Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير لجونسون: سياسة عدوى كورونا الجماعية "خطر على العالم"

يعقد خبراء دوليون قمة طارئة قبل رفع كل قيود الإغلاق في إنجلترا

العديد من الخبراء يرون أن قرار بوريس جونسون إلغاء إلزامية التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية يشكل سياسة "قاتلة" (أ ف ب)

تعرضت حكومة بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، لضغوط تحثها على إعادة النظر بصورة عاجلة في خطتها الرامية إلى إنهاء القيود المعمول بها لاحتواء "كوفيد- 19" في إنجلترا، اليوم الإثنين 19 يوليو (تموز)، إذ حذر علماء دوليون من أن هذه الخطوة تشكل "خطراً يتهدد العالم".

أكثر من ألف و200 عالم من مختلف أنحاء العالم أدانوا قرار رئيس الوزراء المضي قدماً في ما يسمى "يوم الحرية" في 19 يوليو الحالي، واصفين إياه بـ"غير العلمي واللاأخلاقي".

في التفاصيل أن عدداً من الخبراء عقدوا قمة طارئة، يوم الجمعة الماضي، محذرين من أن قرار حكومة المملكة المتحدة إلغاء إلزامية التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية يشكل سياسة "قاتلة" تتمثل في "مناعة القطيع (المجتمعية) التي تتحقق عبر العدوى الجماعية".

العلماء، الذين كانوا جميعاً كتبوا رسالة موقعة إلى مجلة "ذا لانسيت"، "The Lancet"، الطبية محذرين فيها من اعتزام الحكومة البريطانية رفع القيود، يتخوفون من أن إعادة فتح البلاد الأسبوع المقبل في إنجلترا ستسمح لمتحورة "دلتا" (التي رصدت للمرة الأولى في الهند) بالانتشار بسرعة في شتى أنحاء العالم.

يجيء تحذير العلماء من رفع قيود "كورونا" كلها عقب تسجيل المملكة المتحدة ما يربو على 50 ألف حالة، يوم الجمعة المنصرم، علماً أنه الرقم الأعلى لها منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي. كذلك شهد البلد 49 حالة وفاة إضافية حدثت في غضون 28 يوماً من حصول الضحايا على نتائح موجبة (تأكيد الإصابة) في اختبارات الكشف عن الفيروس، ما يرفع حصيلة وفيات المملكة المتحدة من الجائحة إلى 128 ألفاً و642 وفاة.

تشير البيانات الأحدث الصادرة عن "مكتب الإحصاءات الوطنية"، "Office for National Statistics"، في بريطانيا إلى أن واحداً من كل 95 شخصاً في إنجلترا التقط عدوى "كوفيد-19" الأسبوع الماضي، مع حصول 67.5 في المئة من السكان الراشدين على الجرعتين المطلوبتين من اللقاح المضاد، و87.6 في المئة على جرعتهم الأولى.

البروفيسور مايكل بيكر، وهو عضو في المجموعة الاستشارية المعنية بـ "كوفيد-19" التابعة للحكومة النيوزيلندية، قال إن قرار المملكة المتحدة رفع القيود في وقت تتزايد معدلات العدوى بسرعة كبيرة في البلاد، ترك زملاءه في "ذهول" و"صدمة".

وأعرب مستشارون رسميون لدى حكومات نيوزيلندا وإسرائيل وإيطاليا عن قلقهم من استراتيجية حكومة المملكة المتحدة.

هكذا، زعم البروفيسور بيكر أن المملكة المتحدة تعاملت في البداية مع الجائحة "بنهج المناعة المجتمعية... الذي سرعان ما لقي الرفض باعتباره غير مقبول"، وأضاف، "يبدو الآن، بشكل مستغرب، أن المملكة المتحدة ستتبع مجدداً النهج عينه".

انتقال العدوى تحت السيطرة؟

وليس بعيداً عن ذلك، قال البروفيسور ستيفن دوكيت، وزير الصحة السابق في أستراليا، إنه يتعين على المملكة المتحدة والحكومات الأخرى أن تتأكد من أن انتقال العدوى تحت السيطرة، وأن السكان محميين بالتطعيم قبل رفع القيود، وذكر البروفيسور دوكيت في هذا الصدد، "رفع الإغلاق في ظل غياب هذين العاملين، يأتي عليك بزيادة هائلة في حالات "كوفيد-19"، مضيفاً أنه "من غير المعقول" إنهاء القيود في ظل التفشي السريع للفيروس.

ووفق البروفيسور هوزيه أم مارتن مورينو، من "جامعة فالنسيا" في إسبانيا، "لا تؤثر سياسة المملكة المتحدة على مواطني المملكة المتحدة فحسب، إنما على العالم كله. ولا نجد تفسيراً لذلك (رفع الإغلاق)"

وزعم البرفيسور في الصحة العامة أن إسبانيا سبق أن ارتكبت خطأ إذ سمحت للعدوى بالارتفاع بين سكانها عبر إلغائها إلزامية وضع الكمامات. وقال مذكراً بتجربة بلاده، "قرر رئيس وزرائنا في إسبانيا في 26 يونيو (حزيران) الماضي إلغاء الارتداء الإلزامي للأقنعة الواقية في الهواء الطلق... ولكن استبعاد وسائل الحماية لاحتواء انتقال العدوى تجربة كارثية".

