Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميركل: فيضانات أوروبا "تفوق التصور"

أودت بأكثر من 190 قتيلاً في ألمانيا وبلجيكا فضلاً عن فقدان المئات

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتفقد بلدة شولد التي ضربتها الفيضانات (أ ف ب)

تفقّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الأحد 18 يوليو (تموز) الحالي، الأضرار التي سبّبتها فيضانات "القرن" في غرب أوروبا وأودت بـ190 شخصاً على الأقل في ألمانيا وبلجيكا، واصفةً إياها بأنها "تفوق التصوّر".

وقضت المستشارة الألمانية نحو ساعة في تفقّد بلدة شولد القريبة من بون سيراً على الأقدام، حيث فاض نهر آر، ما أدى إلى دمار كبير في المنطقة.

وتُعدّ هذه المنطقة الواقعة في ولاية راينلاند بالاتينات (غرب) إحدى المناطق الأكثر تضرراً، وقتل فيها 112 شخصاً من أصل 157 قضوا في البلاد جراء الفيضانات. وفي بلجيكا، أدت الكارثة إلى مقتل 31 شخصاً بحسب آخر حصيلة.

دمار "يفوق التصور"

وأبدت ميركل مراراً تأثرها خلال محادثتها سكان المنطقة الذين خسروا كل ما لديهم، وتعهّدت أن تقدم الدولة مساعدات لإعادة الإعمار.

وكانت المستشارة الألمانية تجري زيارة لواشنطن عندما وقعت الكارثة ليل الأربعاء الخميس.

وقالت ميركل وقد بدت مصدومة لما شاهدته من دمار لحق بالطرقات والجسور والمنازل ومن أشجار اقتلعتها المياه ومن أكوام من الحطام مغطاة بالوحول، إن "اللغة الألمانية قد تفتقر لكلمات تصف الخراب الذي وقع".

وأضافت في مؤتمر صحافي أن ما حصل "يفوق التصور ومخيف"، واعدةً بأن "تعمل الحكومة الفيدرالية والولايات معاً لإصلاح الأضرار".

وتعهّد وزير المال أولاف شولتس تقديم مساعدات حكومية طارئة بـ300 مليون يورو، وإطلاق السلطات برنامجاً لإعادة الإعمار بمليارات اليورو.

الوضع في النمسا

وفي حين تتجه الفيضانات إلى الانحسار في المنطقة الأكثر تضرراً، يتدهور الوضع في الجنوب على الحدود بين ألمانيا والنمسا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمّ الإبلاغ عن فيضانات في هذه المنطقة بسبب الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى مصرع شخص في الجانب الألماني من الحدود، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية ليل السبت الأحد. وأُعلنت "خطة كارثة" في منطقة بيرشتسغادن ونُشر مئات رجال الإطفاء.

وفي النمسا، غمرت المياه المدينة القديمة في هالين وتمّت تعبئة فرق الإطفاء في منطقتي سالزبورغ وتيرول.

ومساء السبت، سُجّلت فيضانات في منطقة ساكسونيا عند الحدود الشرقية للبلاد مع الجمهورية التشيكية.

وأعرب البابا فرنسيس الأحد عن "تضامنه" مع دول في أوروبا ضربتها الفيضانات.

أكثر من 300 في عداد المفقودين

وفي ألمانيا، يواصل عناصر الإغاثة البحث عن مفقودين بواسطة مروحيات وقوارب وغطاسين متخصصين.

وقال هانز ديتر فرانكن (65 سنة)، وهو من سكان بلدة شولد التي زارتها ميركل، "انجرفت عربات مقطورة وسيارات واقتُلعت أشجار وتحطّمت منازل. نعيش هنا منذ أكثر من 20 عاماً ولم نشهد أبداً أي شيء من هذا القبيل"، واصفاً المشهد بأنه "مثل الحرب".

وفي المقاطعة المحيطة بمدينة بون في ولاية رينانيا شمال فيستفاليا، لا يزال أكثر من 300 شخص في عداد المفقودين.

ودعا رئيس الاتحاد الألماني للمدن والبلديات غيرد لاندسبرغ، الأحد، إلى تحديث أنظمة الإنذار، مبدياً أسفه "لكون هذه الكارثة قد أعطت بادئ الأمر الانطباع بأن الأمر يقتصر على أمطار غزيرة من دون الإبلاغ عن شدّتها".

المنحى السياسي

واتخذت الفيضانات في ألمانيا منحى سياسياً قبل شهرين ونيف من موعد الانتخابات التشريعية التي ستترك بعدها ميركل السلطة. وبات المرشحون يتنافسون عبر طرح اقتراحات لتعزيز مكافحة التغيّر المناخي الذي يُعتبر بالنسبة إلى عدد كبير من الخبراء سبب الفيضانات.

وقالت ميركل، "لا أقول إن الفيضانات هي مثال للتغيّر المناخي لكن إذا ما نظرنا إلى الأضرار في الأعوام الأخيرة، فإنها ببساطة أكبر مقارنةً بما مضى"، داعيةً إلى بذل "جهد كبير جداً" وإلى تسريع السياسات المناخية.

وارتكب المحافظ أرمين لاشيت، وهو الأوفر حظاً لخلافة المستشارة، السبت هفوة مضرّة جداً بصورته. فظهر في مقطع فيديو يضحك أثناء مراسم تكريم رئيس الدولة لضحايا الفيضانات. وانتشر الفيديو بشكل واسع على الإنترنت ودفع الاستياء الوطني لاشيت إلى تقديم اعتذاره لتصرّفه "غير اللائق".

انطلاق عمليات التنظيف

وفي المناطق المنكوبة كافة، بدأ رجال الإطفاء والدفاع المدني والمسؤولون المحليون والعسكريون عمليات الكنس والتنظيف وإزالة أكوام الحطام الموحلة التي غالباً ما تغلق الطرقات.

وفي بلجيكا قرب لياج (شرق)، تضرر مصنع "غالير" للشوكولاتة وتوقف الإنتاج فيه.

وقالت المسؤولة الإعلامية في الشركة فاليري ستيفيناتو، خلال تفقّدها الموقع الذي غمرته المياه وتفوح منه رائحة الشوكولاتة الشهية، "المصنع هنا منذ عام 1976. لم نشهد في السابق على الإطلاق فيضانات في فو-سو-شيفرمون".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة