Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتمال إعفاء عمال صحيين من الحجر بسبب مخاوف أزمة التوظيف

القيمون على قطاع الصحة في بريطانيا يطالبون بتخفيف القواعد "في أقرب وقت ممكن" فيما يحذر أرباب العمل من تعطل الاقتصاد نتيجة النقص في عدد الموظفين

قطاع الصحة البريطاني يواجه نقصا في الأطر نتيجة "العزل الذاتي" الذي يخضع له العديد من العمال الصحيين عند تلقيهم تنبيها بذلك عبر تطبيق رسمي (رويترز)

 

تنظر الحكومة البريطانية في منح إعفاء خاص لموظفي مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" NHS من إلزامية عزل أنفسهم، إذا ما تلقوا تنبيهاً بذلك عبر تطبيق "أن أتش أس كوفيد" NHS Covid للهواتف المحمولة (تم اعتماده في إنجلترا وويلز لتتبع جهات الاتصال للأفراد المصابين بالعدوى)، وذلك بسبب مخاوف من النقص في عدد العاملين الصحيين في المستشفيات.

وتبين آخر الأرقام الأسبوعية أن عدد التنبيهات بالتزام الحجر الصحي الصادرة عن هذا التطبيق، قد ارتفع بأكثر من 60 في المئة، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 350 ألفاً في إنجلترا وحدها، مع توقعات بأن يصدر التطبيق في مرحلة ما هذا الصيف، مطالبات لملايين البريطانيين بوجوب التزام منازلهم.

وفي هذا الإطار، تدرس الحكومة البريطانية تخفيف حساسية التطبيق، بعد صدور تحذيرات من أن الاقتصاد البريطاني قد "يتضرر" نتيجة تزايد عدد الموظفين العاطلين من العمل، وهو وضع شبهه زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض السير كير ستارمر بـ "جهاز إنذار الدخان الذي أزيلت منه البطاريات".

منظمة "أن أتش أس بروفايدرز" NHS Providers (تضم في عضويتها مختلف مؤسسات الخدمات الصحية وتمثلها أمام الأطراف الثالثة) حضت الحكومة على إدخال تحديث على التطبيق "في أقرب وقت ممكن"، يتيح للعاملين في قطاع الصحة عدم الاشتراك فيه، من أجل السماح لهؤلاء الموظفين بتجاهل التنبيهات الصادرة عنه، وذلك قبل الشروع في السادس عشر من أغسطس (آب) المقبل، في التخفيف الأوسع للتدابير المطبقة، بما يسمح للأفراد البالغين الذين تم تطعيمهم بجرعتي اللقاح، بأن يتجاهلوا الحجر الصحي.

وأكد متحدث باسم رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت" أن الحكومة البريطانية كانت تنظر في منح هذا الإعفاء لموظفي "الخدمات الصحية الوطنية"، قبل تنفيذ "المرحلة الرابعة" من خارطة الطريق في إنجلترا للخروج من إغلاق "كوفيد"، المقررة في التاسع عشر من يوليو (تموز) الجاري.

سافرون كورديري نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة "أن أتش أس بروفايدرز"، قالت لصحيفة "اندبندنت"، "نرى أنه يجب أن يكون موظفو الخدمات الصحية الوطنية قادرين على مواصلة عملهم، حتى لو تلقوا تنبيهاً عبر التطبيق بوجوب التزام الحجر الصحي، ما داموا قد تطعموا بجرعتي اللقاح".

وأضافت، "يتعين على الحكومة أن تسارع إلى تحقيق هذه الغاية في أقرب وقت ممكن. ولا أرى سبباً للتأخير. فمؤسسات الخدمات الصحية الوطنية تعاني من مصاعب نتيجة تزايد عدد الموظفين الذين يتعين عليهم عزل أنفسهم، وبحسب ما يتم تناقله، فإننا نرى أن عدد هؤلاء في ارتفاع مضطرد".

