Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منع بريطانيين من السفر بسبب مشورة حكومية خاطئة حول صلاحية جوازاتهم

حصري: بعد إعادة المسافرين من المطار، تقدمت شركة Jet2 باعتذار من المتضررين "نتيجة سوء الفهم الذي حصل"

العديد من البريطانيين لم يتمكنوا من السفر إلى الخارح بسبب معلومات خاطئة حول مدة صلاحية جوازاتهم (أ ف ب/غيتي)

قدمت إحدى أكبر شركات السياحة والسفر في المملكة المتحدة اعتذاراها لمسافرين بريطانيين كانوا متوجهين في عطلات قاموا بحجزها خارج البلاد، بعدما تم من طريق الخطأ، منعهم من السفر وإعادتهم من مطار "ليدز برادفورد" في إنجلترا.

وقد عملت شركة "جيت 2" Jet2 على مراجعة إجراءات جوازات السفر في مرحلة ما بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بعدما أساءت بشكل غير متعمد لمسافرين على متن رحلاتها، بناءً على نصيحة غير دقيقة من حكومة المملكة المتحدة.

معلوم أن دول الاتحاد الأوروبي تطبق على الزائرين الوافدين إليها من بلدان خارج الكتلة، قواعد صارمة بشأن صلاحية جواز السفر. ويتم اعتبار الجوازات الصادرة من الدول غير الأعضاء في الاتحاد، منتهية الصلاحية، بعد مرور 10 سنوات على إصدارها، على الرغم من أن جواز السفر البريطاني قد يظهر تاريخ انتهاء صلاحية أطول من هذه المدة.

"رداً على ذلك ، قال متحدث باسم الحكومة:" الآن بعد أن غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي ، تغيرت قواعد السفر إلى أوروبا. في حين أن التفاصيل مذكورة على موقع gov.uk ، فإن رسالتنا البسيطة هي أن صلاحية جواز سفر المواطنين البريطانيين يجب أن تكون ستة أشهر ليتسنى لهم السفر إلى أوروبا".

وأضاف "نصدر إرشادات مفصلة إلى شركات السفر المسؤولة عن ضمان أن وثيقة السفر تفي بمتطلبات الدخول للبلد الذي يسافر إليه الزبون".

وفي هذا الإطار، تفرض دول الكتلة الأوروبية أن يكون جواز السفر لديه صلاحية 3 أشهر على الأقل، كي يتمكن حامله من البقاء على أراضيها بعد التاريخ المحدد للعودة، إلا أن حكومة المملكة المتحدة تؤكد بشكل خاطىء في دليلها على موقعها الإلكتروني Brexit gov.uk (يقدم إرشادات متعلقة بالسفر في مرحلة ما بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي)، على وجوب أن تكون صلاحية جواز المسافرين 6 أشهر على الأقل، كي يتمكنوا من التوجه إلى الدول الأوروبية.

وفي أحد الأمثلة على حادثة إعادة المسافرين، ما حصل مع كل من أنجيلا وروبرت كينيدي من بلدة بينغلي في إنجلترا، اللذين حجزا للسفر من مطار يوركشير إلى إيبيزا في إسبانيا صباح الأحد الفائت. لكن عندما حاولا تسجيل وصولهما إلى المطار لأخذ الرحلة، قيل لهما إن "تغييرات بريكست " [التغييرات الناجمة عن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي] تجعل مدة صلاحية جوازي سفرهما غير كافية، وأنه لن يُسمح لهما تالياً بالدخول إلى إسبانيا.

وقيل للزوجين، إنهما خسرا مبلغ 2,600 جنيه استرليني (3,588 دولاراً أميركياً)، وهي قيمة العطلة التي حجزاها مع شركة "جيت 2"، إضافةً إلى التكاليف الإضافية المتعلقة بوجوب إجرائهما اختبار "كوفيد" قبيل السفر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان قد تم إصدار جوازي سفرهما في الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2011، مع تاريخ انتهاء الصلاحية في الصيف، إلا أن اتفاق المغادرة البريطانية للاتحاد الأوروبي أدى إلى تقصير الصلاحية الفعلية للجوازين.

وبموجب قواعد "منطقة شنغن" Schengen area السارية على البلدان الأخرى التي اختارت المملكة المتحدة أن تكون إحداها، تُعد صلاحية جوازي سفر الزوجين منتهيةً في الحادي عشر من ديسمبر 2021. فقد حجز الثنائي عودتهما من إسبانيا إلى مطار "ليدز برادفورد" في الحادي عشر من يوليو (تموز) الجاري، ما يعني أنهما استوفيا هذا الشرط (الأوروبي) بوضوح. لكن على الرغم من ذلك، تنص الحكومة البريطانية في توجيهاتها على ما يأتي، "يتعين على كل شخص، سواء كان بالغاً أو طفلاً، أن تكون صلاحية جواز سفره 6 أشهر على الأقل، للتمكن من التوجه إلى أغلب الدول في أوروبا (باستثناء إيرلندا)".

وفي حال كان ذلك صحيحاً، لكان السيد والسيدة كينيدي غير مؤهلين للسفر. لكن بعد احتجاجات قامت بها صحيفة "اندبندنت"، تراجعت شركة "جيت 2" عن قرارها الأساسي، ومن المتوقع أن يعاود الزوجان سفرهما إلى إيبيزا. وستتحمل شركة تنظيم العطلات جميع النفقات التعويضية للزوجين، المترتبة عن التكاليف الإضافية التي تكبداها.

وفي هذا الإطار، يحق أيضاً لأنجيلا وروبرت كينيدي، بموجب القواعد الأوروبية لحقوق المسافرين جواً، أن يحصل كل منهما على 350 جنيهاً استرلينياً (486,5 دولار) بسبب حرمانهما عن طريق الخطأ من الصعود إلى الطائرة. لكن عُلم أنهما لن يسعيا إلى المطالبة بتعويض، بعدما أقرت شركة "جيت 2" بتحمل المسؤولية عما حصل معهما.

في المقابل، اتصلت شركة تنظيم العطلات بزوجين آخرين  مُنعا هما أيضاً عن طريق الخطأ، من السفر من مطار "ليدز برادفورد" على متن رحلة بالما، لقضاء عطلتهما في مايوركا، وطلبت منهما إعادة ترتيب إجازتهما.

وقال متحدث باسم شركة "جيت 2"، "يمكننا أن نؤكد أننا نتقيد بالشروط وبمتطلبات الدخول التي تضعها دول ذات وجهات معينة، ونود أن نعتذر بصدق من المتعاملين معنا الذين تضرروا نتيجة سوء الفهم الناجم من هذا التناقض".

وأضاف، "إننا بصدد الاتصال بهم لمناقشة خياراتهم التي تشمل إما الاسترداد الكامل للمبلغ المدفوع أو معاودة حجز عطلتهم. وبعدما قمنا بمراجعة الأمر، نجري اتصالات الآن مع "وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية" البريطانية FCDO، للإشارة إلى هذا التناقض في متطلبات الدخول إلى دول معينة، ولمطالبتها بتوضيح توجيهاتها كي لا تتسبب في مزيد من الالتباس".

صحيفة "اندبندنت" كررت من جانبها مطالبة الحكومة البريطانية بأن تعمل على تصحيح تأكيداتها المضللة، إلا أنه حتى لحظة إعداد هذا الموضوع، لم تتلق أي رد رسمي منها.

جدير بالذكر أنه في معظم الأوقات منذ انتهاء الفترة الانتقالية للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، لم يظهر هذا التشويش إلى العلن، لأن قلةً قليلة من الناس كانت تسافر إلى خارج البلاد. لكن في الوقت الراهن، بعدما أصبح السفر إلى الخارج لقضاء عطلات ممكناً مرة أخرى، فإن الذين يقومون بها، يقعون في مشكلات نتيجة المعلومات غير الصحيحة التي تقدمها لهم حكومة المملكة المتحدة.

تبقى أخيراً الإشارة إلى أن شركة "توي" Tui وهي أكبر منافس لشركة "جيت 2"، تحدثت عن أنها لم تتبلغ بوقوع أي حوادث في ما يتعلق بمنع أي مسافر من الصعود إلى الطائرة، بسبب قواعد جواز السفر في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات