Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة مشؤومة لبطلة مسلسل "حكاية خادمة" في موسمه الرابع

شبكة "هولو" تنتج النسخة الدرامية المستندة إلى رواية كلاسيكية ألفتها مارغريت أتوود

تؤدي الممثلة إليزابيث موس شخصية جون أوزبورن في مسلسل "حكاية خادمة" (بي إس.إيديو)

بعد انتظار طويل، تعود جون أوزبورن بشكل رسمي. فبعد تأخر مسلسل "حكاية خادمة"  The Handmaid’s Tale بسبب وباء فيروس كورونا، كأي فيلم أو مسلسل تلفزيوني كان قيد الإنتاج قبل الجائحة، نحن الآن على موعد مع الموسم الرابع. وكم جاء الانتظار مؤلماً! إذ مرّ حوالى عامين منذ حققت البطلة جون انتصارها الأكبر على "جلعاد"، حينما حرّرت 86 طفلاً من النظام الاستبدادي. وتعرّضت جون شخصياً لإطلاق النار خلال المراوغة، ولم تفلت من ذلك، فيما أصبح تقليداً معهوداً في ذلك العمل.

وفي هذه الأثناء، تُحتجز سيرينا على الجانب الكندي بعدما تمتعت في الأصل بشيء من الحرية، عقب انقلاب زوجها فريد عليها (لا يعني هذا أن سيرينا لا تستحق ذلك التصرف، لكن فعلياً، يا له من رجل). على الأرجح، سيتعيّن الآن على الثنائي الذي ينتمي إلى عائلة ووترفورد مواجهة عدد متكاثر من الجرائم التي ارتكباها في "جلعاد"، على الرغم من أنه لا يمكن تخمين ما قد يصدر عنهما. فالنسبة إليهما، لن يكون اكتشاف مخرج من المشكلات بطريقة أو بأخرى، أمراً غير معقول.

وماذا بعد؟ آه، نعم، هناك القائد لورانس. وبالنظر إلى دوره في العمل البطولي الذي تولّته جون، يمكننا توقّع أنه في ورطة كبيرة. أكرّر مرة أخرى، على الرغم من أن التكهن بالحوادث صعب. إنه قائد في "جلعاد". لقد عاش طيلة أعوام متفلتاً قدر الإمكان من النظام الذي ساعد في هندسته، ولم يعِش وفقاً للقواعد التي وضعها للآخرين. إذا كان أي شخص ضليعاً في المعاملة الخاصة، فهو القائد لورانس.

حوادث متكررة

على امتداد مواسم مسلسل "حكاية خادمة"، وجدت جون نفسها أحياناً في حالة شبه حرية. وشكّل ذلك حالها في الموسم الثاني، حينما وضعت ابنتها نيكول وحيدة في منزل فارغ. وحدث هذا أيضاً في وقت مبكر من الموسم الثاني، حينما أمضت وقتاً في عدد من المنازل الآمنة، بما فيها المكاتب المهجورة لصحيفة "بوسطن غلوب" (هل تتذكرون تلك المكاتب؟ كانت مخيفة). وجاءت الرسالة واضحة في كل مرّة. فمجرد هروب جون من انتباه خاطفيها لا يعني أنها حرة. إنها بحاجة إلى الخروج من "جلعاد" للأبد.

في المقابل، تكمن المشكلة، بالطبع، في أن "جلعاد" لديها موهبة لإعادة جون إلى داخل حدودها. وجاء الوضع على ذلك النحو في الحلقة الأولى من الموسم الرابع التي تحمل عنواناً ينذر بالسوء، هو "خنازير". فبعد أن تولّت زميلاتها الخادمات كيّ جرحها (في مجموعة مشاهد مؤلمة)، ينتهي الأمر بـجون في مزرعة. وتبدو السيدة كيز، المديرة الصغيرة جداً للمكان (فعلياً، كم تبلغ من العمر؟ 14 سنة؟ تتمكن "جلعاد" أحياناً من التفوق على قسوتها)، متحمسة جداً، إذا أمكننا قول ذلك.

وفي أحد المشاهد، تقول جون "أنتِ الشخص الذي انتظرته. لقد حررتِ هؤلاء الأطفال يا عزيزتي. لقد رأيتُكِ في أحلامي. كنا نقتل الناس معاً. كان ذلك أروع حلم".

حتى الخادمات الأخريات، اللواتي شهدن "حوادثاً"، لا يسعهن إلا تبادل نظرات حائرة. وسيؤدي ذلك كله إلى تطور قوي في شخصية السيدة كيز طوال الحلقة. ففي البداية، نحن غاضبون منها لأنها تعامل جانين بفظاعة شديدة (إذ تجبرها على أكل لحم مقتطع من خنزيرها المفضل، لأنها بَكَتْ بصوت عالٍ). وبعد ذلك، نكتشف أن السيدة كيز تعرّضت بنفسها لإساءات شديدة على يد زوجها، إذ تخبر جون، "الزوجات يتعرضن لأشياء سيئة أيضاً".

استطراداً، لنتذكّر أن الأمر يتناول مسلسل "حكاية خادمة"، بالتالي فإن مصارحة كتلك لن تؤدي إلى أن يحتضن الجميع بعضهم بعضاً مع الاستمتاع بجلسة هانئة حول النار في الطبيعة. بدلاً من ذلك، تزداد الأمور سوءاً، حينما تمكّن جون السيدة كيز من صبِّ جزء من قلقها على أحد الحراس لدى تجوّله في ممتلكاتها. فعلى ذلك النحو، تجري الأمور في "جلعاد"، إذ يفرز الظلم القسوة. وحينما تعمد السيدة كيز أخيراً إلى تهديد رجل بسكين، ثم نكتشف أنه أحد المعتدين عليها، فنحن لا نشعر بانعتاقها بالضبط. نحن نفهم موقفها، لكن المشهد لا يعبّر عن حالة تحرر. إنه ببساطة مشهد ظلم. إنه مشهد معقد. إنه مشهد من "حكاية خادمة".

ما الذي ينتظر جون؟

بمجرد أن تتعافى من إصاباتها، تجد جون نفسها أمام بعض الخيارات التي يتعيّن عليها اتخاذ قرار حيالها. أليس كذلك؟ لا نشير هنا إلى أن لديها عدداً كبيراً من الخيارات حينما يتعلق الأمر بمعرفة خطواتها التالية. ونكتشف الصراع الذي تعيشه في داخلها خلال مشادة كلامية مع ألما، وهي خادمة أخرى هربت معها وانتهى الأمر بها أيضاً في مزرعة السيدة كيز، إذ تعمل جون على تذكيرها، "نحن لسنا أحراراً يا ألما"، وإذ لا تكون ألما واثقة فتردّ، "ربما إن ذلك يشكّل مقدار الحرية الذي سنحصل عليه. ربما يجب أن نستفيد منه إلى أقصى حد".

في ذلك الصدد، ليس ما تقوله ألما بعيداً كل البعد من الغباء، إذ تتمحور الحياة في "جلعاد" حول اللعب ضمن المساحة الآمنة. وكذلك يترافق كل عمل من أعمال المقاومة مع خطر التعرض للاعتقال والتعذيب وربما القتل. بالتالي، لماذا لا يقبل أحد ما بحالة من شبه الحرية، خصوصاً بعد تعرّضه لأسوأ معاملة يقدمها النظام؟ ليس من الصعب أن نتخيّل لماذا تجد ألما نفسها متصالحة مع الحياة في مزرعة السيدة كيز.

وعلى الضد من ذلك، تتمتع جون بعقلية مختلفة. نحن نعلم أنها لن تهدأ. إنها تريد انهيار "جلعاد". تريد تحرير هانا، ابنتها البكر التي أُبعدت عنها قسراً. إنها تريد الحصول على كل شيء، وستواصل القتال من أجل ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جمالية الأغاني في "حكاية خادمة"

هل يمكننا التوقف قليلاً كي نعترف بالاستخدام الرائع المستمر للموسيقى في العمل؟ فلا تزال حوادث حلقة حملت اسم "بطولية"، من الموسم الثالث، تعود إلى ذاكرتي في كل مرّة أسمع أغنية "الجنة مكان على الأرض" التي تؤديها بليندا كارلايل.

وهذه المرّة ، تحمل حلقة "خنازير" مكافأة مماثلة من خلال أغنية "أُصلّي صلاة صغيرة" التي تؤديها أريثا فرانكلين. ولاحقاً، من خلال أغنية "(أنت تجعلني أشعر كأنني) امرأة طبيعية". إنها أغنيات رائعة وتهكمية، ولا بد من أن الحصول على ترخيص لاستخدامها في العمل كلّف مبالغ طائلة. لكن النتيجة تستحق ذلك.

في هذه الأثناء...

نرى القائد لورانس الذي كان جالساً في زنزانة، يُقتاد مِن قِبَلْ مجموعة من الحراس. يبدو من المؤكد أنه على وشك مواجهة مصير الإعدام. لكن، لا بد من تحريفة في الحبكة الدرامية هنا! إذ يخبره نيك، "أعتقد أنك قادر على القيام بالمزيد لمصلحة بلدك". ويبدو لورانس متفاجئاً بشكل منطقي حينما يصرّح نيك بعد ذلك بأنه أقنع كبار الشخصيات في "جلعاد" بتوظيفه كمستشار. إذاً، لا عقوبة بالموت والحصول على وظيفة جديدة؟ يا له من شخص محظوظ!

واستطراداً، بالنسبة إلى فريد وسيرينا، إنهما ينزعجان وفق ما يمكن توقعه، حينما يعلمان أن جون حررت 86 طفلاً من "جلعاد". ولا تُقدّر بثمن تلك النظرة على وجهيهما حينما يكتشفان أنها (جون) العقل المدبر وراء تلك العملية، على الرغم من أنهما بالطبع يتعافيان على الفور من الصدمة ويتحوّلان إلى وضعية "سنجعلها تدفع ثمن أفعالها"، إذ يشكّل ذلك ردّ فعل كلاسيكي من عائلة ووترفورد. باستثناء أنهما الآن رهن الاحتجاز في كندا، وليس بمقدورهما فعل الشيء الكثير حيال الأمر، أم أن الوضع ليس كذلك؟

© The Independent

المزيد من ثقافة