وأشارت كورديري إلى أن بعض العاملين عمدوا حتى إلى حذف التطبيق من هواتفهم، لتجنب مثل تلك الإشعارات التي تحتم عليهم البقاء في المنزل. وأضافت، "علمنا أن بعض الموظفين بادروا إلى حذف التطبيق من هواتفهم، لكن لا نزال نرى أن هذا الأمر لا يحدث على نطاق كاف وواسع في هذه المرحلة".

إلا أنه كان قد بدأ فعلاً إعفاء أفراد الطاقم الطبي من عزل أنفسهم، إذا ما تلقوا إشارةً من التطبيق، على إثر ملامستهم أحد المرضى المصابين بعدوى "كوفيد"، وذلك في حال كانوا يرتدون معدات الوقاية الشخصية المناسبة في العمل.

وأوضح الناطق باسم رئاسة الوزراء رداً على سؤال عما إذا كان يمكن توسيع إطار هذا الإعفاء لموظفي "الخدمات الصحية الوطنية" بحيث يشمل جميع الأطراف التي يكونون على تواصل معها، سواء داخل مكان العمل أو خارجه قائلاً، "إننا نتطلع إلى تحقيق ذلك قبل تنفيذ الخطوة الرابعة (من خريطة الطريق الهادفة إلى الخروج من إجراءات الإغلاق)".

معلوم أن قطاع الخدمات الصحية يواجه مخاوف جدية لجهة الضغوط الهائلة التي تتعرض لها أقسام "الحوادث والطوارئ"A&E  داخل المستشفيات، وكذلك خدمات سيارات الإسعاف، في وقت تمضي فيه الحكومة قدماً نحو رفع القيود اعتباراً من التاسع عشر من يوليو (تموز) الجاري.

وقد أكدت جيني هاريس رئيسة "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency (UKHSA) (وكالة حكومية مسؤولة عن حماية الصحة العامة على مستوى المملكة المتحدة) أن الحكومة تنظر في إدخال بعض التعديلات لـ "ضبط" حساسية التطبيق، بهدف تخفيض عدد إشعارات التنبيه التي يتلقاها الأفراد على هواتفهم.

وعُلم في هذا الإطار، أن المسؤولين في دوائر حي "وايتهول" الحكومي يبحثون في تعديل مدى المسافة التي يتوجب التزامها بين شخص وآخر، ومدة الاتصال به، قبل أن يرسل التطبيق إشارة التنبيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن السير كير ستارمر اعتبر أن تخفيف حساسية تطبيق "كوفيد" للهواتف، قد "يضعف الدفاعات التي لدينا الآن". وألقى زعيم حزب "العمال" المعارض باللوم في هذه المشكلة على القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء بوريس جونسون القاضي برفع جميع القيود في التاسع عشر من يوليو، والمخاطرة بظهور "طفرة" جديدة للفيروس هذا الصيف، على حد تعبيره.

وأضاف، "أشعر بالمقدار نفسه من القلق، مما نسمعه عن لجوء أفراد إلى حذف التطبيق بشكل كامل، نتيجة تزايد الضغوط عليهم بوجوب عزل أنفسهم، كما أعتقد".

وزير النقل البريطاني غرانت شابس، طلب من الناس عدم تجاهل تنبيهات تطبيق "أن أتش أس كوفيد" إذا تعرضوا للضغوط منه، ناصحاً إياهم بأن يعمدوا إلى عزل أنفسهم.

وفي إطار آخر، من المتوقع أن يتم اعتباراً من التاسع عشر من يوليو الجاري، رفع قيود الحجر الصحي المفروضة على سفر الأشخاص في إنجلترا، بالنسبة إلى دول مدرجة على القائمة البرتقالية، قبل شهر من تخفيف قواعد العزلة الذاتية، الأمر الذي يثير مخاوف من تزايد إقبال الأفراد على حذف التطبيق،  كيلا يخاطروا بإلغاء عطلتهم.

وقال الوزير شابس، "يجب ألا تتجاهلوا هذا (التطبيق)، لأنه يتضمن معلومات حيوية"، لافتاً إلى أنه "يُفترض بالأشخاص أن يكونوا على اطلاع، في حال قاموا بمخالطة مريض مصاب بالفيروس، إذ ينبغي عدم نشر العدوى التي ما زالت شديدة الفتك والضراوة".

يأتي كل ذلك في وقت حذر فيه أصحاب متاجر البيع بالتجزئة والقيمون على مؤسسات الضيافة ومديرو قطاع النقل، من أن الاقتصاد البريطاني قد يعاني من انكماش ملحوظ هذا الصيف، إذا ما اضطُر ملايين العمال إلى اعتماد العزل الذاتي الذي يفرضه عليهم التطبيق.

وفي هذا الإطار، دعت "جمعية النقل البري" Road Haulage Association (RHA) ، إلى إعفاء العاملين في شركات النقل من القواعد المطبقة، منبهةً إلى احتمال نشوء أزمة في قطاعٍ يعاني أساساً من نقص في عدد العاملين فيه بمعدل يصل إلى نحو 60 ألف سائق.

وأشار دانكن بوكانان مدير السياسات في "جمعية النقل البري، إلى وجود "مشكلة متنامية" تتمثل في طلب تطبيق "كوفيد" من السائقين التزام منازلهم. وقال، "نناشد الحكومة تحرير السائقين (من العزل)، إذا جاءت نتيجة اختبارهم (سلبية) لجهة عدم إصابتهم بالعدوى".

أما قطاع الضيافة فيواجه هو الآخر معاناةً شديدة، مع تزايد عدد الإصابات بفيروس "كوفيد" وإلزام المختلطين بالحجر وعدم مزاولة العمل. وكان نحو 33 في المئة من العاملين في هذا المجال، قد اضطروا إلى الامتثال لأوامر العزل الذاتي المنزلي هذا الأسبوع، كما تؤكد هيئة "يو كي هوسبيتاليتي" UKHospitality التي تمثل مصالح قطاع الضيافة في المملكة المتحدة.

وقالت كايت نيكولز الرئيسة التنفيذية لجمعية "يو كي هوسبيتاليتي"، "لقد اضطر عامل من كل ثلاثة عمال إلى اعتماد العزل الذاتي، في مقابل فرد من كل خمسة في الأسبوع الماضي. وهذا يدل على أن الوضع يزداد سوءاً".

وطالبت نيكولز السلطات البريطانية بتقديم موعد السادس عشر من أغسطس (آب)، مناشدةً الحكومة أيضاً أن تسمح لموظفي قطاع الضيافة بالتوقف عن تشغيل التطبيق أثناء عملهم، على النحو الذي يتم فيه التعاطي مع موظفي قطاع الصحة. ورأت أن "من المهم أن نجري تغييرات، وأن نعمل على تقويم هذا الواقع في أسرع وقت ممكن، وإلا فستنعكس هذه المشكلة سلباً على النمو الاقتصادي، بحيث لن تكون البلاد قادرة على التعافي".

وانضم إلى هذه المطالبات أيضاً قطاع التجزئة الذي نبه إلى احتمال وقوع أزمة في المستقبل القريب. وقال مصدر في هذه الصناعة لصحيفة "اندبندنت"، إن بعض المتاجر الكبرى تجد صعوبات في تأمين عدد كاف من الموظفين للعمل في مراكز التوزيع التابعة للقطاع.

هيلين ديكنسون الرئيسة التنفيذية لـ "اتحاد التجزئة البريطاني" British Retail Consortium توقعت  للنقص في عدد الموظفين أن "يزداد سوءاً" في الأسابيع الخمسة المقبلة.

ورأت هي أيضاً أنه "يتعين على الحكومة تقديم موعد السادس عشر من أغسطس (آب)، كيلا يُضطر الأشخاص الذين تلقوا جرعتي التطعيم أو الذين لديهم نتيجة اختبار سلبية، على التزام الحجر الصحي بلا داع، عندما يتم الاتصال بهم للقيام بذلك".

© The Independent

المزيد من صحة