Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة غامضة لمؤسس برامج "مكافي" بعد صدور قرار بتسليمه إلى واشنطن

ترشح لرئاسة الولايات المتحدة وكان يرفض مبدأ الضرائب معتبراً أنه "غير قانوني"

كان مكافي هرب من السلطات الأميركية لأعوام وواجه اتهاماً في ولاية تينيسي بالتهرب الضريبي (أ ب)

أثارت الوفاة الغامضة لمبتكر أحد أشهر برامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية جون مكافي، داخل سجن في برشلونة الإسبانية حالة من الجدل، لا سيما أنها تأتي بعد حياة مليئة بالصخب ورحلة هروب طويلة من السلطات الأميركية امتلأت بمغامرات كثيرة.

وكان مكافي داعماً بارزاً للعملات المشفرة في الأعوام الأخيرة، إلى جانب أن معظم مستخدمي أجهزة الكمبيوتر حول العالم، تعاملوا في وقت من الأوقات مع نظامه الأشهر في مكافحة الفيروسات "مكافي"، إضافة إلى خوضه محاولة من دون جدوى للترشح لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة.

وعُثر على مكافي، ميتاً داخل زنزانة في سجن بمدينة برشلونة، يوم الأربعاء 23 يونيو (حزيران) الحالي، بعد وقت قصير من موافقة المحكمة الوطنية الإسبانية (صباح اليوم ذاته) على تسليمه إلى أميركا لمواجهة اتهامات جنائية تتعلق بالتهرّب الضريبي.

وقالت وزارة العدل في إقليم كاتالونيا في بيان إن أطباء السجن حاولوا إسعافه، لكنهم لم ينجحوا.

وأعلنت الوزارة أن "كل شيء يدلّ" على انتحار جون مكافي، وهذا ما أكده محاميه أيضاً الذي قال إن موكله مات منتحراً في سجن بمدينة برشلونة بعدما أصدرت المحكمة العليا الإسبانية قراراً بتسليمه إلى الولايات المتحدة.

وأوضح خافيير فيلابا، محامي مكافي، أن رائد برامج الحماية من الفيروسات الإلكترونية شنق نفسه بعدما أجهز عليه الإحباط نتيجة مكوثه تسعة أشهر في السجن، وفق ما أفادت وكالة "رويترز" الخميس (24 يونيو).

التهرب من الضرائب

وكان مكافي اعتُقل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في مطار برشلونة الدولي بموجب لائحة اتهام أميركية صادرة في يونيو (حزيران) 2020، على خلفية عدم التزامه دفع العائدات الضريبية على مدى أربعة أعوام، بالرغم من كسب الملايين من العمل الاستشاري والمشاركة في المحاضرات، ومن العملات المشفرة وبيع حقوق كتابة قصة حياته. 

وظلت تهم التهرب من الضرائب عالقة في محكمة اتحادية بولاية تينيسي الأميركية التي تشير إلى السنوات المالية الثلاث من عام 2016 إلى عام 2018، بينما بقي هارباً من السلطات لأعوام، أمضى بعضها على متن يخت ضخم. 

واتهمت وزارة العدل الأميركية جون مكافي بالتهرب الضريبي، عبر تحويل دخْله إلى حسابات مصرفية أخرى، وحسابات لصرف العملة المشفرة بأسماء أخرى، كما اتهم بإخفاء ممتلكات من بينها يخت وعقارات، خلف أسماء أشخاص آخرين.

ووافقت المحكمة الإسبانية صباح الأربعاء (23 يونيو)، على ترحيله إلى الولايات المتحدة . وأفادت صحيفة "إل باييس" بأن "مكافي زعم دائماً أنه ضحية مؤامرة للنيل منه"، لكنه وبحسب الصحيفة، لم يقدم "دليلاً واضحاً" على أنه يحاكَم لأسباب سياسية أو عقائدية.

دوافع سياسية

وقال مكافي (75 سنة) الشهر الماضي، خلال جلسة استماع عُقدت عبر الفيديو، إن التهم الموجهة إليه ذات دوافع سياسية، مشيراً إلى أنه سيقضي بقية حياته في السجن إذا أُعيد إلى الولايات المتحدة. وأضاف "أتمنى أن ترى المحكمة العليا الإسبانية مدى هذا الظلم. الولايات المتحدة تريد أن تجعلني عبرة".

وكان مكافي هرب من السلطات الأميركية لأعوام، وواجه اتهاماً في ولاية تينيسي بالتهرب الضريبي، كما وجّهت إليه تُهمة الاحتيال في مجال العملات المشفرة في نيويورك.

سنودن يعلق على وفاة "مكافي"

وفي تعليقه على وفاة جون مكافي، قال ضابط الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن إن مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، ربما يكون التالي. وكتب سنودن في حسابه على "تويتر"، أنه "لا ينبغي لأوروبا أن تسلّم المتهمين بارتكاب جرائم غير عنيفة إلى محاكم غير عادلة ونظام سجون شديد القسوة، لدرجة أن المواطنين المتهمين يفضلون الموت على أن يخضعوا له". وحذّر سنودن من أن أسانج ربما يواجه نفس مصير مكافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رائد الأمن السيبراني ومطور التكنولوجيا الثوري

وقبل أن يواجه مشكلات قانونية، كان جون مكافي رائداً في صناعة الأمن السيبراني ومطور التكنولوجيا الثوري، الذي غيّر شكل برامج الكمبيوتر إلى الأبد. وأسس شركة "مكافي كورب" عام 1987 في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية، التي أدارها حتى استقالته عام 1994.

وقاد مكافي، البريطاني المولد، الأميركي الجنسية، شركته في الثمانينيات إلى الهيمنة على سوق الحماية من الفيروسات لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، عبر إصدار أول برنامج في الأسواق لمكافحة الفيروسات الإلكترونية، وأسهم في إطلاق صناعة عادت بمليارات الدولارات.

ووفق مجلة "فورتشين" الأميركية المعروفة بتصنيفاتها لأفضل رؤساء الشركات وأقوى المؤسسات في العالم، فإن حوالى 50 من أكبر 100 شركة، استخدموا برامج "مكافي" خلال تلك الفترة.

وقال مكافي بعد عقود من استقالته لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن "إدارة الشركة لم تعُد ممتعة لأنها تحوّلت إلى مؤسسة ضخمة تضم آلاف الموظفين".

واشترت "إنتل كورب" شركة "مكافي" عام 2010 في صفقة تجاوزت قيمتها مبلغ 7.6 مليار دولار، ثم أعادت تسمية جميع منتجات مكافي باسم "إنتل سيكوريتي".

وبعد حذف اسمه، قال مكافي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "أشعر حالياً بالامتنان الدائم لشركة إنتل لتحريري من هذا الارتباط الرهيب بأسوأ برنامج على هذا الكوكب".

وعلى الرغم من كونه رائداً في مجال أمن أجهزة الكمبيوتر، أقرّ مكافي سابقاً لـ "بي بي سي"، أنه لم يستخدم برنامجه أو أي برنامج حماية آخر، على الأجهزة التي يملكها.

وأشرف مكافي على تأسيس عدد من الشركات التكنولوجية البارزة، وكانت من بين اهتماماته الشخصية والاستثمارية تطبيقات الهواتف الذكية والعملات المشفرة والمضادات الحيوية المستمدة من الأعشاب.

وعمل مكافي أيضاً في وكالة "ناسا" وشركتَي "زيروكس" و"لوكهيد مارتن"، قبل أن يطلق برنامجه الذي لا يزال يحمل اسمه وله 500 مليون مستخدم حول العالم.

وكان مكافي تقدّم بعروض فاشلة ليصبح مرشح الحزب الليبرالي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عامَي 2016 و2020.

وأعرب عام 2019 عن ازدرائه للضرائب، وغرّد على "تويتر"، قائلاً إنه لم يقدم إقرارات ضريبية عن ثمانية أعوام، لأن "الضرائب غير قانونية". وفي العام ذاته، احتُجز لفترة وجيزة في جمهورية الدومينيكان، بزعم إدخال أسلحة إلى البلاد.

المزيد من دوليات