Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن محاكمة إيلون ماسك بتهمة التلاعب في العملات الرقمية؟

محللون: التداولات في مأزق صعب مع تقلبات الاسعار وتدخل المؤثرين في الأسواق

كان إيلون ماسك من أوائل كبار قادة الشركات في تبني العملات المشفرة (رويترز)

في الوقت الذي كان من المتوقع أن يكون عام 2021 عاماً استثنائياً لسوق العملات الرقمية، جاءت حملات الهجوم لتضع السوق في مأزق صعب لتهوي أسعار العملات من أعلى مستوياتها على الإطلاق وتخسر أكثر من نصف قيمتها خلال عدة جلسات فقط.

وبخلاف الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم، والتي تواصل حربها على العملات الرقمية، كانت تصريحات وتدخلات الملياردير الأميركي إيلون ماسك، علامة فاصلة في أداء السوق خلال الفترة الماضية. وبمجرد أعلن أن شركة "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية سوف تستثمر في "بيتكوين"، اتجهت السوق إلى الصعود مسجلة أرقاماً ومستويات تاريخية. لكن سرعان ما عادت السوق إلى مواجهة خسائر قياسية بمجرد انقلاب ماسك على السوق.

وتسبب الهجوم الذي شنه ماسك في أن تهوي السوق من مستويات قياسية بلغتها في منتصف مارس (آذار) الماضي، حيث كانت القيمة السوقية تقترب من 3 تريليونات دولار، فيما لامست "بيتكوين" مستوى 65 ألف دولار، وهو أعلى مستوى للعملة منذ ظهورها في 2009. لكن بعد هجوم ماسك هوت القيمة السوقية الإجمالية للسوق إلى حدود 1.2 تريليون دولار، كما نزلت قيمة "بيتكوين" إلى مستوى 29 ألف دولار.

ماسك قد يواجه نفس مصير مكافي

يقول محمود شكري المدير التنفيذي لمجموعة "أيه أم سي" للاستثمار، إنه لا شك أن المتعاملين الآن في "بيتكوين"، وهم يشاهدونها تكسر مستوى 30 ألف دولار، فإنهم "يشعرون بالحسرة، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيعون لوم أحد". حيث التحذيرات تلو الأخرى مستمرة من قبل أكبر البنوك المركزية ومن حكومات كثير من الدول، إلا أن المغامر يبقى مغامراً، وبخاصة المتعاملون في أسواق المال، حتى إن البعض ألقى اللوم على ماسك، الذي تلاعب بسعر العملة المشفرة بتغريداته المستمرة.

وأشار في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن ماسك أعلن في البداية قبول العملات الرقمية كوسيلة دفع، ومرة أخرى أعلن قيامه بالشراء المباشر وادعاء أن سوق العملات الرقمية بديل للاستثمار، حتى إن أسعار الذهب بدأت تتأثر. ولا ينكر أن الـ"بيتكوين" استقطبت رؤس أموال مغامرة كثيرة بخاصة في العام الأسوأ اقتصادياً جراء أزمة كورونا. فقبل أشهر أعلنت شركة "تيسلا" أنها استثمرت في عملة "بيتكوين" أكثر من 1.5 مليار دولار على سعر 33 ألف دولار لوحدة "بيتكوين".

وبعد ذلك أعلن ماسك أن شركة "تيسلا" تستقبل المدفوعات بوحدات "بيتكوين"، وبعدها أعلنت شركة "تيسلا" بيع "بيتكوين" بما يقارب 250 مليون دولار لإضافة الكاش إلى رصيد الشركة، ثم أعلن ماسك أن الشركة أوقفت البيع عبر استخدام "بيتكوين" مما تسبب في ضجة كبيرة وحدوث حالة من الهلع لدى البعض ما دفع إلى خسائر عنيفة وحادة في السوق.

وأوضح أنه بخلاف تصريحات وهجوم ماسك، فإن السوق تواجه خسائر منذ منتصف مارس الماضي، لكن منذ قرابة الشهر عاد مالك "تيسلا" إلى الهجوم من جديد على العملات الرقمية، حيث قال إن عملة "بيتكوين" غير صديق للبيئة بسبب الطاقة التي تستخدم في عمليات التعدين، في إشارة إلى تضارب الرؤية لدى متابعينه. فقوة "بلوك تشين" الخاصة بـ"بيتكوين" تكمن في أنها مفتوحة المصدر، و"بيتكوين" تملك قيمة سوقية أكبر من كثير من بنوك بالعالم، وكل هذا من دون موظفين أو أنظمة حماية ومن دون رئيس أو مقر رئيس أو حرس أو تأمين.

محاكمة إيلون ماسك

وفيما يتعلق بإمكانية محاكمة ماسك على تسببه في أكبر موجة خسائر واجهت العملات الرقمية خلال العام الحالي، قال شكري، إن هذه السوق تواجه وستواجه المزيد من المخاطر بخاصة في ظل استمرار الحملات المضادة التي تشنها الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم على هذه السوق، حيث يرونها خطراً كبيراً على الأسواق وأسعار العملات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بالنسبة لماسك، فإن موقفه يبقى غامضاً بالنسبة للعملات الرقمية، حيث في البداية قام بالترويج وبشكل مباشر للعملات الرقمية، ثم عاد لينتقدها، وأضاف "أعتقد أن مصير إيلون ماسك سيكون نفس مصير جون مكافي الذي واجه خلال عام 2017 تهمة التلاعب بأسواق المال، وإن كان الوضع محتلفاً بنسبة كبيرة في سوق العملات الرقمية المشفرة التي تهاجمها وتنتقدها الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم".

هجوم على "بيتكوين" ومغازلة "دوغ كوين"

وقبل أيام، جدد ماسك انتقاداته لـ"بيتكوين" باعتبارها غير مستدامة بيئياً، بينما دعم عملة "دوغ كوين" قائلاً، إنه لا يزال مؤمناً بالعملة المشفرة. وعبر في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر"، عن قلقه بشأن الاستخدام المكثف للفحم وغيره من مصادر الطاقة كثيفة الكربون لتوليد الكهرباء اللازمة لتعدين العملة المشفرة.

وتزامن نشر التغريدة بعد منشور سابق على  "تويتر" لمخطط من جامعة كامبريدج يوضح أن استهلاك عملة "بيتكوين" للكهرباء قد ارتفع سريعاً منذ بداية عام 2021. وواصل ماسك هجومه على "بيتكوين" بعد قرار شركة "تيسلا" وقف استخدام هذه العملة الرقمية في بيع سياراتها الكهربائية، وهي خطوة أحدثت اضطرابات بأسواق العملات المشفرة خلال الجلسات الماضية.

وعلى الرغم من هجوم ماسك على "بيتكوين" فإنه عاد ليؤكد أنه "يعمل مع مطوري عملة دوغ كوين من أجل تحسين كفاءة معاملات النظام". وأضاف "كي أكون واضحاً، أؤمن بشدة بالعملات المشفرة، ولكن لا يمكن أن تؤدي إلى زيادة هائلة في استخدام الوقود الأحفوري، وبخاصة الفحم".

وكان ماسك من أوائل كبار قادة الشركات في تبني العملات المشفرة، وساعد في تحفيز شعبية "دوغ كوين"، وهي عملة مشفرة بدأت كمزحة في عام 2013. ففي فبراير (شباط) الماضي قالت شركة "تيسلا"، إنها اشترت عملات "بيتكوين" مقابل 1.5 مليار دولار، وخططت لقبولها كعملة لتسوية المعاملات، مما أدى إلى ارتفاع سهمها وكذلك قيمتها. لكنها عادت لتؤكد رفضها استخدام "بيتكوين" في عمليات الدفع، وهو ما أثار كثيراً من علامات استفهام حول موقف ماسك من العملات الرقمية المشفرة.

العملات الرقمية مختلفة كلياً عن أسواق الأسهم

وقال حسام طالب، محلل أسواق المال والتجارة الإلكترونية، إنه لا يمكن محاكمة ماسك على تدخله في هذه السوق التي بالفعل تعاني من عدم وجود أي ضوابط تنظم العمل أو الاستثمار فيها، كما تواجه السوق انتقادات كثيرة ومستمرة من قبل الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم.

وأوضح أن ما يحدث في سوق العملات الرقمية من تعرضها لهجوم أو تدخل من قبل كبار المستثمرين، هو ما يحدث في أسواق المال التي لها قواعد وأسس وضوابط تنظمها، ومن الطبيعي أن تتأثر الأسواق سواء الأسهم والأصول الرسمية وأيضاً العملات الرقمية المشفرة بأي تصريحات، خصوصاً وإن كانت من قبل مستثمر كبير مثل ماسك.

لكن طالما أنه لا توجد قوانين تنظم هذه السوق، فإنه لا يمكن محاكمة أي مسؤول أو رجل أعمال أو مستثمر صغير انتقد العملات الرقمية وهاجمها بشكل عنيف، لأن الوضع في سوق العملات الرقمية المشفرة مختلف كلياً عن الأوضاع في أسواق المال سواء الأسهم أو العملات أو المعادن التي يوجد لها قوانين تنظمها وأي تدخل يؤثر على حركة التداول في هذه الأسواق فإنه يتم التحقيق فيها واتخاذ قرار بشأنها.

المزيد من عملات رقمية