إنهاء القيود

في تطور متصل، انضم إلى الخبراء الدوليين بعض العلماء في مجموعة "اندبندنت سيج"، "Independent Sage"، في المملكة المتحدة، التي حثت "داونينغ ستريت" (الحكومة البريطانية) على إعادة النظر في إنهاء القيود.

وشرحت البروفيسورة كريستينا باغل، العضوة في المجموعة أيضاً أنه "نظراً إلى موقعنا كمركز سفر عالمي، فإن أي متحور يسود في المملكة المتحدة سيجد طريقه، على الأرجح، إلى بقية العالم".

"لقد شهدنا ذلك مع سلالة "ألفا" (رصدت للمرة الأولى في بريطانيا). ولدي ثقة تامة من أننا أسهمنا في ظهور متحورة "دلتا" في أميركا الشمالية وأوروبا. سياسة (حكومة) المملكة المتحدة لا تترك تأثيرها علينا فحسب، بل على الجميع"، حسبما أضافت البروفيسورة باغل.

وفي مداخلة لها في القمة التي عقدت عبر الإنترنت، قالت البروفيسورة باغل إن "أكثر ما يثير قلقي احتمال ظهور متحور جديد خلال الصيف الحالي. في ظل انتشار مستويات عالية جداً من حالات "كوفيد-19"، كما في إنجلترا الآن، وحقيقة أنها لن تختفي في أي وقت قريب، ووجود مجموعة سكانية محصنة جزئياً وليس كاملاً، فإن أي طفرة لديها قدرة أكبر على إصابة الملقحين تملك ميزة انتقائية كبيرة، ويمكنها تالياً أن تتفشى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي نفس مشابه، قال ويليام هاسيلتين، العالم الأميركي البارز المعروف بجهوده في مجال فيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز والسرطان في "جامعة هارفارد"، "طالما تطلعنا إلى المملكة المتحدة لإقرار سياسات جيدة ومعقولة. للأسف، لم تكن هذه الحال بالنسبة إلى جائحة كوفيد".

وفق هاسيلتين، "تؤدي (سياسة المملكة المتحدة في مواجهة كورونا) إلى كارثة كما تكشف لنا الأرقام. أتابع الأعداد يومياً في المملكة المتحدة، وأشعر بجزع شديد إذ أرى التزايد المتسارع جداً في الإصابات بين صفوف سكان أخذوا لقاحاتهم على غرارنا".

استراتيجية فتاكة

ومناعة القطيع، كما رأى هاسيلتين، "استراتيجية فتاكة في الحقيقة، أعتقد أن استخدام هذه الكلمة مناسب، لأنها فعلاً كذلك. معروف أنك تتخذ قراراً سيزهق أرواح الآلاف، وفي بعض الحالات عشرات الآلاف من الناس. إنها سياسة كارثية، وكان جلياً أنها سائدة منذ فترة، والمضي في تبنيها أمر غير معقول".

كذلك حذر البروفيسور والتر ريكياردي، رئيس "الاتحاد العالمي لجمعيات الصحة العامة" من أن "تأثير هذه السياسة يأخذ طابعاً دولياً، ذلك أنه من إنجلترا والمملكة المتحدة يتفشى الفيروس في سائر أنحاء العالم، تشهد أوروبا رحلات جوية من لندن كل يوم. وقد شهدنا سابقاً أن الفيروس ينتشر في جميع أنحاء أوروبا آتياً من المملكة المتحدة".

وتتزامن تحذيرات الخبراء مع اعتراف البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، بأن عدد مرضى "كوفيد" الموجودين في مستشفيات المملكة المتحدة يتضاعف حالياً كل ثلاثة أسابيع، ويمكن أن يبلغ "أرقاماً مخيفة جداً" في وقت قريب.

وقال البروفيسور ويتي، مساء الخميس الماضي، إنه لا يعتقد "أن علينا أن نستهين بحقيقة أن المتاعب يمكن أن تطاولنا مجدداً بسرعة مفاجئة"، وكشف أنه "لا يتوفر دليل واضح" يؤكد أن إرجاء الخطوة التالية من خريطة الطريق نحو رفع الإغلاق في إنجلترا سيصنع فارقاً في الحد من انتشار عدوى "كوفيد".

ولكن ريتشارد هورتون، رئيس تحرير مجلة "لانسيت"، قال، إن البروفيسور ويتي "يحرّف الرأي العلمي عن عمد" بادعاءات تقول إن نهج رئيس الوزراء يلقى دعماً واسع النطاق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة