Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلة ساوثغيت من كشاف خجول إلى قيادة منتخب إنجلترا

مقتطفات من كتاب المدرب الإنجليزي "أي شيء ممكن" وكيف حوّل الفشل إلى نجاح

غاريث ساوثغيت (رويترز)

يحظى مدرب الفريق الوطني الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، بتأييد كل الإنجليز. فقد أعاد المنتخب إلى نهائي مسابقة دولية، يورو 2020، للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن.

وبعد تلقيه خطاب تشجيع من ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية، ورسائل التشجيع والدعم له، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" مقتطفات من كتابه الصادر العام الماضي بعنوان "أي شيء ممكن"، الذي حكى فيه سيرته مع كرة القدم منذ أن كان طفلاً خجولاً إلى قيادة المنتخب الإنجليزي. وكيف أنه استبعد من فريق كشافة وهو طفل، ثم من شباب نادي ساوثهامبتون تحت 15 عاماً، ثم كيف أصبح محترفاً في فريق شباب نادي كريستال سيتي. وكيف أنهي عقده مدرباً لفريق ميدلسبره بشكل آلمه بشدة، وكيف اعتذر عن تدريب المنتخب الوطني مرة خشية الفشل قبل أن يقبل به ثانيةً.

يحكي ساوثغيت في كتابه الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه عن تعلمه من إحباطاته وتحويلها لتحديات، من استبعاده من اللعب وهو طفل إلى تضييعه ضربة جزاء وهو يلعب ضمن فريق إنجلترا في مباراة نصف النهائي لبطولة أوروبا أمام فريق ألمانيا في ستاد ويمبلي عام 1996 التي كانت وقتها أكبر مباراة دولية تصل إليها بلاده في ثلاثة عقود.

سنوات التأسيس

يعرض مدرب الفريق الإنجليزي لتكوينه في سنواته الأولى، وكيف أن البيت والأسرة المستقرة والآمنة هي حجر الأساس في تكوين الشخصية وبناء الفرد ليمكنه مواجهة ما تخبئه له الحياة. ولأن والده كان يعمل في وظيفة تتطلب التنقل فقد عاش في شمال وجنوب إنجلترا قبل أن تستقر أسرته في سسكس. ويحكي ساوثغيت كيف أنه كلما اعتاد على مدرسة وزملاء فصل، وبدأ يكون صداقات ينتقل إلى مدرسة جديدة ويبدأ من جديد في تكوين معارف وصداقات. وهنا يقول إن ذلك يتطلب شجاعة لم تكن متوفرة طبيعياً، لكنها نمت وتطورت بالقدرة على التكيف. ويشرح كيف أن حبه لكرة القدم، وللرياضة عموماً، ساعده على امتلاك تلك القدرة. فقد لعب الرغبي وكرة السلة، لكن كرة القدم كانت شغفه الأساسي. ويروي كيف أن اللعب ساعده على تجاوز مسألة تكوين المعارف والصداقات. وأيضاً كيف تطور ذلك فيما بعد ليصبح الملعب وزملاء الفريق مجاله الاجتماعي أكثر من مشاركة أقران سنه الحفلات وغيرها من نشاطات الصبا.

ويحكي كيف أن أول معرفته بلعب كرة القدم بشكل منظم كان ضمن فريق كشافة وهو في المدرسة الابتدائية، لكنه دائماً كان ضمن الاحتياطي، ولم تُغرِ قدراته المدربين على إشراكه في المباريات التي كانت تجري بستة لاعبين مقابل ستة لاعبين. وعلمه ذلك أن الشغف ليس كافيا، وإنما عليه بذل الجهد والتمرين، حتى واتته الفرصة للعب في مباراة منظمة للصغار فاستغلها بشدة.

وعن أول تجربة في نادٍ، وهو في سن 13، في فريق ساوثهامبتون كان يتدرب مع فريق تحت 15 عاماً يوماً في الأسبوع، لكن في منتصف العام، أرسل إليه المدرب رسالة يبلغه أن النادي يسرحه. وكان واضحاً أن المدرب والنادي لا يرى في تكوينه ومهاراته ما يمكن أن يجعله لاعباً في فريق الأشبال. ويحكي كيف أن ذلك القراره جعله يبكي بحرقة، وكيف كاد يحبطه تماماً بعد عامين من التدريب في ساوثهامبتون.

كان في ذلك الوقت، إلى جانب تدريبه في ساوثهامبتون يلعب كل يوم أحد قرب كرويدون جنوب غربي لندن. وكان كثير ممن يلعبون معه يتدربون في فريق كريستال سيتي لفرق الأشبال، وأصبح همه أن ينتبه إليه أحد فيمكنه أن يثبت أن قرار ساوثهامبتون لم يكن القرار الصحيح. وبعد أن أنهى الشهادة الثانوية، جاءه عرض تدريب بأجر في كريستال سيتي. وكان ذلك مدخله لاحتراف كرة القدم.

تحديات التدريب

يولي غاريث ساوثغيت في كتابه أهمية لفترة تدريبه لفريق ميدلسبره، وكيف أن الاستغناء عنه بعد هبوط الفريق من الدوري الممتاز كان صدمة له، على الرغم من أنه كان أمراً يتوقعه من إدارة النادي. ويحكي كيف أن ذلك كاد يجعله يترك التدريب تماماً ويفكر في اختيار طريق آخر لحياته. وبالفعل قبل بوظيفة لتطوير مهارات الشباب في كرة القدم، وأيضاً القيام بالتعليق التلفزيوني.

ويقول مدرب المنتخب الإنجليزي إن فترة العمل معلقاً تلفزيونياً على المباريات كانت مفيدة جداً، لكنها لم تتغلب على شغفه بأن يكون جزءاً من سخونة المباريات بدلاً من التعليق عليها أو تحليلها من موقع مريح. وعاد للتدريب مرة أخرى لفرق الأشبال. وحين عرض عليه قبل خمس سنوات تدريب فريق المنتخب اعتذر، ويقول إن السبب أنه كان يخشى أن يصيب الجمهور الإنجليزي بخيبة أمل ولا يستطيع تحمل نتيجة ذلك، لكن بعد عام، خلا منصب مدير المنتخب الإنجليزي مرة أخرى فقبل المنصب في البداية كمدرب مؤقت.

ضربات الجزاء

يحتل موضوع ضربة الجزاء التي أضاعها في نصف نهائي بطولة أوروبا أمام ألمانيا قدراً كبيراً من المقتطفات التي نشرتها صحيفة "صنداي تايمز". كان وقتها من نجوم نادي كريستال سيتي ويلعب ضمن المنتخب الإنجليزي. ويصف مدى الإحباط الذي شعر به وظل ملازماً له لفترة طويلة، على الرغم من أن المدربين والجمهور شجعوه كي لا يلوم نفسه ويعتبر نفسه مسؤولاً عن خروج إنجلترا من البطولة في آخر مراحلها عام 1996.

يحكي ساوثغيت في كتابه كيف استفاد من إحباطه عام 1996 ليحوله إلى إنجاز في عام 2018 في كأس العالم في روسيا. تعادلت إنجلترا مع كولومبيا في التصفيات وبعد لعب شوطين إضافيين وصلت المباراة إلى ضربات الجزاء. وفازت إنجلترا بضربات الجزاء. كان ساوثغيت عندئذ مدرب فريق المنتخب الإنجليزي وليس لاعباً فيه، لكنه يقول إن ضربة الجزاء التي ضيعها عام 1996 أخذت منه 22 عاماً ليحولها إلى إنجاز مع المنتخب.

يحكي في التفاصيل كيف أن ضربات الجزاء في السابق لم تكن مهمة ضمن خطط التدريب للفرق والمنتخبات، وكانت في الأغلب قبل ربع قرن تعتبر مسألة حظ وتعتمد على المهارات الفردية، لكنه حرص منذ أن ترك اللعب كلاعب وتحول للتدريب على أن تكون ضربات الجزاء جزءاً مهماً من التدريب مثلها مثل أي تحدٍ آخر.

المزيد من رياضة