Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 سفن من جنسيات مختلفة تتعرض لـ"أعمال تخريب" في المياه الإماراتية

خارجية أبوظبي تصفه بالتطور الخطير... ويأتي على وقع التطورات الأخيرة في المنطقة

 إمارة الفجيرة هي الوحيدة التي تقع سواحلها على بحر عمان (موقع إمارة الفجيرة) 

أعلنت الإمارات العربية المتحدة، الأحد 12 مايو (أيار)، أنّ أربع سفن شحن تجارية تعرّضت لـ"عمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران، من دون أن تحدّد طبيعة هذه الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها، في واقعة نادرة في الدولة الخليجية التي تتمتّع باستقرار أمني كبير، بينما اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه تعليقاً على الحدث أن "تفجيرات الفجيرة في الإمارات تثبت هشاشة الأمن في جنوب المياه الخليجية".

وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن "أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباح اليوم لعمليات تخريبية (...) في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات“، قرب إمارة الفجيرة على بعد حوالى 115 كلم من إيران.

يأتي هذا الإعلان وسط تطورات متسارعة وحرب كلامية بين إيران والولايات المتحدة على خلفية تشديد واشنطن العقوبات على طهران باتخاذها إجراءات لتصفير تصدير نفطها، وعقوبات أخرى على قطاعات التعدين والحديد والصلب في إيران.

وأشارت إلى أن "العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن"، مضيفة أنّه يجري التحقيق "حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية".

ولم توضح الوزارة ظروف الواقعة النادرة في المياه الإماراتية.

لكنها اعتبرت أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً"، داعية المجتمع الدولي إلى "القيام بمسؤولياته"، لمنع "أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديداً للأمن والسلامة الدولية".

وندد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بالهجوم على ناقلتين سعوديتين، واعتبره استهدافاً يهدد حرية الملاحة وأمن الإمدادات النفطية.

وإذ أعلن أن لا خسائر في الأرواح أو تسرباً للوقود وأن ثمة أضراراً بالغة في هيكلي السفينتين، أوضح أن إحدى الناقلتين كانت في طريقها للتحميل بالنفط من ميناء رأس تنورة والاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية.

ودعا الفالح المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولية مشتركة في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية.

بالتزامن مع ذلك وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الحوادث بأنها "مقلقة ومؤسفة". وطالب بتحقيق لكشف ملابساتها.

ونقلت وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة شبه رسمية، عن المتحدث عباس موسوي قوله "مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية" مطالباً دول المنطقة "بتوخي الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية".

دولياً

وفي الإطار، صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيلغي زيارة موسكو خلال رحلته إلى روسيا، لكنه سيلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود كما هو مقرر الثلثاء.

أضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن بومبيو، الذي غادر من قاعدة أندروز المشتركة القريبة من واشنطن في طريقه إلى بروكسل، سيجري الاثنين مباحثات مع مسؤولين أوروبيين بشأن إيران وقضايا أخرى قبل أن يتوجه إلى روسيا.

وقال مراسل قناة "الحدث" الإخبارية، إن فريق تحقيق دولي وصل إلى ميناء الفجيرة. وكتبت الإعلامية الإماراتية ابتسام الكتبي على موقع تويتر تغريدة تشير فيها إلى دور إيراني.

والإمارات عضو قيادي إلى جانب السعودية في التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية في اليمن المجاور في معاركها مع المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.

وتنفي طهران هذا الاتهام، وتقول إن دعمها للمتمردين سياسي فحسب.

والعلاقات بين الإمارات وإيران متوتّرة منذ أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير (كانون الثاني) 2016 حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في العاصمة وإحراقه.

ويأتي الحادث في المياه الإماراتية في خضم مرحلة من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة.

"باتريوت" وتحقيقات

وأرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز “بي-52" أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج.

وكانت الإمارات نفت في وقت سابق الأحد تقارير إعلامية تحدّثت عن وقوع "تفجيرات" في ميناء الفجيرة الذي تصدّر منه الدولة الثرية جزءا من إنتاجها النفطي.

وجدّدت وزارة الخارجية في بيانها القول إن العمل يسير في ميناء الفجيرة "بشكل طبيعي وبدون أي توقف".

ووعدت الإمارات العربية المتحدة برفع نتائج التحقيقات في حادث السفن فور الانتهاء منها.

وقال الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين ردا على اتصال إنه على علم بالتقرير لكنه أحال أي استفسار إلى السلطات الإماراتية، فيما أكد عضو البرلمان الإيراني فلاحت بيشه أن الحادث "يدل على هشاشة الأمن في دول الخليج العربية.

وسبق أن هدد الحرس الثوري الإيراني باستهداف السفن الحربية الأميركية فيما لو هاجمت الولايات المتحدة إيران، وأكد الجيش الأميركي أن إيران نشرت صواريخ بالستية قصيرة الأمد يمكن أن تنطلق من زوارق صغيرة في الخليج.

إدانة العمليات التخريبية

استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني، العملية التخريبية ووصف ما حدث بأنه تطور وتصعيد خطير يعبر عن نوايا شريرة للجهات التي خططت ونفذت هذه العمليات معرضة سلامة الملاحة البحرية في المنطقة لخطر كبير، ومهددة حياة الأطقم المدنية العاملة في البواخر.

وشدد على أن مثل هذه الممارسات "غير المسؤولة" من شأنها أن تزيد من درجة التوتر والصراع في المنطقة وتعرض مصالح شعوبها لخطر جسيم.

وأعربت مصر عن إدانتها تعرض السفن الأربع لعمليات تخريبية وذكرت أنها تدين كل ما من شأنه المساس بالأمن القومي الإماراتي وسلامة كافة حدودها البرية والبحرية وأنها تتخذ كل ما يلزم من إجراءات في سبيل حفظ أمن واستقرار الإمارات .

من جانبها وصفت البحرين عمليات التخريب بأنها عمل إجرامي خطير يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الإجراء.

المزيد من الشرق الأوسط