاجر ومورد، "يجرى جلب الجمال من داخل المراعي الكبرى بأبرز ثلاث مناطق في السودان: دارفور، وكردفان، والفاشر، ثم يتحرك التجار بها لتصديرها إلى محجر دنقلة شمال الخرطوم، لتستمر داخله قرابة سبعة أيام، هي فترة الحجر البيطري. عقب انتهائها تُشحن إلى معبر (أرقين) بمسافة تبلغ 270 كيلومتراً بعد سداد الرسوم، لتدخل الجمال مشحونة إلى مصر عبر منفذ أبو سمبل، وتُفحص في المحجر البيطري وتُؤخذ عينات منها للتأكد من سلامتها، بعدها تستغرق الرحلة قرابة 13 يوماً إلى الوجهة الأخيرة بسوق دراو".

وأضاف اليعربي، "كل تاجر يحرص على تعليم الجمال الخاصة به عبر علامة مميزة في الرقبة حتى لا يفقدها إذا ما جرى اختلاط مفاجئ مع أخرى"، لافتاً إلى "أنه عند وصول التجار إلى بوابات سوق دراو، يجرى جرد الجمال لكل تاجر بعد التأكد من ربط الساق اليسرى لها جيداً بهدف السيطرة عليها، بعدها توضع في مساحة تحيط بها بعض جذوع النخل، لتبدأ عملية البيع لتجار الأضاحي والمواطنين، وتحمل بعد ذلك عبر سيارات الشحن الثقيل مع ملاكها الجدد".

الرواج الأكبر بعيد الأضحى

وأشار مصدر خاص بمجلس مدينة دراو، إلى "أن موسم عيد الأضحى ينعش تجارة الجمال بهذه السوق، حيث يُورد قرابة عشرة آلاف رأس أسبوعياً، عبر المنافذ البرية من السودان، نظراً إلى حجم الإقبال الكبير من تجار الأضاحي من المحافظات المصرية كافة".

فيما قال عبد الراضي المسعودي، تاجر جمال مصري، "إن عملية بيع الجمال يحسمها الوزن والتغذية الجيدة، والخلو من العيوب الظاهرية، واكتمال الأسنان، لذلك يعاين التجار الجمال جيداً قبل شرائها، ولا بد أن يميز كل جمل مرّ على الحجر البيطري المصري بعلامة خضراء في أذنه كدليل على السلامة البيطرية".

الأسعار

وأوضح المسعودي، "أن أسعار الجمال هذا العام تبدأ من خمسة آلاف جنيه (نحو 319 دولاراً) للجمل الصغير و12 ألف جنيه (765 دولاراً) للمتوسط، و30 ألف جنيه (1900 دولار) للكبير". موضحاً، "أن أسواق لحوم الجمال تشهد إقبالاً متزايداً من المواطنين، لتواضع أسعارها وفوائدها العديدة". وذكر "أن السوق باتت تشهد إقبالاً من المواطنين الذين يرغبون في الأضحية بجانب التجار، فطبقاً للسُّنة النبوية، يجوز التضحية في عيد الأضحى بالجمل، كما يجوز أن يشترك فيه سبعة من المسلمين، يحصل كل منهم على سُبعه كأضحية تجزي عنه كنظيرتها المستقلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن فوائد لحوم الجمال، قال محسن الإدفوي، أستاذ العلوم البيطرية، "إن لحم الجمال يحتوي على نسبة قليلة من الدهون، ولذلك يُنصح به لمن يرغب في الحفاظ على الوزن المثالي لمكافحة السمنة، كما يحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان"، مشيراً إلى "أن أنسجة لحوم الجمال تحتوي على نسبة عالية من الحديد، تعمل على تقوية المناعة لمن يداوم على تناولها بشكل صحي".

مقصد سياحي

وذكر علي القناوي، مرشد سياحي، "أن أعداداً كبيرة من السائحين يحرصون على زيارة (سوق دراو) للجمال لالتقاط الصور معها، لأن تجربة امتطاء الجمل تضفي جواً من البهجة على الأفواج السياحية"، لافتاً إلى "أن السائحين يحرصون على توثيق زيارتهم لسوق دراو عبر أفلام قصيرة يقومون بتحميلها على موقع يوتيوب".

وطالب القناوي وزارة السياحة المصرية باعتماد مدينة دراو مزاراً سياحياً، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات السياحية للمدينة التي تخلو من أي معابد أثرية، بهدف خلق قطاع اقتصادي جديد بتلك المدينة البائسة، التي لا تشتهر سوى بتجارة الجمال. متذكراً زيارة سفير اليابان في القاهرة، نوكي ماسكي، المدينة، وسعادته بتجربة زيارة سوق دراو بشمال أسوان خلال جولة سياحية.

وذكرت ليندا بطرس سائحة بلجيكية، "أنها لم تكن تتخيل أن الشعوب العربية تعشق اقتناء وتجارة الجمال، ويقيمون لها الأسواق، لافتة إلى أن زيارتها سوق دراو كانت تجربة رائعة، خصوصاً للقواعد التي يحفظها المواطنون لاختيار الجمل المميز كالكشف على أسنانه وعدها وفحصه في جميع أنحاء جسده، ومعاينة مشيته، ومن الرائع أن الجمل يطيع صاحبه، وحينما يحثه ويأمره بالجلوس أو الصعود سرعان ما يستجيب في صمت عجيب".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات