يسلط الارتفاع المذهل في سعر عملة مشفرة هامشية، الذي تجاوز ألفاً و500 في المئة في أقل من أسبوع، الضوء من جديد على العملات الميمية (عملات مشفرة تبدأ كنكتة، ثم تصبح متداولة).
وفي حين انخفضت "بيتكوين" بنسبة سبعة في المئة أخرى، الخميس، ما أدى إلى خفض معظم ما تبقى من سوق العملات المشفرة، زادت قيمة "تايغر كينغ كوين" بأكثر من الضعف.
و"تايغر كينغ كوين"، المصنفة في المرتبة ألفين و561 من بين العملات المشفرة الأكثر قيمة في العالم، بعيدة تماماً عن كونها وحيدة من بين العملات المستندة إلى ميم أو مرجع ثقافي شعبي. وفي موقع "كوين ماركت كاب" الإلكتروني المخصص لقوائم الأسعار قائمة بنحو 100 عملة تسمى ميمية، ويبلغ سقف سوقها المجمعة أكثر من 33 مليار دولار أميركي.
وتتراوح العملات بين تلك التي تحمل أسماءً وقحة – "كام روكيت"، و"ديك"، و"بو كوين" – وتلك الخالية أسماؤها تماماً من الإلهام، مثل "ميم كوين" و"ميم توكن".
لكن على الرغم من أن أسماءها قد تكون متنوعة، يحذر الخبراء في سوق العملات المشفرة من أن منفعتها تكاد تكون معدومة.
وقال فريد شيبيستا، المستثمر في العملات المشفرة والمؤسس المشارك لمنصة المقارنة "فايندر دوت كوم"، لـ"اندبندنت": "هذه ليست استثمارات، هذه مجرد ضروب من بونزي سكيم، أما آخر شخص مستثمر فسيكون الشخص الأكثر تضرراً."
"هناك بعض المتعة في هذا الأمر، لكن المرء يتعامل فعلياً مع المال الحقيقي. والشخص الوحيد الفائز هنا هو الشخص الذي يصنع العملة والشخص الذي يبيعها إلى الآخرين [قبل أن تنهار]. وكل هذه العملات ستهبط إلى الصفر، أو أقرب ما يمكن إلى الصفر، لأن ما يجري مرحلة عابرة."
والاستثناء الوحيد لهذا النمط، وفقاً للسيد شيبيستا، هو العملة الأصلية: "الدوجكوين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف: "لديها كثير من التاريخ مما لا يسمح لها بالموت. لقد قطعت شوطاً طويلاً جداً. و"الدوجكوين" قائمة في الثقافة... لقد تسربت إلى ثقافة الإنسانية باعتبارها العملة المشفرة النكتة الأصلية. وأنا أعتقد بأنها ستستمر إلى الأبد."
وتستند "تايغر كينغ كوين" إلى السلسلة ذات الشهرة الواسعة على "نتفليكس"، وتحمل الاسم نفسه، وتزعم أنها تحظى بدعم شخصية جون إكزوتيك، الرئيسة المثيرة للجدل، لكنها ليست العملة المشفرة الوحيدة التي نشأت من البرنامج، بعد أن أطلقت منافسة إكزوتيك، كارول باسكين، عملتها الخاصة $CAT.
ويأمل أنصار كل من الشخصيتين أن يساعد إطلاق موسم جديد من مسلسل "تايغر كينغ" (ملك النمور) في دفع أسعار العملتين إلى مستويات أعلى.
وقالت الدكتورة إيوا سلامي، المحاضرة الأقدم في القانون المالي في جامعة شرق لندن: "في الأجل القريب، قد يحقق الأشخاص الذين راهنوا على العملتين بعض المال، لكن العملتين هما إلى حد كبير ضروب من بونزي سكيم، وعندما تعودان إلى القيمة التي ينبغي لهما أن تكونا عليها حقاً – وهي صفر، أو ما يقرب من الصفر – سيعاني الناس الواقعون في آخر البونزي سكيم."
"والأمر المزعج هو أن هذا يؤثر في مصداقية القطاع بالكامل."
ويردد هذا الشعور أنتوني بورنتو، مؤسس "المتاجرين بالعملات المشفرة"، الذي يقول إن سوق العملات المشفرة تصبح "معقدة بسبب العملات "الميمية" الرائجة التي يبدو أنها تفتقر إلى الأسس" الخاصة بمشروع جدي.
"العملات المشفرة، في أنقى أشكالها، ثورية، وستفعل بالمال ما فعله الإنترنت بالبيانات، لكن هذا النوع من العملات (مثل تايغر كينغ كوين) هي ما يجعل القطاع يبدو كملعب."
"هناك العديد من العملات الموصوفة بالهراء، وإذا تعامل المرء مع العملات المشفرة، فمن الأهمية بمكان أن يقوم بالعناية الواجبة، وأن يحرص على اتخاذ قرارات مستنيرة جداً مبنية على معلومات وبيانات جيدة. فالسير وراء الجموع ليس دوماً أفضل ما ينبغي القيام به، وهناك قيمة لا بد من الحصول عليها، لكنني أود أن أقول إن من الأفضل أن نتجنب عملات كهذه هي بمثابة نكات."
© The Independent